اختصاصية تحذر الآباء: لا تنفروا من أسئلة أبنائكم المراهقين حديث عن ولع المراهِقات بالمعلمات
القطيف: صُبرة
طالبت اختصاصية نفسية، الآباء والأمهات أن يكونوا على استعداد تام لتلقي أي أسئلة من أبنائهم المراهقين، ومن ثم الإجابة عنها بطريقة تربوية سليمة، ترضي غرور المراهق في الحصول على المعلومات الخافية عليه، موضحة أن عدم استعداد الآباء لهذه المرحلة، قد يدفع بالمراهق إلى اللجوء إلى أناس آخرين، يمنحونه إجابات مغلوطة ومعلومات غير صحيحة، قد تضر به.
وقالت الاختصاصية مها الزوري إن مرحلة المراهقة “تحمل العديد من التغيرات الفيزيولوجية والاجتماعية، وفي هذه المرحلة يلاحظ أنّ المراهق بدأ يتساءل بشكل أكبر عن هذه التغيرات، لذلك على الوالدين أن يكونوا قربين من أبنائهم في هذه المرحلة”.
3 مراحل
وعرّفت الزوري، المراهقة بِأنها “المرحلة التي تنقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد والبلوغ”. وذكرت أنّ علماء النفس والتربية يقسمونها إلى 3 مراحل؛ “مبكرة، متوسطة، ومتأخرة”. وتحدث فيها مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية.
وقدّمت الزوري، محاضرتها للفتيات الثلاثاء الماضي، تحت عنوان “مراهقتي والمشاعر” في مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية في سنابس.
وبينت أنّ لمرحلة المراهقة “مظاهر متعددة؛ منها الانعزال، الملل، الرفض، العناد، الاهتمام بمسائل الجنس، الحساسية الزائدة، ونقص الثقة في النفس”.
وقالت إنّ “هناك 5 أشياء تؤثر على المراهِقين، ولها دور في تكوين شخصيتهم وتوجيه سلوكهم، مثل الوالدين، الأصدقاء، المدرسة، وسائل الإعلام، والشخص نفسه؛ ولهذا يجب التنبه الشديد لهذه المرحلة، وما يحدث فيها للمراهقين من خلال علاقاتهم بالآخرين”.
المتغيرات الرئيسة
وتطرقت الزوري، إلى التغيرات التي تظهر على الفتاة المراهِقة “مثل النمو الجسمي، اللغوي، الاجتماعي، والعقلي”. وقالت إنّ “من أهم المتغيرات الرئيسة في حياة المراهِقة حكاية النمو العاطفي، الذي يحتاج إلى نضج معرفي وبيئة أسرية هادئة متفهمة؛ وذلك لما تتعرض له الفتاة خلال هذه المرحلة التي يتكون فيها الحب بسبب تفعيل نمو الغدد الجنسية التي تولّد بطبيعتها الميل نحو الجنس الآخر، أو ما نُسميه بالحب”.
وأوضحت أنّ هذه العاطفة “لا تكون واعية أو ناضجة، كما أنها جياشة ومتقلبة، وذلك بسببٍ بسيط، هو أنّ المراهِقة جديدة في خبرة الحياة، حيث نجد أنّ بعض عواطف المراهقين لا تكون صحيحة وواقعية بناءً على المفاهيم العامة للناضجين”. وذكرت الزوري للفتيات بعض الأمثلة “مثل ولع المراهِقة بالمعلمات أو شخص متقدِّم في العمر أو شخص في قنوات التواصل الاجتماعي أو بطل في قِصة أو شخصية مشهورة”.
البناء المعرفي
وأشارت إلى بعض الدراسات العلمية التي تقول إن “توافق الإنسان خلال مرحلة المراهقة والرشد مرتبط لحد كبير بتوافقه في الطفولة، لذلك لابد من البناء المعرفي والنفسي بناءً جيدًا للأبناء”.
وذكرت الفروق الفردية بين المراهِقات التي تعتمد على “أمور كثيرة، منها طبيعة الشخصية نفسها التي ولدت عليها الفتاة، ونراها من خلال طبيعتها الهادئة، الانفعالية، والإبداعية قائلة إن “في هذه المرحلة تكون المراهِقة حاجتها أكثر للوالدين وقربها منهما، وذلك من خلال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث وتظهر عليها”.
وبيّنت الزوري، أنّ “كل مراهق هو حالة خاصة ومتفردة بحد ذاتها، فلا نستطيع أن نقول البنت أسهل أو الولد أسهل، وهناك عدة عوامل تحكم في ذلك، ولكل منهما مشكلاته الخاصة وصراعاته وهمومه وشخصيته، وتبعًا لذلك طريقة التعامل التي تتناسب معه”.
ونصحت الوالدين والمربين بقولها “كونوا بقربهم، وأصدقاءً لهم، فالصداقة مع المراهِق أقوى سلاح لحمايته وتقبّل أخطائه وإصلاحها. لابد من احتواء الأبناء منذ نعومة أظافرهم، حتى ينمو الحب والصدق بداخلهم، وتكون علاقتنا بهم علاقة قوية”.