“أم ريال” تتأنّث في صفوى.. وتنافس “السوّاقين” المرأة ينقصها الكثير.. وفكرة "الكابتنات" تسهّل خدمة الناس

لأكثر من 30 سنة؛ اصطلح سكان صفوى على اسم “أم ريال”، تعريفاً لخدمة النقل عبر سيارات الـ “ميكروباص” التي تتجوّل بين أحياء المدينة، متخصصةً في إيصال النساء حصراً. مجموعة من شبّان المدينة ابتكروا لأنفسهم وظائف استفاد منها السكّان، موظفات، طلاباً وطالبات، ربات بيوت، عجائز.

بدأت الخدمة بوقوف أي امرأة على جانب شارع، لتقف لها “ميكروباص”، وتوصلها إلى مكانٍ ما في المدينة، مقابل ريال واحد فقط…!

ثم تطوّرت الخدمة، لتشمل الإيصال إلى خارج المدينة، وتغيّرت الأسعار بحسب “المشوار”، لكن “أم ريال” بقي اسماً ثابتاً، كما بقي الرجال مُقدّمي خدمة، والنساء مستفيدات..!

لكنّ زمن التمكين جاء بما لم تستطعه الأول من نساء المدينة.. اقتحمن ميدان الخدمة، وقدّمنها، ونافسن الرجال. وفي هذا التقرير؛ تقدّم الزميلة أمل سعيد عرضاً مفصّلاً عن دور بنات صفوى في خدمة المجتمع، عبر النقل المحلي.

شاهد الفيديو

صفوى: أمل سعيد

في 26 سبتمبر 2017 صدر الأمر الملكي  بمنح النساء حق القيادة، وشمل القرار على توجيه إدارة المرور بالبدء في إصدار رخص القيادة للنساء في 10 شوال 1439 هـ الموافق 24 يونيو 2018، وفي 21 من شهر رمضان 1439هـ الموافق 4 يونيو 2018، صدرت أول رخصة قيادة لامرأة سعودية.

وبالتأكيد فإن تاريخ 10 شوال كان فاصلاً بين مرحلتين مختلفتين بالنسبة لتفاصيل حياة المرأة اليومية، أمور كثيرة تغيرت، فقد تنازلت بكامل إرادتها وبمنتهى رغبتها عن مرتبة (الملكة)، الكلمة التي شاع استخدامها في السنوات السابقة، والتي تعني من يُفتح لها باب السيارة لتركب وتجلس وربما تُغمض عينيها طوال الطريق، لتكون هي من يجلس خلف المقود بعينين يقظتين، ولتشارك الرجل حسنات القيادة ومساوئها.

وبمجرد تمكن المرأة من السيطرة على مركبتها، وتكوين علاقة مع السيارة، وفهم مكوناتها؛ دخلت في مجال التوصيل داخل المدن وخارجها.

هذه المهنة التي كانت حكراً للرجل منذ خمسينيات القرن الماضي، أي منذ دخول السيارات للأراضي السعودية، أصبحت جاذبة للجنس الناعم، الذي قرر أن يقف في طابور سيارات التوصيل بجانب الرجل، وفي هذا التقرير تستعرض صُبرة عدداً من تجارب النساء في هذا المضمار، وتكشف عن نمط حيوات جديدة نشأت من قرار.

تتحدث مروى السادة (43 عاما) عن تجربتها “استخرجتُ الرخصة من البحرين قبل 3 سنوات، وقبلها لم تكن لي علاقة بقيادة السيارة مطلقاً، واستبدلت البحرينية بالرخصة السعودية من مرور الجبيل”.

وعن قرارها الاشتغال بمهنة التوصيل تضحك السادة وتقول “لقد تخرجت من الجامعة عام 1424هـ، قسم علم نفس، ولم أوفق في الحصول على وظيفة، إذ أن الفرصة الوحيدة التي حصلت عليها، كانت على الحدود الجنوبية، ولشدة خوف أمي عليّ لم أقبل الوظيفة، اشتغلت في مهن متعدد، ولم يحالفني الحظ في أيّ منها، وعندما كنت أتدرب في البحرين كنت أقول لأهلي مازحة: سأشتري ميكروباص، وسأعمل في توصيل الناس، وللحقيقة لم أكن أتخيل ولا بنسبة 1% أن يتحول هذا المزاح إلى واقع”.

من هنا البداية

كان (القروب) الذي أنشأته السائقة حنان عجيم (كابتنات صفوى) هو الخطوة الأولى للسادة في طريق وصولها للناس “دخلتُ رابط قروب الكبتينات، وتراقصت فكرة التوصيل أمامي، أخبرتُ أهلي فشجعوني للمضي فيما أردت، قررتُ أن أستبدل النوم والفراغ الكبير الذي يسرق يومي بعمل مفيد، وابتدأت بتوصيل طلاب الدورات المسائية، وبعد أن بدأ وقتي يصبح أكثر انتظاما أخذت طلاب المدارس.. اليوم أوصل 6 طالبات إلى المدرسة، وأظن أن هذا العدد سيرتفع في الفترة القادمة مع تخفيف الاحترازات، وعودة الطلبة للدوام الحضوري بنسبة 100%”.

 متاعب المهنة

تتحدث السادة بلسان مقدم الخدمة لا طالبها عن المتاعب التي تواجهها من المستفيدين “اليوم وبعد أن خضتُ التجربة أستطيع تفهم حالة السائق الذي تتركه السيدات منتظراً على الباب، غير عابئين به، فهن سيدفعن أجرة التوصيل”، وتكمل “أوقات الانتظار تزعجني جداً، فكل طالبة أنتظر خروجها لعدد من الدقائق،بالإضافة لذلك هناك متاعب أخرى، فطالباتي لسن من حيّ واحد وإنما أحياء متفرقة ومتباعدة؛ لذا فإيصالهن من وإلى المدرسة يكون متعباً جداً، كما أن صرف البنزين يكون أعلى في مثل هذا الوضع،  وللتخفيف من هذه المتاعب قررت أن آخذ طالباتي، في الترم الثاني، من حي واحد أو أحياء متجاورة، وفي مدرسة واحدة، أما الانتظار فلا أظن أنه سيحلُ قريباً”.

فرق الأسعار

تختلف النساء أو السائقات عن الرجال في أسعار المشاوير الخاصة، وهذا له ما يبرره عند السائقات، تقول السادة “حين تتصل زبونة وتطلب خدمة التوصيل يكون السائق في الطرقات، يجول بسيارته في الشوارع، ليعرض خدماته على من يحتاجها، أما نحن (النساء) فعادة نكون في البيت وقت الاتصال، وعندما نقبل المشوار يجب علينا تهيئة أنفسنا للخروج (متعنين) للمتصل، لذا يكون المبلغ المطروح في السوق مجز للرجل وغير عادل للمرأة”.

ممتعة ومتعبة

حينما لم تُوفق السادة لشغل وظيفة تناسب دراستها الجامعية التي أخذت شهادتها بعد سنوات من الجد والاجتهاد، تنقلت بين العديد من المهن، لكنها لم تستمر فيها “اشتغلتُ في أكثر من هايبر ماركت، وفي استقبال مستوصف صحي، لكني لم أستطع الاستمرار في أي منها وذلك لأن بيئة العمل غير مريحة”، وتكمل “وصدقا أقول إن مهمة التوصيل متعبة أحياناً لكنها ممتعة جداً، وجوه جديدة كل يوم، عالم مليء بالألوان والحكايا، ولأني سيدة فقد تنشأ بيني وبين زبوناتي الدائمات علاقة ودودة، أصلها الثقة والاحترام”.

ثقة الناس ومنافسة الرجل

بكل شفافية تتكلم السادة عن ثقة الناس بها فتقول “في البداية كان الركاب يتوجسون من قيادتي قليلاً، كوني امرأة ولكن بعد التجربة تتغير نظرتهم، لذا أدعيّ بأني غرست في نفوس زبائني الثقة فيّ، والإحساس بالأمان وهم معي”.

وعن منافسة الرجل تضيف “الحقيقة أن قبول الرجل لنا كمنافس كان جميلاً جداً، فلم أر من أحدهم موقفاً بغيضاً، ولم أسمع أنْ حصل مع سائقة أخرى شيء من هذا، وأظنهم تقبلونا بينهم، كما قبلوا قبلها بقيادة المرأة للسيارة ومشاركتها لهم في الشارع كسائق”

أما حنان آل عجيم (49 سنة) فكانت تقود سيارتها خارج المملكة، وما إن تصل إلى وطنها حتى تتوارى هذه المهارة خلف قاعدة (الممنوع الاجتماعي) التي كان يعد مرتكبها من السيدات من المغضوب عليهم اجتماعياً، وما إن صدر القرار بالسماح للمرأة بالقيادة حتى سجلت في مدرسة شرق ثم النموذجية، ولكن لم يحالفها الحظ بسبب زيادة أعداد المتدربات الراغبات في امتلاك رخصة قيادة، توجهت آل عجيم إلى مدرسة الغوار في الأحساء للحصول على الرخصة ” سجلتُ في مدرسة الغوار  وهذه المرة، لم يطل انتظاري، واستخرجت الرخصة أخيراً، بدأت في مهمة التوصيل قبل سنتين، وفقط للأهل والأقارب والمعارف، وشيئاً فشيئاً أصبحت معروفة على مستوى مدينتي صفوى، ومطلوبة أيضاً”

قبل التوصيل

تقول آل عجيم “كنت أعمل مفتشة مدارس في شركة تعمل (كونتراكت) مع شركة أرامكو السعودية، لمدة 4 سنوات إلى أن حدثت خلافات بيني وبين صاحب الشركة، أجبرتني على الاستقالة، وبعدها اشتغلت في عدة مجالات منها البيع والشراء ومندوبة مبيعات، ولقد أكسبني تنقلي بين مهن متعددة خبرات متعددة، ثم أصبحت بلا عمل”، وتكمل “ولأني منفصلة فقد كنت أستلم من الضمان الاجتماعي مبلغ  850 ريالاً شهرياً، لكن ظروف الحياة صعبة ومبلغ ضئيل كهذا لا يمكن أن يكفي لتدبير أمور الحياة الاعتيادية، فخطرتُ الفكرة في بالي: لم لا أكون سيدة نفسي، سيارتي عندي والزبائن في كل مكان حولي، إذن فلأسعَ للوصول للكفاية، دون الحاجة لأحد”، تضيف آل عجيم “الحمد لله، اليوم أنا راضية عن نفسي وعن القرار الذي اتخذته، وحالياً أوصل طالبات المتوسطة والثانوية”.

عن الثقة أتحدث

تقول آل عجيم فخورة “بالنسبة لثقة الأهالي بقيادة النساء فلا أخفي، أننا انتزعنا الثقة بجدارة، حيث كانوا في البداية يتوجسون من استئمان امرأة على بناتهم، فمثلا في قروب (كابتنات صفوى) عندما تطلب إحدى الأمهات سائقة، تدخل لي على الخاص لتسألني عمن وافقتْ على الطلب من السائقات: هل هي ماهرة؟ هل هي أهل للثقة؟، وأحياناً لأرشح لها سائقة ذات كفاءة، متمكنة من القيادة، وهذا لأنها في الأصل لا تثق بمن ستقبل الطلب، ولكن مع المدة والتجربة أصبحن يطلبن السائقات من غير الرجوع لي”.

التسويف وجحود الأجر

ومن جهة أخرى أشارت آل عجيم إلى بعض المنغصات التي تحدث، فأكثر من سائقة اشتكت أن هناك في السيدات من لا يعطين السائقات أجرهن، تسويفاً يليه جحود ونكران، ورغم أنها حالات قليلة إلا أنها تحدث وتؤذي السائقات، وتتكلم عن تجربتها الشخصية في ذلك “اتفقتُ مع سيدة على توصيل ابنتها، وبعد أسبوعين أخبرتني أن ابنتها ستذهب مع صديقتها، قلت لها هذا خياركم ولكن لي أُجرة أسبوعين، مضى اليوم على هذا الكلام 3 أشهر ولم يصلني حقي، مع أني طالبتها أكثر من مرة؛ ولا فائدة، وفي مثل هذه الحالات لا يمكننا فعل شيء، غير أن نترك المبلغ في ذمتهن، إذ ليس هناك طريقة لاستيفائه، ولا يعقل أن أرفع قضية للمطالبة بـ50 ريالاً مثلاً”، وتكمل “قد يظن الناس،كما ظننا، أن مهمة التوصيل مهنة سهلة، وبلا متاعب، ولكن بعد خوض تجربة القيادة، والدخول في تجربة التوصيل رأيت كم يتحمل السائق، تفاصيل صغيرة كثيرة مزعجة جداً ومتعبة”.

الأسعار مرة أخرى

تقر آل عجيم أن هناك تفاوت في الأسعار المقدمة لنفس الخدمة “نعم هناك فرق في الأسعار لكن بعضه لا يعتمد على كون قائد المركبة رجل أو امرأة إنما يرتكز على تقييم السائق مصلحته وربحه، فصاحب السيارة الاقتصادية التي تستهلك مقداراً أقل من البنزين؛ يمكنه أن يطلب سعراً أقل للمشوار وسيكون رابحاً، فإن طلبت مثله وسيارتي تستهلك ضعف استهلاك سيارته سأكون خاسرة، وفي الأخير هذه سوق عرض وطلب، فإن لم يناسبك سعري حتماً ستجد غيري، لكن لا تتهمني بالاستغلال والجشع، فأنا أيضاً مثلك عندي التزامات وأولاد وأمارس عملي كي أصل للكفاية، ومن حقي أن أخرج من عملي بمصلحة، نعم أخدم مجتمعي ولكن بما يخدم مصلحتي”.

 

أم سلمان مشاوير

هذا هو اسمها المتداول في قروب (كابتنات صفوى)، فاطمة علي آل هليل أو (أم سلمان مشاوير) تحكي بداية التحاقها بهذه المهنة ومقتبسات من تفاصيل يوميات سائق “استخرجت الرخصة البحرينية قبل كورونا، ثم حولتها إلى رخصة سعودية، وبمجرد أن امتلكت الرخصة بدأت بالتوصيل”.

وعلى عكس المتوقع تقول آل هليل  أن “الناس يثقون في قيادة المرأة أكثر من الرجل، ولذلك ما يبرره، فذات يوم اتصلتُ لسيدة كنت أوصل أطفالها للروضة بعقد شهري، واستأذنتها في أن يقوم زوجي بإيصالهم، لأني سأسافر لفترة بسيطة، فلم توافق لأنها تريد امرأة أخرى تقوم بذلك”، وتؤكد آل هليل بكل ثقة على تمكنها من القيادة “كلما أوصلت سيدة وقبل أن تنزل من السيارة أطلب منها تقييماً لقيادتي (بليز قيميني)، والحمد لله كونت لي شريحة واسعة من الزبائن الدائمين والذين يتصلون بي باستمرار لطلب الخدمة، وما كنت سأحصل على كل هؤلاء لولا نجاحي في كسب ثقتهم”.

 

خارج صفوى

تقول آل هليل “قبل سفري وزعت الطالبات اللاتي أوصلهن على بعض زميلاتي، وبعد عودتي تفرغت كلياً للمشاوير، لكني متعاقدة مع بعض الأهالي من 30 أكتوبر لإيصال أبناءهم إلى المدارس الأهلية في سيهات”.

لم يقتصر طلب آل هليل للتوصيل داخل مدينة صفوى بل تعداها بكثير، وتعزو ذلك إلى ثقة الناس الكبيرة بمهارتها في القيادة أولاً، وبكونها امرأة ثانياً “تردني طلبات توصيل خارج مدينة صفوى بل خارج المحافظة وخارج المنطقة الشرقيةأيضاً، وأقصى مكان وصلت إليه بناء على رغبة المستفيد هو أبها”.

السائق الرجل.. متعاون

ترى آل هليل أن السائق الرجل متعاون مع السائقات، ومرحب جداً بانضمام النساء لهم “كان للسائقين الفضل في معرفتنا حجم السوق وأسعار الخدمات التي نقدمها، ولم نجد منهم ما ينم عن رفض أو انزعاج من دخولنا كمنافسين”.

آل هليل زوجة وأم، واستطاعت رغم ذلك أن توازن بين عملها الذي تحبه وبين واجباتها المنزلية، تقول “النظام هو ما يجعلك تنجح في أي عمل تقوم به، رتب أوضاعك وأولوياتك ثم اعمل بناء عليها، عندما تردني طلبات وأنا مشغولة مع أولادي في المنصة، أعتذر، فمهما كان العمل مهماً ومربحاً إلا أن مسؤولياتي في البيت أهم”.

وبالنسبة لعلاقتها مع زبوناتها تؤكد آل هليل “لم يحصل أن أكل أحد من زبوناتي عليا حقا، وعادة أنا أتبع المثل القائل (اللي أوله شرط آخره نور)، وقبل كل مشوار أتعاقد شفاهية مع الزبون فإما أن نتفق أو يجد له غيري”.

 

يثقن في النساء

تقول آل هليل” في اعتقادي أن الأمهات يعتمدن على السائقة ويثقن بها أكثر في توصيل بناتهن وأطفالهن من ناحيتين، الأولى هي مهارتها في القيادة والثانية لأن المرأة تتعامل مع الأطفال كأم، فحين أوصل طفلاً للروضة لا يكفي أن نصل لموقف السيارات بجانب الروضة بل لا بد أن أنزله وأوصله للباب، أما الفتيات المراهقات والشابات أيضاً، ترى الأمهات أن السائقة آمن على ابنتها من لو كان سائقها رجل، وهذا لا يعني اتهاماً لأحد ولكن هذه هي الطبيعة، فحتى السائق لو خُير بين رجل وامرأة لإيصال بناته اليافعات سيختار امرأة”.

السائقات أفضل

صديقة الخويلدي أم لابنتين يدرسن في المتوسطة والثانوية وترى أن ” السائقات أفضل في توصيل الطالبات، لأني أشعر بالاطمئنان أكثر، حيث أن أغلب ما يخشى منه في وجود السائق ينتفي إذا كان السائق امرأة، ولن أكون محتاجة للسؤال عن الأخلاق والدين وغيره، ليتقلص عدد الأسئلة في مهارتها في القيادة فقط”.

الصدفة أوصلتني

حتى قبل قرار السماح للمرأة بالقيادة كانت الخويلدي تتمنى أن تكون النساء هن المسؤولات عن توصيل الطالبات، لذا كان هذا هو خيارها بعد انخراط المرأة في هذه المهنة، تقول “انضممت لقروب (كابتنات صفوى) صدفة، وصلني الرابط عبر الواتسب، فدخلت، ومنذ ذلك الحين وأنا أتعامل مع السائقات، وهذا منحني راحة أكبر، فالأسعار متقاربة بين السائقات والسائقين”، وعن تمكن المرأة من القيادة، تقول الخويلدي “هل هن مأمونات أن أترك بناتي معهن؟ هل هن متمكنات ويمتلكن المهارة اللازمة؟، هذه الأسئلة دارت في بالي مراراً، لكني أقول بصدق أن التجربة الزمنية لهن لم تعطيهن الخبرة الكافية، والتي يحتاجها قائد المركبة، فالتمكن هو تراكم التجارب والمعارف فوق بعضها لصقل ردود الفعل السريعة تجاه الحدث، وحيث أن قرار السماح للمرأة بالقيادة لم يمض عليه أكثر من سنتين، أستطيع القول أنهن مازلن بحاجة لوقت أكبر كي يمكننا الحكم عليهن، ومحاسبتهن” وتستدرك الخويلدي “بناتي يدرسن في صفوى، المكان غير مزدحم والقيادة فيه سهلة، والمشوار غير بعيد، مسافة 5 دقائق لتصل، ولا يحتاج إلى تمرس، لذا فأنا مطمئنة على وجودهن برفقة سائقات، أما ابنتي الجامعية فهي مازالت تذهب مع سائق، ولا يمكنني الموافقة على أن تذهب برفقة امرأة، وأعتبر أن ذلك مغامرة، لكن.. ربما يحصل ذلك بعد 5 سنوات من الآن”.

ورش تدريب

وتتمنى الخويلدي أن تعمل دورات تدريبية وورش عملية للنساء في كل ما يخص القيادة والسيارة، وتضيف “مدارس تعليم القيادة تهتم فقط في شرح وتعليم قيادة السيارة، وقوانين الطريق، وليس أكثر من ذلك، لكن المرأة تحتاج لمعرفة المزيد عن المركبة التي تقودها، وكيفية التعامل معها، وطريقة إصلاح الأعطال البسيطة، وبصدق، وأرجو أن لا تتحسس القائدات من كلامي فهو لتوصيف الحال وليس للذم، النساء لا يعرفن كيف يتصرفن في أبسط مشاكل السيارة، وقد ترى امرأة واقفة بسيارتها في وسط الشارع، ولا تعرف السبب، وقد يكون شيئاً في منتهى البساطة، لكن لقصور في معرفتها بالسيارات، تتوتر وتبدأ بالاتصالات بمعارفها حتى يأتي أحد لنجدتها، ولو كانت على دراية لاكتشفت أن الأمر أبسط مما تتخيل بكثير”.

كابتنات صفوى

هو قروب خاص للنساء فقط من مقدمات الخدمة وطالبيها، أنشأت القروب حنان آل عجيم وهي المشرفة عليه تقول عجيم “قبل كابتنات صفوى فتحت قروب (أهالي صفوى) وهو لنفس الهدف أيضاً، لكنه مجموعة مختلطة ممن يقدم خدمة التوصيل، سواء نساء أو رجالا، وقد انتشر رابطه بسرعة كبيرة واكتمل العدد فيه؛ وللطلبات الكثيرة التي وصلتني، فتحت آخر (أهالي صفوى2)، ثم طلبت مني بعض الأخوات أن أفتح مجموعة خاصة بالسائقات النساء فقط، لذا أنشأت قروب (كابتنات صفوى)”، من جهة أخرى تقول آل هليل ” يوجد قروب رديف لـ (كابتنات صفوى) أعضائه فقط من السائقات، وهو لمناقشة القضايا المتعلقة بالطلبة والتوصيل والأسعار وغيرها بعيدا عن المستهلك”.

تعليق واحد

  1. عمل شريف وممتع والله يرزقكم ، اشتركو في كريم او اوبر لانه امن وموثق ، من خلال التطبيق، لكل مجتهد نصيب

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×