نصوص من “بيرو – ليما”
ترجمة: رائد أنيس الجشي
في مجموعته “رحلة إلى لغة الشيهم” يهتم شاعر بيرو “أوسكار ليماجي” بالمدن التاريخية ويجعلها كلمات مفتاحية لفهم نصوصه. وقد اخترت نصين من مجموعته التي تترجم حالياً إلى الإنجليزية عن طريق المترجم جورج كلارك.
يسخر في النص الأول من العادات والتقاليد التي يتبعها بعضهم، كما يشبه الدين، كدلالة صوت البوم التي تدل على الموت عند بعض الشعوب والحياة عند البعض الآخر. ويبلغ في السخرية حين يضع ذلك في مدينة تعتبر من المدن التي كان يعتقد أن من يدخلها يصبح آمنٌ من القتل عند الإغريق وكانت تعد مركز العالم عندهم أيضاً.
وفي النص الثاني يسخر مما يفعله التاريخُ بالحروب والانتصارات، ويختار لذلك مدينة أُنشئتْ بسبب نصر الامبراطورية الروسية على العثمانيين وقد أصبحتْ هذه المدينة الآن مدينة أوكرانية لا تخضع لسلطة الروس.
ويبالغ في السخرية بجعل ذكرى المعركة التاريخية منسية ومهملة.
دلفي*
إن سمعتَ يوماً
أغنية البومة
ستموت
إن لم تسمع يوماً
أغنية البومة
ستموت أيضا
وحده الرب
من يستطيع سماع أصوات الطيور
بلا خوف.
أوديسا
لا يمكن لأي شخص على هذا الميناء أن يشرح أي شيء
عن هذه الدرجات
“ربما لأنك لا تستطيع نطق
الاسم بشكل صحيح”
ترفع من صوتك وتلوح بيديك
“مثلما يحدث عندما تسافر وانت لا تعرف اللغة”
وتضرب جسدك لتعبر عما تريد
بشكل أفضل.
وأنت حارس القيصر * الذي يطلق النار على
المسيرة
وأنت البشر الذين سقطوا على
الخطوات
وأنت عين الأم التي تصدعت
في الصراخ.
وأنت عربة الطفل اليتيم
التي تنحدر مسرعة على التل
ولكن، هذا لا أمل فيه
من الواضح أن نرى
أنك لست القائد الذي نسق
تلك القصة
التي ما زلت أخفيها وراء جلد شبكيتي.
ثم، لا تندهش
اذا تأملك الأطفال كفلم
صامت.
“رغم جودة دمك السينمائي”
ولو حاولت النساء الثرثرة مع العجائز
لكي يفهمن ما تقول.
فلا أحد يعلم عن أي حرب تتحدث.
__
*في الأصل “تسار” و”تسار” لقب يطلق على قيصر روسيا في هذا النص. وهو يطلق أيضا على البابا أو العاهل السلافي باللغة السلافونية الكنسية القديمة.
أوسكار لاميجي
أوسكار لاميجي معلم، شاعر دولي ومترجم من مدينة ليما ببيرو. حائز على عدة جوائز في الشعر والترجمة. نائب رئيس الدار البيروفية لتطوير القراءة. وهو حاليا محرر مجلة “دينتي ذي ليون ” المختصة بالشعر. صدرت له عدة دواوين من شعره الخاص والشعر المترجم. وترجمت الكثير من نصوصه إلى العديد من اللغات وهذه الترجمة العربية الأولى.