[قُم للمعلم] الخويلدية: إبراهيم في أمّ الضيّان.. وعلوي في الثقبة.. وعبدالجليل في العوامية مكافأة المعهد 200 والراتب الأول 999 ريالاً.. وأحدهم علّم قاضي "الأوقاف" الحالي
الخويلدية: صادق آل جميعان
في عام تخرجه؛ عُيّن معلماً، وهو ما زال طريّ العود، وبالكاد اخضرَّ شاربه. لكنّه عاش في مرحلة بإمكان حامل الشهادة المتوسطة أن يتأهل ليصبح معلماً. ولذلك صار السيد إبراهيم الشرفاء أول معلمي بلدة الخويلدية، قبل أن يلحق به ابن عمه السيد علوي، وعبدالجليل القاسم. والثلاثة هم الجيل الأول من معلمي البلدة.
والثلاثة من جيل المعلمين السعوديين الذين استفادوا من برنامج أطلقته وزارة المعارف في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله). تأسس البرنامج عام 1373هـ، عبر ما عُرف بـ “معاهد المعلمين الابتدائية”، وهدفها إعداد المعلمين السعوديين للتدريس في المرحلة الابتدائية. وكانت الشهادات تصدر باسم “شهادة كفاءة المعلمين الابتدائية”.
معاهد المعلمين
ثم طوّرت الوزارة البرنامج ورفعت مستوى القبول إلى حملة الشهادة المتوسطة، فمن يحمل هذه الشهادة بإمكانه التأهل للالتحاق بوظيفة تعليمية. وفي عام 1384؛ بدأ البرنامج المطور، بافتتاح معاهد في العديد من المناطق. وتصل مدة الدراسة في هذه المعاهد 4 سنوات، في السنة الأولى والثانية يتلقى فيها الطالب دراسة عامة، وبعدها يتلقى الطالب دراسة متخصصة. وبناءً على سياسة الوزارة في إعداد المعلمين الوطنيين لكل مرحلة من مراحل التعليم؛ فقد أسست هذه المعاهد لتجهز مدرسين للمرحلة المتوسطة بجانب معاهد المعلمين الابتدائية.
كانت وزارة “المعارف” تريد تأهيل أكبر عدد من المعلمين السعوديين، وقدّمت امتيازات لطلاب معاهد المعلمين، بينها مكافأة شهرية قد تصل إلى 1000 ريال، في وقت كان راتب الموظف الحكومي بالكاد يصل إلى نصف هذا المبلغ.
السيد إبراهيم: من أم الضيان إلى الخبر
السيد إبراهيم الشرفاء تخرّج من المعهد سنة 1391؛ وعُيّن في العام نفسه، براتب 999 ريالاً. وكان حظّه أن يبدأ مشواره العملي في مكان بعيد جداً عن قريته..
عُيّن في منطقة اسمها “أمّ الضِّيّان” القريبة من مدينة رفحاء. منطقة نائية جداً، لم يمكث فيها “السيد” إلا شهراً ونصف الشهر. ثمّ جاءه فرج؛ فنُقل إلى مدينة الخبر التي عمل فيها 4 سنوات، ثم مدرسة الفلاح في القطيف لمدة 6 سنوات، ثم حصل على فرصة تطوير؛ فدخل مركز العلوم والرياضيات الذي كان يختص برفع كفاءة المعلمين، وبعدها باشر العمل في متوسطة سنابس لمدة 6 سنوات، فمتوسطة ابن كثير في القطيف 13 سنة؛ وفيها ختم مسيرته التعليمية التي امتدت 32 سنة، حيث تقاعد سنة 1424هـ.
عبدالجليل القاسم: 38 سنة في العوامية
أما ابن قريته الشاب “عبدالجليل”، وابن عمه السيد علوي الشرفاء؛ فقد التحقا بمعهد المعلمين سنة 1390، وفي 1393؛ أصبحا معلمّين.
المعلم القاسم؛ كان محظوظاً جداً، حين عُيّن قريباً من قريته، في بلدة العوامية، ولم يُغادرها منذ أول يوم حتى تقاعده مختتماً 38 سنة من العمل التعليمي المتواصل.
حين ذهب إلى العوامية لم يكن فيها إلا مدرسة واحدة، كان اسمها “العوامية الابتدائية”، قبل تغييره ـ لاحقاً ـ إلى “الواحة”. في البداية عمل في الفترة المسائية واستمرّ سنتين. وحين تأسست مدرسة قرطبة الابتدائية، عمل في الفترة الصباحية سنتين أيضاً.
وبعدها رُشِّح مديراً لمدرسة البخاري الابتدائية التي تأسّست في مبنى مستأجر في الحي المعروف بـ “المنيرة”، وقد استقرّ فيها حتى انتقالها إلى مبنى حكومي في حي “الحميسية”. ثم صدر قرار نقله المدرسة الأولى التي عمل فيها “الواحة”، قبل انتقاله إلى إدارة المدرسة المتوسطة، وبقي فيها مديراً حتى تقاعده.
حظي “الأستاذ عبدالجليل” بقبول اجتماعي ودود في العوامية، كما حظي بهيبة المعلم والمدير.
علوي: معلم قاضي “المواريث” المشيخص
المعلم الثالث السيد علوي الشرفاء؛ دخل معهد المعلمين في الدمام بعد حصوله على الشهادة المتوسطة، ودرس فيه بمكافأة شهرية قدرها 200 ريال فقط. وبمجرد تخرّجه قفز دخله الشهري إلى 999 ريالاً، بعد تعيينه في الثقبة. كان هذا الراتب كبيراً عام 1393هـ، ومع ذلك؛ كان يقتطع منه 100 ريال للمواصلات.
بقي في الثقبة 4 سنوات دراسية. وفي عام 1398؛ عمل في مدرسة قرطبة في العوامية، ودرّس الصف الرابع، وكان من تلامذته الشيخ عبدالعظيم المشيخص، قاضي دائرة الأوقاف والمواريث الحالي. بعد السنة التحق بمركز العلوم والرياضيات ودرس 4 سنواتٍ، ليعود إلى التدريس من جديد، وهذه المرة في متوسطة ابن كثير بالقطيف.
لم يبقَ في هذه المدرسة إلا شهراً فقط. صار وكيل مدرسة متوسطة في التوبي، حين كان مديرها أحمد العبيدي. وبقي في التوبي 3 سنوات، ليعود إلى “ابن كثير” وكيلاً أيضاً، وعمل في واحدة من أضخم مدارس القطيف، كان فيها أكثر من 700 طالب، من القطيف والقديح والبحاري.
وبعد 11 سنة؛ صار وكيل مدرسة جعفر بن أبي طالب الابتدائية في المنطقة الخامسة، لـ 11 سنة مماثلة، وبعدها تقاعد عن التعليم سنة 1428هـ.
أجيال
هذا هو الجيل الأول من معلمي قرية الخويلدية، الواقعة على مسافة ميل غربيّ مدينة القطيف. وقد انضمّ إليهم مكي صالح آل حميد، أحمد علي المرزوق، ومحمد المرزوق، علي سلمان رميض، علوي محمد السادة، وغيرهم.. جيل تلاه أجيال، وعملوا في مهنة الشرف الأول، مهنة التعليم، وقدّموا لوطنهم ومجتمعهم جهد شبابهم وكهولتهم.
الصور التالية من ذكريات المعلم عبدالجليل في العوامية:
الأستاذ علوي الشرفا الكريم.. تمّ التصويب، ونعتذر عن حدوث الخطأ غير المقصود.
تصحيح بالنسبه ل علوي الشرفا
اولا كان وكيل في مدرسة ابن كثير وبعد 11 سنه انتقل الى مدرسة جعفر بن أبي طالب في المنطقه الخامسه ايضا وكيلا للمدرسه وليس مديرا
التقاعد سنة 1428 وليست سنة 1328
بارك الله بالثلاثة وبجميع من ذكر. فهم قمه في الخلق وقدوه لمن أتى من بعدهم. أطال الله في أعماركم.