[قُم للمعلم] عبدالله أبو عبدالله وعبدالكريم الزاهر.. حكاية بدأت من «ألِفْ لا شَيْ لَهْ» ينتميان وعباس العافي إلى الجيل الأول من معلمي العوامية.. وتنقلوا بين مدارس الشرقية
العوامية: معصومة الزاهر
«ألِفْ لا شَيْ لَهْ، والباء تحتها نقطة، والتاء فنتين من فوق».. هكذا كان يردد «الصغير» عبدالله محمد آل أبو عبدالله في «امْعلِّمْ» زهراء سلمان آل أبو عبدالله (رحمها الله).
يكمل «الصغير» الآخر عبدالكريم عبدرب الرسول سلمان الزاهر، بقية الارجوزة، التي كان يرددها في «امْعلِّمْ» أمينة السبيتي «الجيم وحدة من تحت، والخاء وحدة من فوق، والحاء لا شي عليه..».
رغم مرور زهاء 7 عقود؛ إلا أن الأهزوجة ما تزال راسخة في ذكرة آل أبو عبدالله والزاهر، فهي تعدّ الأشهر في «كتاتيب» حواضر الخليج العربي، من الكويت، القطيف، الأحساء، البحرين، قطر، الإمارات، وصولاً إلى صور العمانية، كما تتردد في حواضر عمق الجزيرة العربية، ودول عربية أخرى، وإن بتغيير طفيف في الألفاظ.
كبر الصغيران، التحقا في المدارس النظامية، أكملا دراستهما الجامعية. التحقا في سلك التعليم، تدرجا فيه حتى نسنما مناصب قيادية، إلا أن أرجوزة الكتاتيب مُتجذرة في زاوية ما من ذاكرة الاثنين، وغيرهما ممن عاشوا تلك الحقبة.
آل أبو عبدالله والزاهر، ربما سبقا زميلهما وابن بلدتهما؛ عباس العافي (أبو فايز)، ربما هو سبقهما، ولكنهم جميعاً ينتمون إلى الجيل الأول من المعلمين في العوامية.
قصاصة من بطاقة مكتبة «جامعة الرياض» لعبدالله أبو عبدالله عمرها 50 عاماً.
في «امْعلِّمْ» زهراء أبو عبدالله
ولد عبدالله آل أبو عبدالله عام 1365هـ، قال لـ«صُبرة» «تعلمت القرآن الكريم على يد خالتي أم عبدالله السعيد؛ زهراء آل أبو عبدالله (رحمها الله)، وبعض أبيات الشعر على يد المرحوم عبدالكريم الشيخ ابو المكارم (رحمه الله)، بعدها اخذني خالي محمد سلمان آل أبو عبدالله إلى الخبر، حيث كان وأسرته يسكنون هناك. كان عمري حينها 13 سنة، وأدخلني المدرسة، وبعد الابتدائية؛ انتقلت إلى المرحلة المتوسطة، التي أنهيتها وعمري 21 سنة».
يتذكر أن اسم مدير المدرسة المتوسطة فهد الشهلوب. كما يتذكر معلم الرياضيات الاستاذ سليم.
أبو عبدالله في مرحلة عمرية مبكرة.
بين الخبر والرياض
انتقل بعدها إلى مدرسة الخبر الثانوية، والتحق في القسم الأدبي. وحين أنهى هذه المرحلة كان عمره 24 سنة. كان مدير المدرسة محمد الثميري، ومن المعلمين الأفاضل: فاضل؛ مدرس اللغة الإنكليزية من العراق، استيفن من بريطانيا؛ مدرس اللغة الإنكليزية، وبراوي؛ معلم اللغة الفرنسية، وهو تونسي.
التحق (عام 1390هـ) في كلية التربية بـ«جامعة الرياض»، التي حملت لاحقاً مسمى «جامعة الملك سعود». تخصص في قسم التربية وعلم النفس واللغة العربية. وتخرج منها عام 1394هـ.
في العام التالي؛ توظف آل أبو عبدالله في معهد النور بالقطيف. وبعدها عاد إلى الرياض، حيث التحق في دورة «وسائل تعليمية وأجهزة»، لمدة سنة، انتقل بعدها إلى إدارة التعليم في الدمام، رئيساً لقسم الوسائل التعليمية في المنطقة الشرقية، وموجهاً تربوياً في مدارس الشرقية، التي كانت تتبعها حينها مدارس منطقة الحدود الشمالية.
إلى أميركا طالباً
لم تتوقف مسيرة آل أبو عبدالله الدراسية، إذ عاد إلى العاصمة؛ الرياض، ملتحقاً بدورة لغة إنكليزية، استمرت 6 أشهر، تمهيداً لبعثة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التي وصلها عام 1979.
حصل أبو محمد، على ساعات دراسية في مرحلة الماجستير، في قسم الوسائل التعليمية، يقول «بعدها؛ عدت إلى الوطن الحبيب، وعملت في التوجيه مجدداً، ولكن راودني حنين إلى التدريس، فانتقلت إلى ثانوية القطيف، أمين مكتبة، ومدرس لغة عربية، حتى حصلت على التقاعد بتاريخ 1-7-1425هـ»، مُلخصاً مسيرته في سلك التعليم بجملة «أن الاخلاص في العمل يجعله سهلاً وممتعاً».
عبدالكريم الزاهر مكرماً من جمعية العوامية الخيرية.
في «امْعلِّمْ» أمينة السبيتي
عبدالكريم عبدرب الرسول سلمان الزاهر، يصغر أبو عبدالله بـ4 سنوات، فهو من مواليد عام 1369هـ. قال لـ«صُبرة» «بدأت تعلم القرآن الكريم في سن صغير، في أحد بيوتات العوامية، وتحديداً على يد الحاجة أمينة السبيتي (رحمها الله)، وفي السابعة التحقت في ابتدائية العوامية. وبعدها اكملت المتوسطة في القطيف، في مدرسة جمعت طلاباً من كل قرى المحافظة».
اكمل تعليمه في معهد إعداد المعلمين في الدمام، وبعد تخرجه منه؛ التحق في مهنة التعليم في بداية العشرينيات من عمره، وذلك عام 1390هـ. راتبه الشهري الأول كان 500 ريال. ثم التحق في معهد العلوم والرياضيات، لإكمال تعليمه.
كان عمره عندما بدء التعليم 21 سنة، في إحدى مدارس الخبر، يصف الوصول إليها من العوامية بأنه كان «صعباً، نظراً لقلة المواصلات حينها».
توجب عليه حينها؛ الاستيقاظ قبل صلاة الفجر، ليخرج من منزله في العوامية، على أمل أن تصادفه سيارة عابرة تقله إلى مدينة القطيف، ومنها إلى الدمام، فالخبر.
مدارس «أرامكو» النموذجية
بعد عامين؛ نُقل إلى مدارس «أرامكو» النموذجية، وبعدها تنقل بين مدارس عدة في أنحاء القطيف، عوداً إلى العوامية، إذ بدأ مدرساً ثم وكيلاً فمديراً منتصف ثمانينيات القرن الميلادي الماضي.
زملاء المهنة كُثر؛ يتذكر منهم: محمد المطر، السيد هاشم العوامي، ومدير مدرسة الابتدائية حمد الفزيع.
عن المهنة؛ أضاف الزاهر «هي إحدى المهن المهمة في المجتمع، حيث يترتب على المعلم التعليم، التربية والإرشاد لجيل سيكون زهرة المستقبل ويجسد آماله المشرقة، الذي يترتب عليه إكمال مسيرة الحياة».
طلاب أصبحوا أطباء ومهندسون ومعلمون
يشعر بالفخر عندما «أرى طلابي قد اصبحوا قادة المستقبل، منهم: الطبيب، المهندس والمعلم، وغيرها من أصحاب المهن الأخرى». كما يشعر «بالبهجة عندما أرى الحب والاحترام والتقدير من طلابي القُدامى إلى يومنا هذا» بحسب قوله.
عن ما يميز الجيل السابق عن الحالي والعكس؛ أضاف الزاهر «يتفق الجيلان في آلية التعليم، أي يرنو الطرفان لتلقي التعليم الصحيح. ونظراً لظروف الحياة القاسية في السابق؛ كان يوجد مزيداً من الشغف في الدراسة، للتمكن من الحصول على الوظيفة المناسبة، لتلبية الحاجة إلى العيش الكريم»، مضيفاً «تغيرت المناهج وآلية التعليم في العصر الحديث، إذ ان مصادر التعليم أصبحت أكثر وأسهل».
رغم تقاعده من سلك التعليم، التحق أبو مرسي في جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية، عضواً ثم ترأس مجلس إدارتها، ليخدم أهالي بلدته لسنوات.
قائمة تضم أسماء الأجيال الأولى من معلمي العوامية؛ كتبها المعلم حسين الفرج.
الأجيال الأولى من معلمي العوامية
زود المعلم المتقاعد حسين محمد الفرج، «صُبرة» بقائمة بخط يده، تحوي أسماء الأجيال الأولى من معلمي العوامية، غالبيتهم ما زالوا على قيد الحياة، ورحم الله من مضى منهم. طبعاً؛ أبو علي أغفل وضع اسمه في القائمة، التي تضم كل من:
1- عباس العافي.
2- علي اللاجامي.
3- عبدالله أبو عبدالله.
4- عبدالكريم الزاهر.
5- عبدالله عيسى الربح.
6- محمد رضا الزاهر.
7- عبدالله علي أحمد الفرج.
8- علي عبدالله أحمد الزاهر.
9- عبدالعظيم عبدالله الزاهر.
10- علي أحمد النمر.
11- جعفر الخباز.
12- علي حسين العلي.
13- محمد حسين العلي.
14- علي إبراهيم مطر.
15- عبدالله إبراهيم مطر.
16- رضي حسين العافي.
17- عبدالحليم باقر الزاهر.
18- حسن أحمد الفرج.
19- عبدالله البناوي.
20- جعفر الهنيدي.
21- عبدالله علي عبدالله الزاهر.
22- أحمد البناوي.
23- علي يوسف الربيع.
24- محمد عبدالله الهزيم.
25- محمد العريض.
26- علي مكي العريض.
27- سعود حسين الربح.
28- عبدالله الغاوي.
29- صالح الأقزم.
30- سعود حسين السعيد.
31- علي عبدالله (محمد) الشيخ (أبو رشيد).
32- محمد أحمد محمد النمر.
33- محمد أحمد عبدالمحسن النمر.
34- إبراهيم رضوان.
35- عبدالرزاق باقر الزاهر.
36- علي سلمان تركي الفرج.
37- جعفر المرهون.
38- مهدي الزاهر.
39- مكي درويش.
40- حسن علي النمر.
41- حسن علي السعيد.
42- (إبراهيم عبدالله) المفتاح.
43- علي عبدالله الشيخ (علي الشيخ، متوفى)
44- جعفر سعيد أبو المكارم.
45- عبدالله المراضيف.
46- عبدالله عيسى البناوي.
47- كامل صالح الزاهر.
48- عبدالله حسين الزاهر.
49- السيد حسن السيد حسين العوامي.
المعلم عباس العافي.
انتهت قائمة الفرج. وكما أغفل إيراد اسمه؛ فإنه ذاكرته – التي يعرف العواميون قوتها – نسيت أسماء معلمين آخرين، منهم:
50- عبدالواحد مكي المزين.
51- عبدالمحسن العلي.
52- حبيب أحمد الأسود.
53- جعفر محمد النمر.
كل الإحترام و التقدير إلى الأستاذ الفاضل أبو علي/ حسين محمد الفرج، حفظه الله، و مشكور على ما تفضل به من أسماء للمعلمين من عوام الحبيبة . عذراً للأستاذ الغالي، غاب عن ذاكرته أيضاً كل من: ١- الأستاذ/ حبيب أحمد الأسود، أبو نوفل. ٢- الأستاذ/ جعفر محمد النمر، أبو محمد
الأخ الكريم.. شكراً للملاحظة.. تمّ التصويب.
ملاحظة:ذكر ان الاستاذ عبدالله ابو عبد الله انه التحق بجامعة الرياض عام ١٣٩٤ هجرية وعن طريق الخطاء ذكر انه تخرج منها في نفس العام ١٣٩٤ هجرية…..للاحاطة