[قُم للمعلم] محمد الماجد «عنكي» علم «السواهتة» الدين والاجتماعيات طوال 20 عاماً رحلته في التعليم بدأت في الخفجي.. وتقاعد ليرأس «الساحل»
عنك: شذى المرزوق
بين حي الفيحاء في مدينة سيهات، وجاره جنوباً الفاروق (الشماسية سابقاً) في مدينة عنك، شارع بعرض 40 متراً. ولكن المسافة الفاصلة بين المدينتين كانت كبيرة جداً، قبل التوسع العمراني على مدى العقود الأربعة الماضية، حين كان محمد مطلق الماجد يأتي بسيارته من منزله في عنك إلى مقر عمله في مدرسة الكندي بسيهات.
الماجد (76 سنة)، الذي يُعد من أوائل المعلمين في عنك، عمل لمدة 20 عاماً في هذه المدرسة الواقعة في حي الديرة بسيهات، ترك فيها ذكريات تعليمية وإنسانية، ما تزال راسخة في ذهنه، وأيضاً في أذهان آلاف الطلاب الذين جلسوا على مقاعد هي المدرسة، يتلقون دروس المواد الدين والاجتماعية من «الأستاذ محمد»، ومنهم: محمد أنور النصر وعلي حسن السيهاتي، الذين ما تزال أسماؤهم راسخة في ذاكرة الماجد، الذي يعبر عن حب يستوطن سويداء قلبه لسيهات وأهلها.
محمد المطلق في مرحلة عمرية مبكرة.
من الخفجي إلى سيهات
34 سنة هي عمر مشواره في سلك التعليم، توزعت بين مدينة الخفجي شمالاً على الحدود السعودية – الكويت، حتى مسقط رأسه؛ عنك، فتاروت، وأخيراً؛ سيهات.
امضى المعلم الماجد سنوات عمله معلماً وادارياً، في 4 مدارس؛ ابتدائية الخفجي، ومتوسطة عنك، وابتدائية «شاطئ تاروت»، وصولاً للسنوات الـ20 التي أمضاها في «كندي سيهات» الابتدائية، حتى ترجل عن «حصان التعليم»؛ متقاعداً.
الماجد تنقل بين 4 مدارس في الخفجي وعنك وتاروت وأخيراً سيهات.
مع المحفوظ والغريب
مازالت جدران «الكندي» شاهدة على البذل والعطاء الذي قدمه الماجد، جنباً إلى جنب عشرات المعلمين الآخرين، الذين تعاقبوا على المدرسة، والذين يتذكر منهم المرحومين: عبدالله عبدالله المحفوظ وعبدالله إبراهيم الغريب.
في المقابل؛ مايزال مدير المدرسة الأول؛ أحمد صالح زين الدين يستذكر أوائل معلميها، ومنهم الماجد، الذي تم تعيينه فيها ابان إدارته المدرسة.
تلقى الماجد، تعليمه في مدارس الدمام، حتى المرحلة المتوسطة، انضم بعدها إلى معهد المعلمين، الذي كان يعادل المرحلة الثانوية آنذاك، ليتخرج منه عام 1390هـ، ويبدأ ممارسة مهنته؛ معلماً في العام الذي تلاه، بعد أن تم تعيينه في المدرسة الابتدائية بمدينة الخفجي. هناك أمضى 8 سنوات، عاد بعدها إلى عنك، بعد أن صدر قرار تعيينه مديراً لمدرستها المتوسطة.
يستحث الماجد ذاكرته عن تلك الفترة الإدارية الوحيدة له، قبل أن يعود ليمارس مهنته؛ معلماً، والتي امتدت 24 شهراً، أدار خلالها شؤون المدرسة، بطاقمها التعليمي، والاداري، وحتى طلابها.
انتقل بعدها إلى المدرسة الابتدائية في حي الشاطئ بجزيرة تاروت، هناك أمضى سنة واحدة فقط، قبل أن يقرر استكمال دراسته، ويعود طالباً، بعدما كان معلماً.
المعلم يعود طالباً
قال لـ«صُبرة» «أكملت تعليمي في كلية الدمام للمعلمين عام 1406هـ، قضيت فيها 3 سنوات، للتخصص في مادة الاجتماعيات، وبعد التخرج مباشرة وصلت إلى المرحلة الأخيرة من مسيرتي التعليمية؛ معلماً في مدرسة الكندي الابتدائية بمدينة سيهات، حيث أمضيت 20 عاماً، حتى تقاعدي عام 1426هـ».
أضاف «سبقني إلى المدرسة معلمون آخرون من مدينة سيهات، وغيرها من مدن المملكة. وكان وقتها مدير المدرسة هو الاستاذ أحمد صالح زين الدين. قمت بتعليم أبناء مدينة سيهات المناهج الدينية، والاجتماعية، حين كان منهج وآلية التعليم وقتها يعتمد التلقين أكثر من أساليب التعليم الحديثة، المعمول ببعضها اليوم».
تقاعد الماجد؛ ولكنه لم يتوقف عن العطاء، بل وجه هذا العطاء نحو مسار آخر غير التعليم، وإن كان على تماس به، حيث تفرغ لتولي مهام رئاسة نادي الساحل الرياضي في عنك، بعد سنوات من العمل على تأسيسه بمعية مجموعة من رجالات المدينة.
قال «أصبحت رئيساً للنادي على مدى فترتين، حين كانت الفترة الرئاسية الواحدة لمجلس إدارة النادي لمدة سنتين فقط».
محمد المطلق تولى رئاسة مجلس إدارة نادي الساحل لفترتين.
20 عاماً أمضاها المطلق في مدرسة اليرموك الابتدائية بسيهات.
افضل معلم للحياة و القلب الحنون