القطيف تودّع صيفاً “مُثمراً” وتستقبل أزهار فاكهة الشتاء الكنار يتكوّر.. والترنج ينضج.. واللوز ما زال في الأسواق
القطيف: صادق الجميعان
في العشر الأواخر من شهر أكتوبر ـ تشرين الأول؛ تظهر علامات الشتاء في القطيف؛ وتبدأ ثمار “الكنار” ـ النبق ـ في التكوّر، لتنضج في ديسمبر، وتملأ الأسواق، ثم يتلوها نضج التوت “التوف”، في مارس، ثم “الكعَك” في أواخر مارس وبداية أبريل.
هكذا تدور الدائرة في أرض القطيف المعطاء. ويصل العطاء سخاءه في الصيف الذي أخذ ينسحب، وتودع القطيف فاكهة الصيف الكثيرة والمتنوعة، وتتأهب لاستقبال فواكه الشتاء على قلتها.
النبَق ـ الكنار ـ بدأ في التكوّر هذه الأيام
ويجمع مزارعو القطيف على أن موسم الصيف الماضي شهد كميات وفيرة من فاكهة الصيف على اختلاف مذاقاتها وأسعارها، مشيرين إلى أن الموسم الصيفي الماضي كان ناجحاً، وطاف إنتاجه أسواق المملكة، متحدياً جائحة كورونا وتداعياتها التي خلفتها على كل القطاعات والمجالات، ومن بينها قطاع الزراعة.
ولم ينس مزارعو المحافظة الذين التقتهم “صُبرة” أن يشيدوا بإنتاج مزارعهم وجودتها، مؤكدين أن خصوبة تربة القطيف كان لها دورها في إيجاد ثمار نموذجية، تتمتع بكل المواصفات التي تجعل منها مرغوبة من أسواق المملكة..
منتجات مزارع القطيف
جميع المذاقات
البداية كانت من المزارعَين علي عبدالله آل قاسم، ومحمد عبدلله آل قاسم من الخويلدية، اللذين قالا “في فصل الصيف من كل عام، تتعاقب الفواكه بجميع المذاقات، بين حلو وحامض، ولكل نوع ميعاده في الزراعة والحصاد”.
شجرة الرمان
وأضافا “ظهور الفواكه الصيفية، يبدأ في شهر مايو من كل عام ميلادي، وأول فاكهة تظهر هي الكعك، ثم البمبر في أواخر يونيو، فالبوبي، فالليمون، واللوز الإسكندري تحديداً، ثم يأتي العنب، والتين، البوملي والمانجو والجوافة، وصولاً إلى الترنج، والموز، والرطب بأنواعه المختلفة”.
شجرة الليمون
علي آل قاسم
وقال على آل قاسم إن “عملية طرح الإنتاج ومدى جودته، قد تختلف من مزرعة إلى أخرى، حسب خصوبة تربة المزرعة، ودرجة اهتمام المزارع بما ينتجه، وغالبية مزارع القطيف من أجود أنوع التربة، ويتميز إنتاجها بدرجة عالية من الجودة والمذاق اللذيذ”.
شجرة الموز
مزارع الخويلدية
ويسترجع المزارع محمد آل قاسم ذكريات الطفولة في مزارع الخويلدية “قديماً اشتهرت مزارع القطيف بإنتاج الفواكه الصيفية النموذجية، وكنت في صغري ألهو بجانب أشجار الخوخ التي كانت منتشرة في الخويلدية، وأتذكر أنها كانت مثمرة بدرجة كبيرة، وتعطي إنتاجاً وفيراً وجيداً في الطعم والقيمة الغذائية”.
المزارع محمد آل قاسم
ويُكمل “كان أفضل موعد لزراعة الفواكه الصيفية بداية سبتمبر من كل عام، وكان معظم المزارعين يؤهلون تربة مزارعهم لموسم زراعة الفواكه الصيفية، وكل مزارع يختار نوع الفاكهة المناسبة لمزرعته، من بين جملة فواكه الصيف الكثيرة والمتنوعة”.
شجرة البمبر
فاكهة الشتاء
ولم يقتصر حديث المزارعين علي صالح السادة وحسن أحمد أنتيف على فواكه الصيف، وإنما شمل أيضاً فواكه الشتاء التي تشهدها مزارع القطيف هذه الأيام، وقالا إن “لكل فاكهة موعداً محدداً لزراعتها، يضمن لها إنتاجاً وفيراً في موسم الحصاد”.
المزارع حسين انتيف
وأتبع السادة “فاكهة الصيف تبدأ في التزهير بداية من شهر يونيو من كل عام، إلا أن هناك فاكهة شتوية، تبدأ ظهروها بداية من شهر فبراير”.
علي السادة
وأضاف “من فاكهة شهري ديسمبر ومارس، هناك السدر أو ما يُعرف بـ”الكنار”، وبعدها بشهر، وتحديداً في شهر مارس، تزهر فاكهة التوت التي لها موسم واحد فقط، مدته محددة بشهر ونصف الشهر، ثم تختفي بعده”.
وأضاف أنتيف “يشهد شهر مايو فاكهة الكعك أو “الكعكع”، وهي فاكهة ذات مذاق خاص، لها محبوها ومنتظروها، وتستمر إلى شهر يوليو”، مضيفاً “أما شهر يونيو، فيشهد هو الآخر ظهور فاكهة البمبر، بداية من منتصف الشهر، وتستمر إلى أغسطس، وفي وقت متزامن، تظهر فاكهة البوبي من يونيو إلى أغسطس، على أن يعلن الليمون عن ظهوره بنهاية يونيو، ويبقى حتى نهاية أغسطس، وقد يستمر إلى سبتمبر”.
شجرة البوبي
الموز والجوافة
ويُكمل انتيف تفاصيل الخريطة الزمنية لظهور فواكه القطيف، ويبدأ حديثه من يوليو، ويقول “في هذا الشهر، نشهد فاكهة التين الوزيري والعنب، وقبل نهاية الشهر ذاته، نستقبل اللوز الإسكندري والإماراتي بحجمه الكبير”، مضيفاً أن “في أغسطس يبدأ موسم 3 فواكه محببة إلى الكثيرين، وهي البوملي، والموز البلدي، والجوافة”.
ويضيف “إذا كان يوليو وأغسطس قد شهد كل منهما 3 فواكه، فنجد أن سبتمبر قلما نشهد فيه ظهور فاكهة، إذ إنه موسم للزراعة، يعقبه شهر أكتوبر ـ الحالي ـ الذي نشهد خلاله فاكهة الترنج”.
شجرة البوملي
وبحسب المزارعين حسين تركي، عباس حسن آل شيف، مهدي شيف، وعلي إبراهيم شيف، فإن أسعار الفاكهة شهدت زيادة طفيفة هذا الموسم. وسجل سعر كرتون التين 25 ريالاً، وكرتون الليمون 15 ريالاً، وكرتون البوبي البلدي 35 ريالاً، واللوز الاسكندري 20 ريالاً.
شجرة الترنج
خريطة الزراعة
ومن جانبه، قال المهندس الزراعي عميد جعفر أبو المكارم إن لكل منتج زراعي خريطة زمنية، تحدد أوقات زراعته ونموه وحصاده، مشدداً على أهمية “التزام المزارعين بهذه المواعيد، لضمان جودة المنتج، وعدم تعرضه لمناخات غير ملائمة إن خالف المزارع وقت زراعة المنتج”.
م. عميد أبو المكارم
وأضاف “يدرك مزارعو القطيف والمنطقة الشرقية مواعيد العمليات الزراعية، بما فيها محاصيل الفاكهة، كما يدركون المسافات الزراعية وكميات التقاوي التي يجب أن تستخدم بحسب أصناف الخضراوات والفواكه”.
شجرة التين
شجرة الجوافة
شجرة الرمان
شجرة اللوز
شجرة المانجو
ليمون
شجرة التوت
موضوع رائع مع تزايد اهتمامنا (النساء) بالزراعة المنزلية. يعطيكم العافية.