جسده مُهدد بتراكم السموم.. علي وجد متبرعاً بكلية ولم يجد محاليل.. أنقذوا سكينة من «الورطة» يعاني فشلاً كلوياً وينتظر نقصان وزن شقيقه لإجراء عملية التبرع

القطيف: شذى المرزوق

تشعر سكينة بحيرة شديدة؛ ترى زوجها علي ضياء علوي (30 عاماً)، في وضع صحي مترد، يتفاقم يوماً بعد آخر، جسده يذبل، وهي تقف عاجزة عن اجتراح حل، ينقذه من تراكم السموم في جسمه.

يعاني علي منذ سنوات، من فشلوي كلوي، ويخضع للغسل البريتوني اليومي في المنزل، لمدة تصل إلى 12 ساعة.

وبعد هذه المعاناة؛ وجد الحل، مُتبرع يقدم له كليته ليخلصه من الفشل الذي يلازمه منذ سنوات، شقيقه. ولكن يتوجب على هذا الشقيق أن ينقص وزنه، ليكون ملائماً للتبرع. وحتى ذلك الحين؛ يبقى علي ملازماً للسرير، مربوطاً بأنابيب المحاليل خلال عمليات الغسل اليومية.

كان بإمكان علي وزوجته أن يتكيفا مع هذا الواقع، خصوصاً أن المتبرع صار موجوداً. ولكن طرأت خلال الأسابيع الماضية، مشكلة أخرى نغصت عليهما حياتهما؛ نقص في المحاليل اللازمة لعملية الغسل الكلوي. فلقد نفذت كمية المحاليل من المنزل، وحتى المستشفى، الذي اعتذر بدوره عن عدم توافرها.

الآن؛ علي مُهدد بتراكم السموم في جسمه، إضافة إلى حدوث تغييرات في الغشاء البريتوني، ما ينذر بـ«عواقب وخيمة جداً»، خصوصاً لو لم يستطع إجراء الغسل لمدة أسبوع.

لم تجد الزوجة حيلة تنقذ بها زوجها، سوى نشر مناشدة في وسائل التواصل الاجتماعي، لعلها تجد من لديه كمية زايدة من تلك المحاليل، تساعد بها زوجها، إلى حين توافر الكمية المطلوبة من مستشفى الدمام المركزي، حيث يتلقى زوجها العلاج.

تقول سكينة لـ«صُبرة» «أصيب علي بالفشل الكلوي قبل سنتين، وتدهورت حاله بشكل مفاجئ، منذ سنة تقريباً. دخلنا في برنامج الزراعة، بعد أن أظهرت نتائج التحاليل التطابق في الأنسجة بينه وبين أخوه الذي يحتاج بدوره أشهراً لإنزال وزنه، حتى يتمكن من الخضوع لعملية التبرع».

استدركت أنه «خلال الإجراءات؛ تدهورت حال علي الصحية أكثر، ما اضطره للخضوع للغسل. في ما خيرونا الأطباء بين الغسل البريتوني المنزلي، أو الدموي في المستشفى. اخترنا المنزلي، لأن مخاطره أقل، وفرصة ان تتم الزراعة من غير مشاكل كبيرة، لأن الغسل الدموي يزيد من الاجسام المُضادة في الجسم، ومن الممكن أن يرفض الجسم الكلية المزروعة».

أضافت «مضى على زوجي حوالى 8 أشهر، وهو يخضع للغسل الكلوي المنزلي، ولكن نفاذ المحاليل التي يحتاجها في الغسل؛ جعلنا نتواصل مع المستشفى لطلب كميات منه».

تلقت من الطاقم الطبي، إجابة بأن «موّرد محاليل الغسل لم يوفرها منذ شهرين كاملين، وأن مخزونهم نفذ هذا الشهر. وأنه حتى مع محاولات توفير المحاليل من مستشفيات أخرى؛ ستظل الكمية المتوافرة قليلة قياساً باحتياجات المرضى».

أمام هذه المعضلة؛ لجأت سكينة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، مُناشدة التبرع لزوجها بمحاليل غسل كلوي، داعية من يتوافر لديه فائضاً منها، وتحديداً من اللون الأخضر والأحمر، بأن يتواصل معها.

لاقت حملة سكينة تجاوباً، قالت «قبل فترة؛ زودنا المستشفى بكمية تكفي لخمسة أيام، وبعد الإعلان الذي نشرته قبل أيام؛ بادر أحد أهالي محافظة القطيف مشكوراً، بتزويدنا بكمية تكفي يومين».

اليوم؛ لا تعلم سكينة ماذا ستفعل في حال نفاذ هذه الكمية؟ خصوصاً إذا استمر المستشفى في الاعتذار عن عدم توافر الكمية، وإذا لم تجد من أهل الخير من يتبرع لها بمحاليل أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×