“صُبرة” وقفت على جذر المشكلة.. براءة القرمزي من سرقة الشيخ علي الفرج معجب ربما وضع اسم البحريني.. فتسلسلت أخطاء التقنية والفضاء الإلكتروني

القطيف: صُبرة
خلُصت عملية استقصائية إلكترونية أجرتها “صُبرة” واستمرّت يومين إلى براءة الشاعر البحريني عبدالله القرمزي من سرقة قصيدة للشاعر السعودي الشيخ علي الفرج. العملية الاستقصائية شملت 33 موقعاً في الفضاء الإلكتروني؛ وانتهى البحث فيها إلى الوقوف على خطأ (ربما غير مقصود) وقع فيه معجب بالقصيدة قبل أكثر من 15 سنة؛ بمشاركته في نشر القصيدة وربط اسم الشاعر القرمزي بها في آحاد من المواقع.
خطأ المعجب ربما هو الفيروس الأول الذي تسبب في المساس بالحق الأدبي والملكية الفكرية العائدين إلى الشيخ الفرج. وربما انتقل الخطأ ـ لاحقاً ـ إلى خطأ تقني آخر؛ أثناء إعداد القصيدة لأدائها نشيداً دينياً بصوت الرادود البحريني حسين الأكرف، في قناة فضائية، حين وضع “مونتير” قناة فضائية اسم القرمزي بصفته كاتب القصيدة. أو ربما نقل المعجب خطأ المونتاج إلى مواقع إلكترونية أخرى.
من هو المعجب..؟
وقد حاولت “صُبرة” الوصول إليه، لكنّ مصادرها لم تتعرف إلى اسمه. ويبدو أنه وضع اسم القرمزي استنتاجاً واستناداً إلى علاقة القرمزي بالأكرف، بوصفهما “ثُنائياً” معروفاً في الوسط الخليجي والعراقيّ، الأول يكتب الشعر والآخر يؤدّيه أناشيد ورثاءً ومديحاً في النبي (ص) وأهل البيت (ع).
ويبدو أن اللبس بدأ من هنا عند المعجب؛ الذي لا نعرف كيف اطلع على القصيدة للمرة الأولى، لكنّ المؤكد أنه أسهم في نشرها، واقترنت باسمه أيضاً كمساهم في نشرها. ومن ذلك؛ ما نُشر في موقع اسمه “فدك”، إذ ورد في ديباجة القصيدة النص التالي:
(1)
- أهرقت قافيتي
- للرادود: الشيخ حسين الأكرف
- للشاعر الأديب: عبدالله القرمزي
- مساهمة من : حسن الأ ……
يمكن التأكد من الوصلة التالية:
http://www.fadak.org/LTMEYAT/read/704.htm
(2)
ورد في موقع منسوب للرادود حسين الأكرف جدول تضمن قائمة طويلة من أناشيده، وفي كل صف من الجدول اسم الأنشودة واسم كاتب نصها، واسم المساهم. وتأكد لـ “صُبرة” عدم وجود علاقة للأكرف بالموقع. وقد ظهر في الصف رقم (52) من الجدول ما يلي:
- اللطمية: أهرقت قافيتي.
- المناسبة:
- الشاعر: عبدالله القرمزي.
- مساهمة من: حسن الأ……
يمكن التأكد من الوصلة التالية:
وقد يكون المعجب؛ قد نقل الخطأ عن الفيديو الذي صدر بصوت الأكرف.
الانتشار الإلكتروني الأول تعزّز بنشر أنشودة الأكرف عبر قناة فضائية، وربطها باسم الشاعر القرمزي، وحسب ما ذكره القرمزي لـ “صُبرة”؛ فإن حتى أهله في المنزل نسبوا القصيدة إليه، وقد نفى ذلك لهم. إلا أن الربط بين القصيدة والقرمزي ترسّخ ـ إلكترونياً ونشراً ـ على الرغم من وجود تواصل بين الشاعر كاتب القصيدة الشيخ علي الفرج والشاعر القرمزي والرادود الأكرف؛ وتسوية اللبس.
غير أن التواصل الشفاهي، والتصريحات غير الموثّقة، لم تمنع من استمرار المشكلة على مدى سنوات طويلة جداً. فبقي القرمزي هو شاعر القصيدة في عشرات من المواقع الإلكترونية.
نزار المصطفى
ردود أفعال
وحين حرّكت “صُبرة” الموضوع، بتصريحات نزار المصطفى، وأدلّة إثبات الحق الأدبي والملكية الفكرية للشيخ علي الفرج؛ ظهرت القضية إلى السطح من جديد. وأنتج ذلك ردود أفعال كثيرة؛ في اتّجاه تبرئة القرمزي الذي اعترض فوراً على ما نشرته “صُبرة”، على الرغم من أنها لم تذكر اسمه صراحةً. كما اعترض الرادود الأكرف على المنشور، ووصفه بأنه “باطلٌ جملة وتفصيلاً”.
وتأكيداً للتجرُّد التام؛ لم تمنع “صُبرة” الأصوات المعارضة من التعبير عن نفسها، في جميع منصّاتها، بل نشرتها جميعها، باستثناء التعليقات التي تجاوزت أكثر مما يجوز.
وقد حملت الصحيفة التعليقات وردود الأفعال على محمل الجد والاحترام، وأعادت النظر في الموضوع، وعمدت إلى استقصاء المشكلة سعياً إلى العثور على جذرها الأول. وانتهى كلُّ ذلك إلى الخلاصات التالية:
أولاً: لم يتأكد لـ “صُبرة” أن للشاعر عبدالله القرمزي يداً في نسبة قصيدة الشيخ علي الفرج إليه. بل إن ما توصّلت إليه يُشير إلى أن غيره نسبها إليه دون علمه، حسب تصريحه شخصياً للصحيفة، عبر رسائل صوتية ومراسلات نصية خلال اليومين الفائتين، ومكالمة هاتفية تمّت ظهر اليوم (الجمعة).
ثانياً: الشاعر القرمزي؛ أكّد أنه نفى ـ مراراً ـ نسبة القصيدة إليه، في آحاد من المرّات شفاهة. لكنّه لم يُصدر أي بيان أو يوثّق أي نفي، إلا بعد نشر “صُبرة” تقريرها الأول، عبر حسابه في “إنستغرام”، وأكده مرة أخرى اليوم أيضاً. وهذا النشر هو التصريح العلني الموثّق الخاص بنفيه للموضوع.
ثالثاً: تصريح القرمزي الأخير؛ كانت له حسناته في اتجاه تثبيت حق الشيخ علي الفرج الأدبي، وإثبات الملكية الفكرية في موقع “الموسوعة الشعرية” التي صحّحت الخطأ أيضاً.
موقع الموسوعة الشعرية صحّح اسم الشاعر، بعد انتشار تقرير “صُبرة” وبيان القرمزي في حسابه “إنستغرام”.
رسالة من القرمزي إلى موقع “فدك” يطلب فيها تصحيح الخطأ
رابعاً: ما حدث، في مجمله، درسٌ لنا جميعاً في مبدأ مهم؛ هو أن الأخطاء الموثقة تُصحَّح بالطريقة نفسها، أي بالنشر المضادّ، إذ إن التصريحات الشفاهية ليست كافية لإحقاق الحق.
وختاماً؛
فإن “صُبرة” إذ تؤكّد أن هدفها من النشر هو رد الاعتبار الأدبي وتأكيد حق الملكية الفكرية للشيخ الفرج بصفته كاتب القصيدة الأصل؛ فإنها ـ في الوقت ذاته ـ تؤكد حق ردّ الاعتبار للشاعر عبدالله القرمزي؛ ونشر الحقيقة، وتصويب الخطأ، وبالطريقة نفسها التي وقع الخطأ عبرها.
اقرأ أيضاً
الشاعر القرمزي لـ «صُبرة»: لم أسرق الشيخ الفرج.. وكاتب الموضوع «بلا ورع»
كنت اتمنى من الاستاذ حبيب محمود
اثراء صبرة بما هو مفيد وبنفع الناس لا يمثل هذة المواضيع