ادخلوا مساجد القطيف «بِسَلَامٍ آمِنِينَ».. «صخّ الفَريگْ وماتت الشَّرّية» انتصر الوطن واندحر الإرهاب ولا داعي لحواجز الخرسانة
“صخّ الفريگ وماتت الشَّرّيَهْ”.. بمثل هذا القول يُضرب المثل الشعبي في القطيف؛ للإشارة إلى نهاية الأمور السيئة وعودة الأمور إلى طبيعتها. ومعناه الحرفي “هدأ الحيُّ (الفريق)، والشرّيرة ماتت..!
و “الشرّية” لم تمت في القطيف فقط، بل في كل أرجاء الوطن الذي انتصر على الإرهاب، واقتلع جذوره، وأكّدت الدولة أنها مصدر الحماية بعد الله، كما أثبت المواطنون التفافهم حول قيادتهم؛ ذوداً عن حياض الأرض والإنسان.
————
القطيف: ليلى العوامي
على طريق الإمام علي يقع مسجد العباس في بلدة العوامية. ومن مر بهذا المسجد أمس (الجمعة)؛ رأى قطعاً إسمنتية متناثرة عند مدخله. إنها ما تبقى من كُتل خرسانية كانت تحيط بالمسجد من جهته الشرقية المُطلة على الطريق العام.
لكن القائمين على المسجد بدأوا التخلص منها قبل أيام، على غرار ما فعله قائمون على مساجد أخرى في محافظة القطيف، وربما يحدث ذلك متسارعاً في جميع مساجد المحافظة.
وُضعت هذه الكتل في أعقاب العمل الإرهابي في مسجد الإمام علي في بلدة القديح، في 22 مايو من عام 2015، وما تلاه من أعمال وقف تنظيم “داعش” الإرهابي وراءه، وقد استهدفت تلك الأعمال مسجد الإمام الحسين في الدمام، في الجمعة التالية. فضلاً عن تفجيرات استهدفت مساجد في نجران والكويت، ومحاولات أخرى باءت بالفشل، إحداها استهدفت مسجد الشيخ فرج العمران في حي المدارس بالقطيف، وذلك في الرابع من يوليو عام 2016.
بعد أكثر من 6 سنوات؛ وبعودة الأمن والأمان التامّين إلى المملكة عموماً، والقطيف خصوصاً، انتفت الحاجة إلى وجود هذه الكتل الاسمنتية، وبدأت بعض مساجد القطيف إزالتها.
مسجد الهادي في سيهات أزال الحواجز الخرسانية واستبدلها بالشتلات والزهور.
إزالة التشوهات البصرية
بلدية القطيف تنفذ حملة للتخلص من التشوهات البصرية، وشملت الحملة مقار حكومية، بعضها أمنية. وقدرت البلدية قبل نحو شهر، عدد الحواجز الخرسانية المُزالة بأكثر من 1400.
في مدينة سيهات؛ قال عبدالهادي الرميح، القائم على مسجد الهادي «تم وضع الحواجز الاسمنتية بعد الهجوم الذي قتل بعض كوادر مسجد الإمام علي (عليه السلام)، في حي الكوثر من قبل بعض «الدواعش»، مستدركاً أنه «تمت إزالة بعضها، ووضع أحواض اسمنتية وشتلات زراعية فيها».
مسجد الإمام الصادق في الأوجام.
مسجد الإمام الصادق في الأوجام، واحد من المساجد التي بدأ القائمون عليها إزالة الكتل الخرسانية، وقال وليُّهُ محمد الحبيب لـ«صُبرة» «وضعنا الحواجز الاسمنتية بعد حادثة تفجير مسجد القديح، وتمت إزالتها قبل زهاء 8 أشهر، ضمن حملة بلدية صفوى لإزالة الحواجز الاسمنتية من محيط مساجد مركز صفوى».
لم يتبق حول مسجد الرفعة في تاروت، سوى بعض هذه الحواجز، بعد إزالة معظمها، وقال فاروق حماد أحد المسؤولين في المسجد «وضعناها بعد تفجيرات عام 1436هـ. وبقي من الحواجز الشيء البسيط، بعدما أزيل معظمها في الآونة الأخيرة، مع حملة إزالة التشوه البصري التي بدأت قبل أشهر».
مسجد الإمام الحسن في العوامية.
وهو ما تم في مسجد الإمام الحسن في العوامية، حيث قال نائب رئيس إدارة المسجد جعفر عبدالله آل عبدالعال، إن المسجد الواقع في حي الجميمة، تخلص من الحواجز في التاسع من سبتمبر الماضي.
وأشار حسن الزاهر، أحد مسؤولي مسجد الرسول الأعظم في صفوى، إلى أن الحواجز الإسمنتية تم إزالتها منذ أشهر، بطلب من البلدية، ضمن مبادرة معالجة التشوه البصري.