ريم العائدة لأبنائها من دون عملية: تبرعكم بالدم «صدقة جارية» زوجها السالم: كلمات الشكر والامتنان لا تفي مجتمعنا المتماسك حقه

القطيف: ليلى العوامي

عادت ريم آل حمزة إلى منزلها، إلى زوجها علي السالم، إلى أطفالها الخمسة، لم تُجر لها عملية جراحية، كانت مقررة أمس (الثلاثاء)، لإزالة ما ظنه الأطباء «ورماً»، لم تنقل لها الدماء التي تسابق «أهل الخير» على تقديمه لبنك الدم في مستشفى البابطين بالدمام.

لكنها وزوجها يشعران بفيض من مشاعر الامتنان، لمجتمع وقف إلى جوارهما في الأزمة الصحية التي ألمت بريم، سواءً من تبرع بالدم «لوجه الله سبحانه وتعالى»، أو من تواصل مع الزوج الذي نشر رقم هاتفه في نداء التبرع بالدم، بغرض الاطمئنان على زوجته.

رجال ونساء كانوا يسألون عن «أخت» لهم لا يعرفون سوى اسمها من نداء التبرع الذي نشرته «صُبرة» ومواقع تواصل اجتماعي أخرى، بعضهم كان على اتصال شبه يومي طوال الأيام الماضية.

حين خضعت آل حمزة للأشعة؛ تبين وجود ورم حميد فوق القلب، وتقرر إجراء العملية لإزالته. بيد أن ريم لم تحتج لها، يقول السالم «بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بدعاء المؤمنين؛ أتضح قبل إجراء العملية بأنه تكتل دموي، وسيزول بلا عملية، وعليها المتابعة مع الطبيب، حتى تتعافى من هذا التكتل».

قالت ريم لـ«صُبرة» «رحمة الله وسعت كل شيء. الحمد لله على كل شيء».

عن شعورها عندما سمعت بخبر وجود ورم حميد في القلب، وبعد علمها بأنه «كتلة دم فقط»؛ قالت «الفرح غمر قلبي. حمدت الله وشكرته عندما سمعت الخبر. كان همي الكبير أبنائي وزوجي، ومشاعرهم، واخدت اقنعهم بأن كل شيء بيد خالقنا، نحمده ونشكره. وغيرها من الكلمات لإبقائهم أقوياء مهما كانت الظروف. وكانت سعادتي لا توصف عندما سمعت بأنها مجرد كتلة دم، حمدت الله وشكرته على نعمة الصحة والعافية. وأقول لكل من تكلف وقدم للمستشفى للتبرع بالدم: ثقوا أن ما تبرعتم به هو صدقة جارية عنكم. جزاكم الله خير الجزاء».

زوجها علي بدوره قدم «رسالة امتنان للمجتمع، الذي وقف بجانبنا، حينما ناشدت الجميع بالتبرع لبنك الدم، من أجل عملية زوجتي».

السالم، الذي أنعم الله على أولاده الخمسة وزوجته بأن تعود لهم بلا عملية وجراحة، قال «شكراً للمؤمنين في كل مكان.. شكراً لكل من قدِم لأجل أن يتبرع لزوجتي.. شكراً للشباب من مختلف الأعمار، وللشيخ الجليل الذي لم نعرف من هو، أتى بعمامته، قدِم لمساعدتنا بالتبرع بالدم، شكراً لدعائكم إيها المؤمنون».

وأضاف «أنا فخور بمجتمعي السَّباق للخير دائماً. الحمد لله أننا مجتمع مترابط، نحب الخير للجميع. بلا مبالغة؛ كم هائل من المكالمات بعد نشر خبر التبرع، ومواساة الجميع لي جعلتني أفخر بهذا المجتمع. ولا أبالغ وأنا ذاهب لبنك الدم يوم الأحد، وقبل أن يفتح أبوابه، أخبرني الموظف هناك أن اثنان غيرك جاءا للتبرع»، مضيفاً «لا أعرفهماً ولا يعرفاني، وإنما كله لوجه الله، وتوالى الراغبون بالتبرع، واحداً تلو الآخر».

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×