«أفضل مهندس يافع» للمرة الثانية.. فاطمة آل أبو ديب.. بنت تاروت.. والتمكين فتاة شغوفة بمراكمة الإنجازات والعمل التطوعي محلياً وخارجياً.. في «عصر التمكين»
تاروت: نداء آل سعيد
ليست هذه هي المرة الأولى التي تحصد فيها جائزة «أفضل مهندس يافع»، من «جماعة مهندسي البترول»، فقد نالتها عام 2019، على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لكن المهندسة فاطمة حسين علي محسن آل أبو ديب، تشعر بـ«الفخر»، لتسلمها الجائزة للمرة الثانية قبل ثلاثة أيام، في حفل أقيم في مدينة دبي.
مهندسة البترول، ذات الـ27 ربيعاً، خريجة جامعة بنسيلفانيا عام 2016 بـ «مرتبة الشرف»، يخالجها شغف بمراكمة الإنجازات. ما أن تحقق إنجازاً حتى تبحث عن آخر تضيفه إلى سجلها.
نعم؛ الفتاة التاروتية، الفخورة بكونها تعيش في «زمن التمكين»، تُوِّجت بالجائزة يوم 22 سبتمبر الجاري، في أكبر مؤتمر في مجال هندسة البترول: Annual Technical Symposium & Exhibition، الذي تقوم عليه، والجائزة من «جماعة مهندسي البترول»، وهي منظمة غير ربحية، تضم في عضويتها ما يربو على 164 ألف مهندس من جميع أنحاء العالم.
«صُبرة» حاورتها معها البارحة، لتروي كيف تم ترشيحها للجائزة؟ قالت «الجائزة تهدف إلى تكريم الأشخاص الذين حققوا نجاحات على المستوى الأكاديمي والعملي والتطوعي. يتم الترشيح من الرئيس في العمل (تعمل في «أرامكو السعودية»). قدمنا في فريق التطوع الشبابي في جماعة مهندسي البترول، أعمالاً تطوعية فريدة على مستوى الجماعة في المملكة، إضافة إلى مساهمتي في ابتكار تحسين لتصميم جهاز التنفس SCBA، ليلائم النساء بطريقة أفضل».
عن الجائزة؛ أضافت «أفخر بحصولي عليها. اعتبرها مصدر إلهام ليْ للتقدم في مجالي العملي»، متوجهة بالشكر إلى شركتها «أرامكو السعودية»، «لدعمها المتواصل، وتوفير الفرص، وكذا لعائلتي وزملائي، وفريق جماعة مهندسي البترول السعودي المُبدع».
فاطمة تتسلم جائزة «أفضل مهندس يافع» عام 2019.
شغف التطوع.. محلياً
فاطمة صاحبة أول مبادرة لتقديم دورة اختبار القدرات لطلاب المرحلة الثانوية، التي استفاد منها أكثر من 200 طالبة. هي أيضاً شغوفة بالأعمال التطوعية الجماعية، بشتى أنواعها، يزخر سجلها بأدوار قيادية في جماعات عدة؛ محلية وعالمية.
على الصعيد المحلي؛ شاركت في برنامج «مستقبلي»، حيث قادت أكبر ملتقى تخصصات للطلبة في المنطقة الشرقية، بطاقة استيعابية تصل إلى 5000 طالب وطالبة، إضافة إلى أدوارها التطوعية والقيادية في أكثر من 10 جمعيات تطوعية، منها: جمعية العطاء النسائية الخيرية، جمعية القطيف الخيرية، جمعية مهندسي البترول، برامج الشباب القيادية، حملة «أرمها صح» للمحافظة على البيئة، حملة «فرحتنا معهم أحلى»، وهي مجموعة تُعنى بالأيتام؛ مادياً ومعنوياً، ومشروع «بسمة».
خلال مشاركتها في «تيداكس» القطيف.
..وخارجياً
لم تكتف بالتطوع المحلي؛ امتد نشاطها إلى خارج الحدود، من خلال تطوعها في تنزانيا – زنجبار، حيث أسهمت في تعليم الأطفال ذوي الدخل المحدود اللغة الإنجليزية والرياضيات. شاركت في نوادي «التوستماسترز» العالمي، الذي يهتم بمساعدة الناس في التواصل والتحدث أمام العامة وتعليمهم مهارات القيادة والخطابة، وأيضاً مجموعة «تيداكس» العالمية، وهو مؤتمر سنوي يدعو كبار المفكرين وأصحاب القرار والأعمال والمعلمين في العالم للتحدث، ويدعم الأفكار التي تستطيع تغيير العالم. لها حضورها الفاعل في «ستيمانيا»، وهو فريق يُشجع الفتيات على دخول تخصصات الـ science-technology-engineering-math.
ما سبق بعض من سيرة آل أبو ديب التطوعية، مما أهلها لنيل ثقة نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي اختارها «قائد شباب محافظة القطيف»، وعضواً في مجلس شباب المنطقة.
بعد نيلها شهادة الثانوية العامة؛ بدأت مشوارها التعليمي بالابتعاث عام 2012، ضمن برنامج الابتعاث الجامعي لغير الموظفين التابع لشركة «أرامكو السعودية»، لدراسة البكالوريوس في هندسة البترول والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.
حصلت على هذه الشهادة، مُتخصصة في هندسة البترول بـ«مرتبة الشرف»، من جامعة «بن ستيت» الأميركية عام 2016. لم يتوقف مشوارها التعليمي، هي حالياً مُبتعثة لدراسة الماجستير في جامعة ie في إسبانيا، في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
فاطمة آل أبو ديب ذات الشخصية «القوية»؛ لم تولد لتكون في «ذيل القائمة»، دوماً تبحث عن «الصدارة». تولت مهاماً قيادية؛ محلياً وخارجياً، فكيف أثر على شخصيتها ومسارها المهني؟
أجابت «بالتأكيد؛ المهام القيادية في المجالات التطوعية طورتني في عملي، وما تعلمته في مساري المهني؛ مكنني من الوصول إلى المهام القيادية»، مستدركة «كل منهما يُكمل الآخر».
تُقسم ساعات اليوم الـ24 بين العائلة والعمل التطوعي ووظيفتها في أكبر شركة مُنتجة للنفط في العالم. تشرح معادلتها «الذهبية» في قدرتها على ذلك، بالقول «ترتيب الأولويات مهارة مهمة جداً». هي لا تدّعي إتقانها، ولكنها تضيف «أصبحت ممارسة هذه المهمة أفضل مع كل يوم جديد».
تعود فاطمة، إلى الحديث عن العمل التطوعي، الذي تراه «من المسؤوليات التي تقع على عاتق الجميع، وطريقاً للإسهام في تنمية المجتمع ورقيه، وهو ثقافة عطاء بلا حدود».
تقول «إن المرأة تحتل دائماً دوراً فعالاً في الكثير من الأعمال التطوعية الخيرية، لطبيعتها الحنونة وحبها للمشاركة في العطاء والبذل من أجل الآخرين».
عن «عصر التمكين» و«رؤية 2030»؛ ترى آل أبو ديب، «أن المملكة لم تذخر جهداً في دعم أبنائها من المواطنين والمواطنات، وزاد هذا الدعم مع إطلاق الرؤية، التي ركزت فيها على إبراز المرأة السعودية وتمكينها في كل المجالات وفي سوق العمل، لا سيما في التعليم الذي هو أساس نهضة الأمم، فقد هيأت بيئات العمل لدخول المرأة في كل القطاعات والوظائف، ما هيأ آفاقًا لا حدود لها من الطموح، ففي زمن المرأة المعاصرة اليوم تطورات سريعة، وقرارات مفاجئة، وأهداف مستقبلية مُثيرة، واستراتيجيات ذات نفس طويل».
كما ترى أن برامج الابتعاث الخارجي «فتحت آفاق التطور واكتساب المهارات والمعرفة أمام الفتيات السعوديات للمشاركة في نهضة وبناء مستقبل المملكة، من خلال تطوير الكفاءات القادرة على الابتكار وريادة الأعمال؛ لمواكبة مشاريع وخطط التنمية المستقبلية للبلاد، بما يتناسب ومكانتها المتميزة ودورها في تحقيق أهداف «رؤية 2030».
واعتبرت قرارات تمكين المرأة «خطوة مهمة للانطلاق والتميز والقيادة في عملها وحياتها، فالأبواب مفتوحة للجميع، والدولة مكّنت المرأة؛ لتكون صاحبة دور قيادي بارز، ولم تضع شروطاً أو قيوداً أو عقبات أمامها بل أزالتها، ما انعكس على ما تقوم به المرأة، وإبراز دورها الإبداعي والإداري في جميع القطاعات».
نختم هذه الدردشة برسالة إلى بنات الوطن، وجهتها فاطمة أبو ديب، ضمن تقرير بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) في وقت سابق؛ «أنتن صانعات المستقبل وقادرات على حمل أمانة الوطن ومكتسباته، وأن العلم والعمل بإخلاص هو أفضل ما يمكن أن نقدمه في ظل سعينا الدائم لرد الجميل للوطن، وذلك بتحقيق الهدف الأسمى وهو الرقي بمجتمعنا ورفع اسم وطننا، وأن المرأة حققت نجاحات كثيرة في العمل التطوعي منذ عصر النبوة، حيث أعطاها الإسلام دورها الحقيقي في الحياة، وكان للتطوع أمثلة كثيرة».
عن المهندسة فاطمة آل أبو ديب؛ اقرأ أيضاً:
تهانينا وافتخارنا ببنت تاروت لقد كانوا ابو ذيب جيراننا عند اقدام قلعة تاروت التاريخيه وبالتوفيق ان شاء الله وفي كل ربيع يبزغ عملاق من عباقرة جزيرة تاروت