دماء حلة محيش تسري في عروق مرضى القطيف والدمام.. كل 6 أشهر البلدة دعمت مخزون بنوك الدم في مستشفيين بـ609 وحدات

حلة محيش: ليلى العوامي

هي قرية صغيرة، ولعلها أصغر قرى محافظة القطيف، مع التوبي والزور. لا يتجاوز عدد سكانها 5 آلاف نسمة. ورغم ارتفاع نسبة المصابين بأمراض الدم الوراثية وحاملي صفتها؛ ولكن هذه القرية الزراعية الواقعة جنوب المحافظة، أخذت على نفسها عهداً بأن تدعم بنوك الدم في مستشفيي القطيف المركزي، والدمام المركزي.

فبفارق زمني دون الأشهر الستة؛ نظمت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في البلدة حملة «بجودك أحيا» في نسختين خلال عام 2021، متعاونة في نسختها الثالثة مع المختبر الإقليمي في الدمام، وفي نسختها الرابعة مع مستشفى القطيف المركزي.

القرار لم تنفرد فيه لجنة التنمية الاجتماعية في حلة محيش، وهي تضم مجموعة من الشبان المتطوعين لخدمة المجتمع؛ بل قرار شبان ورجال البلدة، الذين يتدفقون بكثافة على أماكن إقامة حملات التبرع بالدم، في كل مرة تُقام في حملة للتبرع.

هم يعتقدون أن حملات الدم تُعد «الرافد الأول لبنوك الدم، وسداً للحاجة الكبيرة والمستمرة لمرضى أمراض الدم الوراثية ولمصابي الحوادث وللمرضى في أقسام العمليات المختلفة».

قررت اللجنة إقامة حملة ثانية بعد أقل من 6 أشهر من إقامة الحملة الأولى، وبصفة «عاجلة»، لتغطية الحاجة اللازمة للدماء في مستشفى القطيف المركزي، فلبت القرية النداء، ولم تخذل اللجنة. صحيح أنهم لم يحققوا الهدف المنشود؛ 300 متبرع، ولكن الحملة حققت رقماً كبيراً، قياساً بكونها نظمت في بلدة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها الآلاف الخمسة، منهم من تمنعه ظروفه الصحية من التبرع، سواءً من المصابين بأمراض الدم الوراثية، أو المتعافين تواً من فيروس كورونا، أو المصابين بأمراض مُزمنة أخرى، مثل السكري والضغط، أو ارتفاع أو انخفاض نسبة «الهيموغلوبين»، أو نقصان الوزن عن 50 كيلوغراماً، أو ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها الطبيعي (37 درجة)، أو أن يكون نبض القلب غير منتظم (الطبيعي بين 50-100 نبضة في الدقيقة)، وهو ما دفع الكوادر الطبية والتمريضية في الحملة الأخيرة إلى استبعاد 27 متقدماً للتبرع.

رغم كذلك ذلك؛ قدم 240 متبرعاً دماءهم في الحملة الأخيرة. هم يمثلون نحو 5 في المئة من سكان البلدة.

في ما بلغ عدد المتبرعين في الحملتين 609 متبرعين، 369 متبرعاً في الحملة المقامة في شهر رمضان المبارك، و240 متبرعاً في حملة صفر، بمجموع 274.050 «سي سي» من الدم.

الإقبال على الحملة والتفاعل معها لم يقتصر على الكبار، فحتى الأطفال، الذين لا تنطبق عليهم شروط التبرع، لكونهم دون الـ18؛ تفاعلوا مع الحملة، عبر التطوع بالمشاركة في التنظيم. أما الكبار فدعموا الحملة كل بطريقته.

في ختام الحملة الأخيرة أول من أمس (الأربعاء)؛ تقدمت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية في حلة محيش، ممثلة برئيسها وأعضاء مجلس الإدارة وفريق التطوع، بـ«الشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح الحملتين، سواءً بتقديم الدم، أو الدعم المادي، أو المعنوي، أو بالرعاية للحملتين، سائلين الله أن يجعل ذلك في ميزان أعمالكم ويديمكم في مقدمة أهل الجود والكرم».

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×