مع نظيرة العوضي.. في سيارتها…!
حبيب محمود
وقلت لها: إنها المرة الأولى التي أركب فيها سيارة تقودها امرأة. وسرعان ما تبدّدت دهشتها حين انتبهت إلى أن محدّثها سعودي. كان ذلك في شتاء 2009، في العاصمة الكويتية. ليلتها؛ كنت ومجموعة زملاء ضيوفاً على مؤتمر الفكر، بوصفنا صحافيين. وبعد انتهاء الفعّاليات؛ دُعينا إلى حفلٍ لضيوف المؤتمر في فندق ماريوت. كانت المذيعة نظيرة العوضي تسمعني وزملائي في تساؤلنا عن طريقة الوصول إلى مقر الحفل…!
وبترحاب الكويتيين المعروف؛ عرضت علينا السير بسيارتنا خلف سيارتها. ثم انقسمنا بين سارتين، بعضنا معها، وبعضنا في سيارتنا. ركبت السيدة العوضي، وعلى عفوِ طريقتها وضعت حزام الأمان، لأقلّدها مباشرة، وأضع الحزام. ثم تسلّمت الطريق في زحام ليلة كويتية وأرتال من السيارات المتقاربة.
إنها المرة الأولى والوحيدة حتى الآن. وما أتذكره عن الرحلة القصيرة؛ هو أن السيدة العوضي كانت “أركد” من “أركد” سائق رجل عندنا، وعندهم في الكويت أيضاً.
ويعرف أصدقائي أنني أحمل “فوبيا” من ركوب السيارة ما لم أكن سائقها، وما لم يتمتع السائق الذي أرافقه بهدوء تامّ وانضباط موزون؛ فإنني أتوتّر وأتوتّر حتى ينزل عند رغبتي، أو أنزل من سيارته. لكنني ـ في تلك الليلة ـ لم أشعر بشيء من ذلك. كانت السيدة تقود سيارة على طبيعة من يأخذ من الوقت ما يناسبه، ولا ينتهبه انتهاباً.
لا يجوز قياس طبيعة قيادة النساء للسيارات بتجربة يتيمة، مع زميلة مهنةٍ نقابلها لأول مرة. ولكنّ ما علينا إدراكه؛ هو الطبيعة العملية التي تتمتع بها النساء عموماً. وفي ميدان العمل والتعليم نماذج تُشير، بوضوح، إلى أن المرأة تركز على الانتفاع بالأمر، لا ممارسته لمجرد التسلية.