عصر المرأة

علي الخنيزي

بعض ما نراه اليوم ليس إلا استماتة في محاولات تقويض وإفشال مشاريع تمكين المرأة والتذمر و الضجيج والنواح عند كل تطور وتقدم في ميدان حقوق المرأة ودعم مكانتها الانسانية في كل مجالات الحياة، إذ تمتلئ وسائل التواصل من قبل المجتمع الذكوري الذي يتصرف في (الغالب) من هلعه و خوفه على مصلحته التي يشعر بالتهديد تجاهها من حيث انفلات قبضته السلطوية على ما ملكت يمينه من إماء و سبايا مكنته منها الذكورية التاريخية.. ذلك كله أمر في مطحنة الزمن، فقد بدأ العالم في طي صفحته بل ومراسيم دفنه الى مقبرة التاريخ.

ما يحدث اليوم ليس الا صرخة من حقبة تلفظ نفسها الأخير، حقبة أو حقب تمتع فيها الذكور بأفضلية مخلوق الدرجة الأولى والتسيد على عرش السلطة لألفيات من الزمن في تاريخ الجنس البشري.

وبالطبع ما يحدث اليوم يرعب الذكر ويشعره بتهديد مصالحه ويدخله في حالة أشبه ما تكون صِراع سُلطة، واستماتة في إنقاذ عرشه الذي تم استنساخه اليوم و تحويله الى كرسيين أحدها لأدم و الاخر لحواء.

لا فائدة من هذا النواح و البكاء على الأطلال ومحاولة عكس عجلة الزمن، فالأمر حتمي منتهي لا رجوع فيه، قضي الأمر.
الأفضل ليس تسميم مناخ العصر الجديد بمحاولات فاشلة لا تؤدي الى شيء سوى زيادة الشق أو الفجوة وزيادة أسباب العداء بين الجنسين وتهديد كل منهما وجود الآخر وسلامه النفسي و الجسدي.

الأفضل أن نبدأ في التفكير في التعايش مع هذا الركب المتجه نحو الابحار في مياه الحاضر الى المستقبل الذي سبقتنا فيه مجتمعات اخرى. ان نتعايش مع الواقع و نتفهمه بسلام.
ان نتعلم لغة الحاضر لغة التعايش مع الآخر و المختلف، أن ندرك أن هذا المجتمع لم يعد أحادي النظرة والنموذجية الفكرية، و عجلة الزمان تسير دائماً إلى الأمام.

‫7 تعليقات

  1. كلام حقيقي و في الصميم .. الذكورية مرض ينهش في المجتمع ولكن حان وقت علاجه وانقاذ المجتمع منه..
    وفقك الله اخ علي

  2. سعادة الكاتب العزيز هدء من روعك ، كأنك تتحدث عن عصر الجاهلية ، من المقال تصورت اننا نعيش في عصر الجاهلية (عصر ما قبل الأسلام ) ، عليك بالبحث عن مكانة المرأة في الاسلام وليس في عصر ابو جهل وابو لهب

  3. مثل هذا الجبل الصّم الصّلب لن يقوى على إيقاف عجلة التغيير و التطوّر الحضاري الذي تشهده السعوديه الجديده و الذي ترحّب به الأغلبيه الصّامته من أبناء و بنات مجتمعنا. لقد وقفوا سابقاً ضد التّعليم حتى للذكور، و وقفوا ضد تعليم الإناث، و وقفوا ضد إنخراط الإناث في العمل، و وقفوا ضد سياقة المرأه، و وقفوا ضد إستقلالية المرأه و حقها في إستخراج جواز سفرها دون وصاية من الرّجل. فَجَاء التغيير و انفتحت جميع الأبواب التي كانت مغلقة أمام الإناث. و هاهم الإناث ينافسوا الذكور في التعليم و في العمل و يطرقوا أبواباً جديده لم يحلم بها أحد حتى وقت قريب و تُعَد عند من نصّبوا أنفسهم حرّاس للفضيله منافيه للدّين مثل إنشاء أنديتهم النسائيه الرياضيه و ممارسة الرياضة التي كانت مقتصرة على الذّكور، و مشاركتهم في النشاطات الفنّيه و القائمة تطول. هذا هو عصر التّمكين و التّنوير.

  4. كلام إنشائي لا ترى فيه شمة دليل أو برهان، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
    نعم، فيه تسمية الطرف المقابل بالمستعبد وغيرها من الألفاظ المشوهة، وفيه الاحتكام إلى المجريات الخارجية، أو بالأحرى: السياسة التي بها تقاد المجريات..
    وهذا النوع من المقالات باعتباره لا يحتوي دليلا فليس بوسع أحد أن يكتب ردا عليه، فيحسب الكاتب نفسه منتصرا.

    لكن ختاما لا بأس أن يقال: لم لا تكون سياسة ابتذال المجتمع هي التي ستزول؟ وجودها سنة أو سنتين لا يعني بقاءها، على أقل التقادير غدا يبدل المجتمع الغربي رأيه فيبدل بعضهم أيضا رأيه!

  5. قطار تمكين المرأة وجعلها في مكانها لا مانع منه بل مرحب به أما قفزات الإنحلال التي لا يرضى بها الاسلام والمسلم الحقيقي المحب لدينه والمفتخر به لن تكون مرحب بها في مجتمعنا بل ستواجه جبلاً صماً صلباً مازال حاضرا

  6. قطار تمكين المرأه قد إنطلق في السعوديه الجديده و لن يعود إلى الوراء مهما تعالت الأصوات المعارضه التي تُصر على البقاء و العيش في زمان غير زماننا مُتسلّحين بفهمهم القاصر للدّين، و لو سألت بعضهم تراهم لا يفقهوا شيئ في المقاصد الشّرعيه للدّين، لكنهم فقط يردّدوا ما يسمعوه من الآخرين و ما نشأوا عليه دون تكليف أنفسهم في إعمال عقولهم. فما هو نموذج المرأه الذي يلطموا من الخوف على فقدانه والذي يتطابق مع فهمهم للدّين. هل هو نموذج المرأه عند طَلَبان، أو عند الإخونجيه، أو عند الخمينيه، أو عند الحوثه، أو عند الداعشيين، أو عند بوكو حرام أو عند حركة الشّباب في الصومال. هذه النّماذج و الدّعوات إلى مثيلاتها تَعْمَل على تَشبيح المرأه و إعادتها إلى عصر العبوديه، عصر الإماء و الجواري الذي إنتقل إلى مقبرة التّاريخ منذ زمنٍ بعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×