قلة الناجحات بركة.. وكثرتهنّ إرباك..!

حبيب محمود

المعلومات المتناثرة إليكترونياً عن ضآلة أعداد السيدات المنخرطات في التدريب.. هذه المعلومات ليست إلا بركة وخيراً ومدعاةً للتفاؤل. وليست أمراً مُقلقاً، أو مخيفاً أصلاً.

إذا صحّ أن 67 سيدة فقط حصلن على رخص قيادة من أصل 13 ألفاً؛ فهذا يعني ـ ببساطة ـ أن يوم 10/10 لن يكون مزدحماً بسيارات النساء. أي أننا لن نصحو في ذلك اليوم لنشاهد النساء يزاحمننا في إشارات المرور والطرق السريعة، والمنعطفات الضيقة، ومواقف السيارات.

الأهم؛ هو أن ذلك يعني أن انتشار النساء السائقات سيكون تدرُّجاً لا مفاجئاً. عددٌ قليل منهنّ يبدأ غمار التجربة عملياً، ثم تتوالى الأعداد تباعاً، يوماً بعد يوم. وتتمرحل الخطوات شيئاً فشيئاً، إلى أن يُصبح الموضوع اعتيادياً ومألوفاً.

تخيّلوا الموضوع لو نجحت الـ 13 ألف امرأة في اجتياز رخصة القيادة. تخيلوا يوم الـ 10 من شهر شوال، وقد دهمت شوارعه 13 ألف سائقة دفعة واحدة، وراح تطفُّلنا يلاحظ ويراقب ويتابع، ويبحث، في كل سيارة عابرة، عمن يجلس في المقعد الأمامي الأيسر. فحتى مع توقّعنا واستعدادنا لذلك اليوم؛ فإن المفاجأة آتيةٌ لا ريب فيها، مفاجأة أن نشاهد سيدات يقدن سيارات مثلنا تماماً.

إذن؛ فمن الأفضل أن تكون الأيام الأولى محدودة في عدد وجود السائقات في الطرق. فليكن في كل 50 سيارة سائقة واحدة، أو اثنتان فحسب. ثم في يوم آخر ثلاث سائقات، ثم سبع، وهكذا؛ إلى أن يصل العدد إلى 20، أو أكثر، أو أقل. هذا التدرُّج إيجابيٌّ جداً، وواقعيٌّ للغاية حين نقيس التعوُّد بالفجأة.

من المؤكد أن يوم الـ 10 من شوالٌ مهمٌّ جداً في تاريخ المجتمع السعودي. ومن صالح كلُّ تغيّر اجتماعي أن يكون هادئاً، ومتدرجاً، حتى تكون الانتقالة أقرب إلى الألفة والتقبُّل.

العدد الضئيل الذي نجح في اجتياز اختبار رخصة القيادة؛ ليس سيئاً، ولا يصحُّ أن نحشره في سياق الاستغراب مما يمكن وصفه بفشل النساء في قيادة المركبات. إنه نتيجة منطقية جداً. وهو ما سيحدث للرجال لو كانوا خاضعين للواقع الذي عاشته النساء أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×