وكالة الأنباء البريطانية “رويترز” تُنتج فيلماً تسجيلياً للنحّالة فاطمة الميلاد

القطيف: صُبرة

تحت عنوان “هذه المراهقة السعودية تدير عملاً لتربية النحل”؛ نشرت وكالة الأنباء البريطانية “رويترز” فيلماً تسجيلياً عن النحالة السعودية فاطمة الميلاد التي تُعتبر أول نحّالة من محافظة القطيف نجحت في إنتاج العسل، ضمن مشروع مرخص خاص بها.

الميلاد هي النحّالة الوحيدة في محافظة القطيف التي تحمل ترخيصاً في تربية النحل، وما زالت تمارس المهنة، بين قرابة 150 نحالاً رجلاً في المحافظة.

ابنة قرية التوبيّ  الريفية، فتاة في الـ 18 فقط، لم تكن تتوقع في يوم من الأيام أن الذهاب إلى منحل أبيها للتسلية وشغل الوقت، سيغير مسار حياتها، لتصبح نحالة سعودية بترخيص رسمي، في هذا العمر المبكر.

ومثلما هي متفوقة في دراستها، أرادت فاطمة أن تتفوق في هوايتها، فتقربت إلى النحلة، واعتبرتها صديقة لها، تُمسكها بيديها وتلاعبها بلطف، ما أهلها لمعرفة كل شيء عن تربية النحل، بداية من تأسيس الخلية وجلب الملكات، إلى مرحلة الإنتاج الفعلي.

وخلال فترة ليست بالكبيرة، خطت فاطمة خطوة أبعد من ذلك، عندما أرادت الاستقلال بنفسها في منحل تمتلكه، وترخيص خاص بها يمنحها الاحترافية، ما جعل أباها يشهد لها بالكفاءة والتفوق والعزيمة.

مشوار إثبات الذات، لم يكن سهلاً أمام فاطمة، التي احتاجت صفات عدة لإكماله، ليس أولها الجدية في العمل، وليس آخرها الرغبة في تعزيز النجاح، وهو ما أوصلها إلى ما تريد وما تحلم به، ومع ذلك، مازال للأحلام بقية..

وقت الفراغ

ولقصة فاطمة مع النحل بدايات، حيث استثمرت وقت فراغها في الذهاب إلى منحل ابيها، وهناك كانت ترعى النحل وتسهم في تربيته، وكانت تبدأ يومها بالكشف عن صناديق النحل، وتفقد أحوال الملكات داخلها، منذ وقت خروج النحل صباحاً من صناديقه، وحتى رعودته إليها، واستمرت فاطمة على هذا المنوال طيلة 3 سنوات. وتقول “يبقي النحل سارحاً عن خلاياه، حتى اشتداد درجة الحرارة، ليعود إلى صناديقه مساءً قبيل الغروب، محملاً بأنواع الرحيق وحبوب اللقاح، ليبدأ في صناعة العسل داخل خلاياه”.

عالم النحل

ويتساوى سقف الأحلام لدى فاطمة في حياتها الدراسية، مع السقف ذاته في حياتها العملية. فهي تتمنى أن تتفوق علمياً وتصبح طبيبة، كما تتمنى أن تكون أكبر نحالة في القطيف. وتقول “طموحي في عالم النحل لا يتوقف عند حد معين، وأتمنى مع الأيام أن أتعلم كل شيء عن تربية النحل، وأكوّن مزرعة خاصة بي، وأصبح نحالة كبيرة على مستوى محافظة القطيف، بجانب حلمي أن أكون طبيبة جراحة”.

وحصلت فاطمة على ترخيص عن طريق النحالين فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة.

منحل الوالد

وتسترجع فاطمة البدايات وتقول “بدأت في منحل الوالد، الذي كان يضم خلية نحل واحدة فقط، وبدأت أتعلم عليها كل شيء، أتذكر أنني كنت متفرجة فقط في أول أيامي، وكنت أطرح الأسئلة على الوالد، وكان يجيبني بكل سعة صدر، ومن ثم بدأ المجال يستهويني أكثر وأكثر، وبعدما كان المنحل به خلية واحدة، أصبح لدينا خليتان ثم ثلاث، إلى أن أصبح العدد اليوم يقارب 50 خلية”.

الاستقلال عن الوالد

بخبرة 3 سنوات، اتجهت فاطمة إلى الاستقلال بمنحل خاص في مزرعة العائلة، وحصلت على ترخيص رسمي منذ عام، بعد اجتيازها جميع الاشتراطات التي تؤهلها لإمتلاك منحل خاص بها.

وتغذي فاطمة نحلها على أزهار البرسيم والنخيل، وقضوب اللوز وغيرها. وبحسب المزارع إبراهيم سلمان حميدان من أهالي قرية التوبي، يعتبر البرسيم مادة غذائية فعالة وجيدة جداً لجميع أنواع الدواب، سواء أبقار أو أغنام، كما أنه غذاء نموذجي لبعض الحشرات، وعلى رأسها النحل، حتى البشر يسفيدون منه في علاج بعض الحالات التي تعاني من البكتيريا، أو آلام في البطن، وتكمن الفائدة في النبتة الأولى للبرسييم، التي تسمى أول “فقوة”.

شاهد الفيديو

شاهد تقرير رويترز

mobile.reuters.com/video/watch/this-saudi-teen-runs-a-beekeeping-busine-id734947089?chan=8gwsyvzx

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×