فلاح الخالدي مغادراً منصبه في المحافظة: أنا ابن القطيف.. قبل الوظيفة وبعدها 42 سنة من الخدمة الوطنية بدأت بوظيفة "باحث" وانتهت "محافظاً"

القطيف: صُبرة

“أنا منهم وهم مني.. قبل الوظيفة وبعدها.. والقطيف هي الأرض التي وُلدتُ فيها، ودرستُ، وتعلمت، وأحببتُ فيها كلّ شيء، رجالها، مشايخها، شخصياتها، حتى فلاحيها البسطاء الذين أكلتُ وشربتُ معهم منذ أن كنت شاباً، وحين أغادر موقعي الوظيفي؛ فإنني لن أكون إلا قريباً من هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير”..

بهذه الكلمات؛ كشف محافظة القطيف فلاح بن سلمان الخالدي عمّا في قلبه، وهو يغادر موقعه، اليوم، بعد 42 سنة من الخدمة.

هذا اليوم (الثلاثاء) يبدأ “أبو خالد” رحلة التقاعد، مترجلاً عن سيرة طويلة أمضاها، ووقّع آخر صفحاتها في محافظة القطيف التي أعطاها الكثير وأعطته الكثير.

مناصب

قائمة طويلة من المناصب والمواقع؛ خاض فيها “ابن عنك القطيف” غمار العمل الحكومي، دون كلل أو ملل، إلى أن حان وقت التوقف، والمغادرة محفوفاً بعطر السيرة، ووداع الأحبة. ذلك الشاب الآتي من قلب بني خالد، القبيلة السعودية العريقة، تلمّس طريق خدمة الوطن منذ أن كان ليّن العود، يافعاً، متحمساً لمواجهة المسؤولية.

وبعد إنهائه الدراسة في مسقط رأسه، عنك، أكملها في القطيف، ليتخرج بالدبلوم التجاري؛ ويلتحق بأول وظيفة له في إمارة المنطقة الشرقية، “باحث قضايا” في إدارة الحقوق الخاصة، بالمرتبة الخامسة.

مسؤوليات

كانت هذه البداية، تدرج بعدها إلى وظائف مهمة، فانتقل ـ أولاً ـ إلى إدارة الأحوال الشخصية والوافدين التي أُلغيت لاحقاً، ثم أصبح مديراً لإدارة شؤون شؤون السجناء، وكلّف ـ أثناءها ـ رئاسة لجنة العفو في الإمارة.

اكتسب “أبو خالد” ثقة كبار المسؤولين في الإمارة، وكلّف مناصب متتابعة، مثل محافظ بقيق بالإنابة، ورئاسة مركز سيهات، ومركز صفوى، قبل أن يتقلد منصب وكيل محافظة القطيف، في عهد المحافظ السابق خالد الصفيان. وبعد تقاعد الأخير؛ كلّف العمل محافظاً للقطيف، في فبراير من العام الماضي 2020. وعلى الرغم من بلوغه سن التقاعد؛ تمّ تمديد خدمته تقديراً لدوره، إلا أن ظروفه الصحية دعته إلى أن يطلب الحصول على التقاعد، بعد 42 سنة من خدمة الوطن.

ابن القطيف

ووصف الخالدي سنوات عمله التي تركّزت في القطيف بأنها من أهمّ سنوات عمله، ومن أقربها إلى قلبه، معلّلاً ذلك بقربه الشديد من أبناء القطيف، ومعرفته إياهم ومعرفتهم إياه. وقال “تعاونوا معي إلى أقصى حد.. أنا بدونهم ولا شيء.. الإنجازات حققناها معاً، خضنا الأيام الصعبة والعقبات معاً، وبتوفيق الله ثم بتوجيه ولاة الأمر والتفاهم مع المواطنين في المحافظة خدمنا وطننا بإخلاص”.

وأضاف “أنا ابن الوطن والمحافظة.. عشت بين أخواني القطيفيين قبل الوظيفة وبعدها، ولم يكن المنصب إلا وسيلة لنيل شرف خدمة الوطن والمواطنين، وفي داخلي إنسان بسيط، ولن يتغيّر شيء بينني وبين أخواني المواطنين.. بيتي مفتوح للجميع”.

أضاف “لولا الظروف الصحية التي أمرّ بها؛ لما ترددت لحظة في الاستمرار في الخدمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×