“مقام السبابة”
أثير السادة* |
هذا الذي يشير بسبباته في كل الاتجاهات، فيما هو يشير إلى ذاته معظم الأحيان، هذا الهارب من سؤال ذاته بتحويل الآخرين إلى سؤال قصير لن يكتشف الطريق إلى أي جواب حقيقي، لأنه لا يريد أن يرهف السمع إلى تلك الجهات التي يطاردها بلحنه المكرور، فالسبابة التي انتهت إلى سيرة تشبه اللغو لم تتهيأ بعد لأن تغدو مفتتحا لحوار جاد.
تصبح السبابة وإشاراتها لونا من الاستيحاش كلما وضع الآخرون سبباتهم في لجة الجدال، السبابة التي لا تعرف الرفق في انطلاقتها تفتتح الطريق إلى سجالات تتلاطم كأمواج البحر، تلك الحاكية عن قلق صاحبها وارتباكاته في الحياة لن تصطاد الحقيقة الشريدة طالما ظلت تطاردها بشباك مهلهلة، لغة لا تعرف الرشاقة وهي تترنح على باب النحاة وأرباب الصرف.
كلما خرجت سبابة صاحبنا عادت له بكل ضغائن التاريخ، والحاضر، وفخاخ المستقبل، واستحالت سبابة طائشة لا تجلب إلا تقاطر الطائشين في مشهد الثرثرة، لا يمكن لهذه السبابة التي تجهد لإثبات دوران الكون والأرض والحياة أن تحسن الاستدارة ما لم تحسن العزف على أوتار السؤال، مفتتح الحقيقة سؤال يزيد الطريق إليها وضوحا، ويجعل كل العواطف والانفعالات لحظة مؤجلة، من أجل أن لا تنتهي السبابة إلى أسئلة عجولة، تصقلها الانفعالات وأوهام الانتصار للذات.
“النغمة الواحدة” تبعث على الرتابة، كذلك السبابة التي لا تمل من الاصطفاف أمام ذات المرايا، لتبتكر ذات التفاسير، هي تبتكر أوهامها هي الأخرى في قبالة أوهام الجموع، حتى لتستعيد الأسئلة ذات العماء الذي تهبه إيانا الأجوبة الجاهزة..ثمة ثراء في حديقة الأسئلة إذا دخلنا إليها بشغف الباحثين عن الحقيقة، لا بروح المشدودين إلى حقائقنا الذاتية،
فهذه الأخيرة كفيلة بأن تخنق “العشب” وتحيل السؤال “إلى جنازة تاريخية”!.
وبس.
ملحوظة : العنوان مسروق من قصيدة سويدية!.
______________
*من صفحته على الفيسبوك.