الشيخ الحبيل: وجوهنا مقنعة ببراقع «كورونا».. والجدري أخذ مني شقيقين دعا في خطبة الجمعة إلى عدم الاستماع إلى ما يقوله «المخادعون» حول اللقاح
تاروت: ليلى العوامي
واصل الشيخ عبدالكريم الحبيل، التحذير من الاستماع إلى من وصفهم بـ«المخادعين»، الذين يشككون في جدوى لقاح كورونا.
الشيخ، الذي يُعد من أول السعوديين خوضاَ لتجربة الحجر الصحي، بعد اكتشاف أول مصاب بالفيروس في مسجد الخضر بتاروت، مطلع مارس 2019، قال إن «وجوهنا مقنعة ببراقع»، في إشارة إلى الكمامات، التي أصبح تلازم الوجوه منذ اجتياح الفيروس العالم قبل حوالى عامين.
استعرض الحبيل، اليوم في خطبة الجمعة، فيروسات سبقت «كورونا» في الظهور على سطح الكرة الأرضية، ومنها الجدري، الذي تسبب في وفاة اثنين من أشقائه، مستدركاً أن كل تلك الفيروسات اختفت، وأصبحت من الماضي، بعد أخذ اللقاح.
وحث على ضرورة «الإسراع في أخذ التطعيمات عن وباء كورونا». وقال إن «هذه قضية صحية مهمة، ينبغي منا المسارعة في التحصين، وتحصين المجتمع، ونسعى للوصول إلى مجتمع محصن، ولا نأخذ هذا الموضوع بالتهاون، ولا نقع فريسة لدعايات من هنا وهناك، لم تقم على أسس علمية صحيحة، ونقع فريسة وخديعة لأولئك الذين يريدون أن يخدعوا المجتمعات من دون أسس علمية».
وأبدى أسفه لأن «هناك من أنخدع بهم، وبعد ذلك كانت نتيجة الخداع أن أصيب واضطر لأن يكون في العناية المركزة، أو انتهى به الأمر إلى الوفاة»، مضيفاً «علينا أن ننتبه إلى هذا الأمر، وألا نكون فريسة إلى دعايات مضللة، وأقوال: لم تكن ثابتة».
وأشار إلى أن الوباء «أصبح أمراً واقعياً، لا شك فيه. وعلى المجتمع أن يسعى للتحصين من ذلك الوباء، وأن نصل إلى المستوى التي نتخلص فيه من التبعات. ولا ننسى ونتغافل، وأن نعتبر بما مضى من الأوبئة».
أوبئة اختفت
هنا؛ طرح الشيخ عبدالكريم الحبيل، مجموعة من الأسئلة «ألم تكن البشرية لأيام فريسة لوباء الجدري؟ وأنا واحداً منكم؛ فقد والدي وولدين له بسبب الجدري، وجيلنا الذين هم في عمري أخذوا تطعيمة الجدري؛ فأين الجدري؟ ارتفع من الأرض منذ أكثر من 44 عاماً، لم يكن الوباء موجوداً على الأرض قط، وأصبح فيروس الجدري موجوداً في المختبرات الطبية، والأطباء يتناقشون الآن حول كيفية التخلص من أصل الفيروس المُحتفظ به في المختبرات الطبية».
وعاود طرح السؤال «أين وباء الجدري؟ ربما بعضكم أدرك كم فتك الجدري؟ كم أخذ من الأرواح ؟ كم شخص أصبح معوقاً بسبب الجدري؟ كم شخص مشوه منه؟ والبشرية تخلصت من هذا الوباء، بسبب أخذ اللقاح».
وسأل أيضاً «أين فيروس شلل الـطفال؟ ألم يضرب المجتمع؟ ولعل بعض الحضور من الكبار ممن أصيب بشلل الأطفال، ولكن – الحمد لله – اليوم المجتمع تخلص منه، بسبب ماذا؟ أليس بسبب اللقاح. الآن الأرض قاربت على التخلص من وباء شلل الأطفال».
كذلك سأل «أين وباء الحصبة الذي كان يضرب الكبار والصغار؟ أين هو؟ هل تسمع أهل بيت يقولون: ولدنا مصاب بالحصبة؟ لا يوجد، بسبب ماذا اختفى؟ أليس بسبب اللقاح؟ أين داء السعال الديكي الذي يؤدي في حياة الأطفال؟ ألم يتخلص منه المجتمع بسبب اللقاح؟ أين وأين ما شاء الله من الأمراض والأوبئة التي ارتفعت من الأرض وبعض البلدان بسبب اللقاح؟».
لسنا شعب الله المختار
وأضاف الحبيل «كان الطاعون يضرب البلدان، ويترك البلد بلقعاً من أهلها، جعل الديار بلاقع، لا ترى فيها دياراً. أين وباء الطاعون؟ نقرأ في التاريخ عن مدينة فلانية ضربها الطاعون، وقتل فيها ما قتل من البشر. الأوبئة تأتي إلى العالم وتصيبهم بالأمراض، فهل نحن الأن لن تأتينا فيروسات؟ فالله على كل شيء قدير. والبشرية اليوم أكثر عرضة لغضب الله، وكلما ازداد الجور والظلم؛ أزداد البلاء والأوبئة. وهل نحن الآن في هذا الزمان شعب الله المختار، الذي لن يصيبهم وباء خلاص؟! وأن الله لن يأتي بالفيروسات؟! تفكروا. لقد كان من قبلنا من عاشوا في أوبئة، والكثير يتذكر، وجميعنا أدركنا هذه الأوبئة. وكلها ارتفعت، بسبب اللقاحات. فالله نبه العلماء والأطباء إلى هذا اللقاح، والتنبيه بسيط التفاته، أو ما يُسمى بعلم الملاحظة. فلقاح الجدري اكتشف ببركة الملاحظة، فعالم بريطاني اكتشف أن النساء اللواتي يحلبن البقر لا يصبن بالجدري، فاكتشف أن جدري البقر يكفي من جدري البشر. وأخذ لقاح الجدري من جدري البقر بالملاحظة. وخلص الله سبحانه وتعالى البشرية من ذلك الوباء».
ودعا الحبيل، إلى الاعتبار والتفكير والتنبه «ولا نقول مؤامرة، ونقع في فريسة لبعض الداعيات الباطلة والمغرضة. علينا أن نسعى ونبادر، وأن نصل إلى مجتمع محصن، ونتخلص من هذه الاحترازات. أم تعودنا عليها ونزيدها ونعيش بهذه الكيفية؟ فوجوهنا مقنعة ببراقع. أسأل الله أن يرفع الله عنا وعنكم، وعن أبناء الإنسانية هذا الوباء المشؤوم، وأن يطهر الأرض من هذا الداء».