سيهات تودع «الزكرت» إبراهيم سليس.. عاش 120 عاماً محباً للحياة نقل عمال «أرامكو» على «القاري».. وساهم في تأسيس «فرقة المشامع»

سيهات: شذى المرزوق

عن 120 عاماً؛ رحل إبراهيم حسن علي آل سليس عن دنيانا أمس (الخميس)، طاوياً حياة مليئة بالكفاح، والفرح أيضاً.

آل سليس، وهو كبير عائلته، عاصر خلال سنوات حياته الممتدة، الكثير من الأحداث، فمن دخول القطيف تحت راية الحكم السعودي حين كان صبياً في حدود الثانية عشرة من عمره، إلى توحيد المملكة، والحربين العالميتين؛ الأولى والثانية، كما عاصر حكام المملكة جميعاً من المؤسس الملك عبدالعزيز وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ورث آل سليس صفة «عميد» مسقط رأسه؛ سيهات من أحمد علي محمد الصايغ، الذي فارق الحياة عن عمر 125 عاماً، في 21 من سبتمبر 2011، وتشاء إرادة الله أن يلحق به آل سليس بعد ذلك بـ10 سنوات، وفي الشهر ذاته.

وإذا كان الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمة، عبر عن ضيقه بالعمر الطويل في بيته الخالد:

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش

ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

فإن الحاج إبراهيم آل سليس لا يبدو أنه «سئم» كما سئم ابن أبي سلمة، رغم أنه زاد عليه بـ40 حولاً. ليس لأنه ولد مرفهاً، فلقد كابد البحر وأهواله؛ غواصاً. ولكنه كان محباً للحياة، والفن خصوصاً.

يقول ابن أخيه رجل الأعمال رضا السليس لـ«صُبرة» «هو عضو مؤسس لفرقة العرضة السيهاتية، التي عُرفت لاحقاً باسم «فرقة المشامع»، مردفاً أنه كان حينها «في زمن أقل ما يُقال عن من ينشد رفاهية الحياة بـ«الشخص الزكرت» على حد تعبيره.

وتابع بالقول «كان رحمه الله اجتماعياً، محباً للحياة، للفن، يشهد له بذلك تأسيسه ومشاركته لأول فرقه فنون شعبية في المحافظة «فرقة المشامع»، التي ضمت عدداً من أبناء سيهات، وتطورت حتى آخر عروضها في أغسطس 1983»، حين نشطت الصحوة، ما أدى إلى تقلص بعض مظاهر الفن.

وذكر آل سليس «أن الفقيد – وبحسب شهادة كبار العائلة – تجاوز الـ120 عاماً»، مبيناً أنه أحد الغواصين في سيهات، إذ خاض تجربة الغوص مرتين تقريباً، قبل أن يلتحق في شركة «أرامكو»، موظفاً حرفياً ضمن عمالة الشركة في بدايات التحاق أبناء المحافظة بالعمل فيها.

ينقل السليس «كانت وسيلة النقل حينها الحمير، وكان عمي (رحمه الله) يساعد زملائه في الشركة، بنقلهم معه على «القاري» (العربة) أثناء توجهه إلى العمل». استمر موظفاً في «أرامكو» حتى تقاعده.

وللفقيد من الأبناء: خليل وعيسى، ومن البنات: فاطمة، مريم، والمرحومة آمال.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×