يا وزير التعليم.. الورم سرق بصر علي آل خالد.. والمدارس ترفض تسجيل أولاده قلق وزوجته المريضة على مستقبل أنجالهما.. قبل أيام من بدء العام الدراسي

القطيف: أمل سعيد

بين محافظتين يوزع علي سالم آل خالد همومه وأمانيه، وبين القدر والرضى به، مشوار طويل من الصبر والتجلد.

آل خالد (40 سنة)، كان يسكن مكة المكرمة، ويعمل في محطة تحلية المياه في الشعيبة، التي زاد سنوات عمله فيها على الـ18 عاماً، وفي عام 2018 أصيب بورم في الدماغ، وأجريت له عملية لإزالته، لكن الورم كان أثر على العصب البصري، وأدى إلى تلفه، وبقي علي بنور بسيط في عينه.

هذه كانت بداية مأساة الشاب آل خالد، التي حكاها لـ”صُبرة”، والتي قابلها برضى بقضاء الله وإرادته، وفي الأسطر القليلة التالية يحكي تكملة قصته، راجياً أن تجد رسالته صدى عند المسؤولين، ليتلطفوا عليه وعلى عائلته بقرار يبعث الطمأنينة في قلب الأب الذي لا حول له ولا قوة، لمدافعة قدر أراده الله له، ولا أنظمة لم ترقّ لحاله وحال زوجته وأولاده الأربعة.

يقول آل خالد “اضطررت أن أنتقل من أطراف مكة إلى حي السنابل في مدينة جدة، لتوافر الخدمات الصحية التي أحتاجها أنا وزوجتي، حيث أنني مازلت أراجع المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية هناك، أما زوجتي فهي مريضة ربو ومصابة بالصرع التشنجي المعمم المستعصي، حدث ذلك في بداية جائحة كورونا”.

 يكمل “حاولت في السنة الماضية أن أنقل أولادي الذكور (إبراهيم ووسيم وبسام) إلى مدارس قريبة من مكان سكني الجديد، لكنني لم أوفق في ذلك، وبحسب كلام إدارات المدارس وقتها؛ يجب أن انتظر حتى يرجع الدوام الرسمي في المدارس، كي يتبين الوضع من حركة الطلاب، وبالتالي معرفة إمكانية النقل”.

يضيف آل خالد “من جهتها؛ حاولت زوجتي أن تقابل مديرة المدرسة القريبة منا، علّها تستطيع نقل ابنتي (ملك)، الطالبة في الصف الأول المتوسط، لكنهم رفضوا دخولها المدرسة، ومن وراء الأبواب المغلقة؛ حولونا إلى إدارة التعليم الخاصة في جنوب جدة، ونصحونا بمراجعتهم. وفعلاً ذهبت زوجتي إلى إدارة تعليم البنات، لتشرح لهم الظروف وأوضاعنا الصحية، ومدى حاجة ابنتي إلى أن تكون في مدرسة قريبة، فكان جوابهم: لا نستطيع فعل شي لابنتك، كل المدارس القريبة منكم ممتلئة”.

وبألم لم يستطع مدافعته يكمل “كل المدارس القريبة ضنّت علينا بكرسي واحد شاغر تملؤه ابنتي. ذهبنا لإدارة تعليم البنات، عسى أن يقدّروا الظروف التي نمر بها، وبعد الشرح وعرض التقارير الصحية، نقلوا ابنتي إلى مدرسة (مدائن الفهد)، التي تبعد عن البيت من 15 إلى 20 كيلومتراً، والتي يستغرق الوصول إليها بالسيارة نصف ساعة، أسلمت أمري لله، وحاولت أن أسجلها في باص للبنات، كي يقلها كل يوم من حي السنابل إلى مدرستها، لكني لم أجد. وهنا وجدت نفسي أمام خيار واحد، وهو السائق الخاص، والحقيقة أنني أخاف على ابنتي؛ فكيف أتركها بصحبة سائق خاص لا أعرف عنه وعن أخلاقه شيئاً، أنا لا أتهم الناس لكنني أخشى على ابنتي، فهي مازالت صغيرة”.

هذا فيما يخص البنت، أما الأولاد فليسوا بأفضل حال منها، يقول الأب “بعد زيارتي لإدارة تعليم البنين، وشرح كل التفاصيل عن حالتي الصحية وحالة أمهم؛ قالوا إنهم سوف يسجلوا أسماءهم في قائمة الانتظار، ووعدوني خيراً، وإلى الآن لم أر شيئاً، ولا أدري هل سيدرس أولادي هذه السنة أم لا”.

ويختم آل خالد رسالته “لقد اخترت سكنا قريباً من المدارس، كي أكون مرتاح البال على أبنائي الأربعة، وإذا بالحال لا يبشر براحة. وما يزيد الطين بلة أنني مضطر لقطع مسافة 100 كيلومتر من البيت إلى مقر عملي في تحلية الشعيبة التابعة لمحافظة مكة المكرمة، فكل يوم أخرج من المنزل في الساعة الـ5 فجراً، ولا أعود إليه إلا بعد الساعة الـ4 عصراً، وهذا ما يجعل من العسير علي متابعة أولادي في خروجهم للمدارس وعودتهم منها”.

تعليق واحد

  1. الله يكون في عونك ياعلي ونسأل الله أن ييسر لك مسؤول فيه خير ينظر لموضوعك بعين الرحمة ويوجه بقبول أولادك في المدارس القريبة لك
    ونسأل الله لك ولأهلك الشفاء العاجل

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×