أريج السيهاتي أم وسيدة أعمال تحلم بالحصول على أقوى حزام في «التايكوندو» بدأت رحلتها مع «البومسي» وتوقفت بسبب الأولاد.. تعشق الرسم وخدمة المجتمع
سيهات: شذى المرزوق
أم لأربعة أولاد، سيدة أعمال، تهوى الرسم، تنشط في خدمة المجتمع، لكن أريج عبدالله السيهاتي تهوى ممارسة فنون القتال، أو ما يسمى «التايكوندو» أو «البومسي».
على مدى عقدين؛ حصلت أريج على عدد من الأحزمة، وعيونها الآن على الحزام الأسود، والذي يُعد الأقوى في لعبة «التايكوندو»، ويدل على وصول اللاعب إلى أعلى مستوى من الاحترام والإتقان والقوة في اللعبة، وأصبح جاهزاً لخوض البطولات والمباريات الثنائية.
بشغف؛ تتابع السيهاتي اليوم، ركلات الإحماء وضربات كانت توجهها قبضة ابنتها الصغيرة مريم (9 سنوات)، أثناء الدورة الافتراضية التدريبية التي انضمت لها العام الماضي، لتعلم مهارات لعبة التايكوندو، والتدريبات الرياضية لابنها البكر أحمد الزاير (19 سنة)، البطل الناشئ في اللعبة، في نادي الترجي.
لعل آخر العنقود؛ مريم هي من أعادت للسيهاتي حنين قديم، لاستعادة أيام ممارستها هواية رياضية تعلقت بها قبل 25 عاماً. هذا الحنين لم يدفعها للدخول في عالم الرياضة التايكوندية فقط، بل تجاوزت ذلك للمشاركة في أول بطولة نسائية للمملكة في «البومسي»، والتي نظمها الاتحاد السعودي للتايكوندو، وأقيمت في جدة الجمعة الماضي، وأحرزت فيها المركز الأول في «فئة فوق 40 سنة».
من بطولة المملكة لـ «البومسي» التي أقيمت في جدة قبل أيام وشاركت فيها أريج السيهاتي.
حماس أيام الجامعة
في حديثها لـ«صبرة»؛ تسترجع أريج بداية تعلقها في هذه الرياضة، أثناء دراستها الجامعية في بريطانيا، وتحديداً في الجامعة الأميركية العالمية في لندن، والتي تخرجت منها نهاية عام 1997، حيث نالت درجة البكالوريوس في الفن التشكيلي، لتنهي الدراسات العليا في جامعة ويستمنسر بلندن، في الوسائط الرقمية التفاعلية.
حينها؛ كان حماسها كبيراً للتقدم في اللعبة، وإحراز مستويات رياضية عالية فيها. لكن هذا الحماس بدأ يخفت مع الضغوط الدراسية التي شغلتها لتحقيق نجاح يؤهلها للتخرج من الجامعة، حتى عادت إلى أرض الوطن، وهي تحمل الشهادة الجامعية بيد، مكتفيةً بالحزام الأصفر في الأخرى.
الانشغال بالحياة الزوجية والأبناء
تذكر السيهاتي، أبرز أسباب توقفها عن ممارسة التايكوندو بعد عودتها إلى الوطن، والمتمثلة في انشغالها بالحياة الزوجية والأبناء الأربعة الذين رزقها الله بهم. وكحال غالبية الأمهات؛ وجدت أن نجاحها يتمثل في نجاح أولادها: أحمد، سارة، دانة، مريم، فانصب جل اهتمامها على تمكينهم دراسياً، اجتماعياً، وحتى رياضياً، فدعمت التوجهات الرياضية التي ورثها أحمد ومريم منها، وشجعت سارة ودانة على الاهتمام في اللياقة الصحية والبدنية، من خلال ممارسة الرياضة.
رغم ذلك عادت أريج السيهاتي إلى عالم «التايكوندو»، تقول «شعرت برغبة كبيرة في العودة، واستعادة هوايتي، بعد أن قمت بتسجيل ابنتي مريم في إحدى الأكاديميات التدريبية للتايكوندو، لتتلقى تدريبات افتراضية في فترة الجائحة»، مبينة أنه بعد فترة بسيطة من تسجيل ابنتها تواصلت مع مدربتها الكوتش أبرار بخاري، التي شجعتها بقوة ودعم، كما نالت تحفيزاً مضاعفاً من زوجها وابنائها «الذين أثارت الفكرة حماسهم بشكل كبير» بحسب قولها.
العودة إلى التدرب
بابتسامة خجولة؛ أشارت أريج إلى ترددها، بسبب التقدم في العمر، فهي في العقد الرابع، وبحسب تعبيرها «لم أعد بالمرونة واللياقة التي كنت اتمتع بهما، عندما كنت شابة عشرينية متحمسة. ولكن ذلك لم يوقفني، فتقدمت إلى التدريب، واستعدت التكنيك الرياضي للعبة، وحصلت على الحزام الأخضر، ثم الأزرق».
كانت فكرة المشاركات الوطنية تتبلور أكثر في داخل المدربة أبرار، التي شجعت السيدات المتدربات مع أريج على القيام بتدريبات مكثفة لتقوية العضلات والأعصاب، ما يسمح لهن بالمشاركة.
تضيف «بالنسبة لعمري؛ كان علي أن اجتاز 10 مستويات تدريبية، والحصول على الحزام الأسود. ولكنني كنت أنهيت 5 مستويات فقط، ما جعلني أكثر حماساً لاجتياز البقية. فكنت أحفظ كل يوم مستوى جديد. وكل مستوى أصعب من سابقه في الحفظ، ومخارج الحركات».
وأشادت بالدور المهم الذي لعبته عائلتها ومدربتها في دعمها للاستمرار منذ ديسمبر الماضي، حتى آخر مشاركة وطنية لها قبل أيام. وما زالت تتلقى دعماً أكبر لاستكمال الطريق، بعزم وإرادة لتحقيق الأفضل.
أبني أحمد دعمني
وبامتنان؛ عبرت عن سعادتها حين كان ابنها أحمد يتابعها، ويوجهها عن بعد في فترة التدريبات التي سبقت البطولة النسائية في جدة.
أكملت «لا أستطيع أن أنقل لكم حقيقة الشعور بالتوتر الكبير من الظهور أمام الاتحاد السعودي للتايكوندو، في أول بطولة نسائية في هذه اللعبة. ومع ذلك؛ تحول الشعور بالخوف والخجل والتوتر إلى شعور بالزهو والاعتزاز، حين وجدت زهرات البطولة من الصغيرات والفتيات والسيدات، وهن يمثلن المملكة بمستويات عالية، وقدرات متمكنة من الأداء، ما تسبب في إبهار الحضور».
تابعت «لدينا بطلات واعدات، أتمنى أن أجدهن على منصات التتويج العالمية قريباً. وهذا ليس ببعيد، أمام النقلة النوعية التي تشهدها الرياضة السعودية الآن».
الدكتور عبدالله السيهاتي.
سيدة أعمال تهوى الرسم وخدمة المجتمع
تعمل أريج السيهاتي حالياً مع والدها الدكتور عبدالله السيهاتي، وأخوتها في شركات العائلة. وكانت أول من انضم لمجموعة الشركات عام 2008. وهي الآن عضو في مجلس إدارة المجموعة.
كما كانت عضواً في مجلس شابات الأعمال، في أول دورة نظمت في المنطقة عام 2008.
تهوى أريج الاطلاع على ثقافات وعادات المجتمعات من العالم كله، من فنون جميلة وملابس تقليدية ومجوهرات وبناء. كما تحب الرسم، لكنها تعترف «لا أمارسه بكثرة». وأيضاً تهوى الرياضة بجميع أنواعها، وتعتبرها «نمط حياة».
تحدد توجهاتها بـ«خدمة المجتمع على خطى والدي ووالدتي حفظهما الله».
اقرأ أيضاً:
قديحي صدره مرصع بالميداليات يشرف على أول بطولة لفراشات وزهرات المملكة في “البومسي”