مسيرة وداع رمضان التاروتي
محمد المصلي*
ليست طقطقات ابكت عيوني.
انما الوجد والشجون سبقت دموعي
عندما بدأ الحاج أحمد المسحر تلك النغمات بالنقر على طبلته السحرية مع بعض احفاده لم اتمكن من حبس تلك الدموع من جريانها لكن الظلام في طرقات الديرة سترت تلك القطرات مما التقطته الجوالات وفلاشات المصورون الثابتة والمتحركة في كل لحظة.
وما شعرت به مما اهمرته الجفون وموسيقى دقات القلب التي راحت تنبض نغما بوداع رمضان وساعاته الحنونة.
فكم لعبنا الوصلي وشراع العود في ايامه الجميلة وسهرنا في لياليه المزينة بتراتيل القرآن ودعاء الافتتاح، الذي ذكرني بمجلس بيت لمعلم ومجلس ال سيف والصفار ولمصلي عندما وصلت الكهرباء وسمعنا ما نقرأه بالمكرفون عندما كنا نقلد صوت الشيخ عبد الباسط.
كعادة اهل تاروت واظنها الحالة الاولى في المملكة او الخليج البارحة
الاربعاء ٢٩ رمضان بعد الثانية عشرة يجتمع الاهالي كل سنة من كل حدب وصوب رجال ونساء اولاد وبنات في مهرجان تقليدي بلباسهم الشعبي بعضهم يحمل فوانيس صغيرة وكبيرة احد رموز رمضان التاروتية القديمة.
والفرحة تملا الاجواء بصوت النهام محمد العباس يملا اجواء السوق من دروازة حمام تاروت وزرانيق الديرة الى صابات من حماد ويخرج من الدوازة الجنوبية الى فريق الصياح ويشق صابات ابو شملة الى ان اشرفت نهاية المسيرة في قهوة تاروت الشعبية وصاحبها محمد الصفار لياكلوا عصيدة الدبس او الهريسة بدهن الغنم او للقيمات او السيوية مع الجاي والقهوة.
وما ان اعلن القائمون على مسيرة وداع رمضان عبدالعزيز الخباز وحبيب سليس وآخرين حتى رايت عيون الصغار ترمق المسحر والنهام، هل سترحل برمضان الى العام القادم يا لصبرنا على هذا الفراق العزيز وشوقنا لقدومه بكل امل ومحبة.
—————-
* تشكيلي ومهتم بالفلكلور.