الشيخ الصفار: الدين يدعو للمحبة والأخوة ويرفض التطرف والتشدد «المواطنة» تسجل حضورها في خطاب المنبر الحسيني بالقطيف
القطيف: صُبرة
سجلت مفردة «المواطنة» حضوراً لافتاً في خطاب المنبر الحسيني لهذا العام، إذ حضرت في كلمات عدد من الخطباء في القطيف، الذين أكدوا عليها من زوايا وعناوين مختلفة.
إذ قال الشيخ حسن الصفار، في محاضرته العاشورائية مساء أمس (الأربعاء)، «إن الدين ينشر بين أبنائه المحبة والألفة والأخوة، ويرفض الظواهر البغيضة كالتطرف والتشدد»، عازياً نشوء التطرف إلى «خطأٍ في الفهم الديني، وقد تشجعه عوامل نفسية، أو ظروف اجتماعية مُختلة».
وأوضح في المحاضرة التي ألقيت في مجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف، أن الدين «يؤكد مبدأ التعايش بين الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم، ويرفض التعاطي مع الاختلاف في المسألة الدينية بالقهر والفرض».
وأضاف «يعزز الدين حال الاستقرار الاجتماعي بإرساء العدل والتأكيد على حماية الحقوق والتكافل الاجتماعي، والتربية على القيم والأخلاق الفاضلة التي هي غرض أساس للدين».
وأكد أن الحال الإيمانية والتدينية هي التي تساعد على حماية الأمن الأخلاقي للمجتمعات، وتحافظ على التماسك العائلي والاجتماعي، وتعزّز الهوية الحضارية للمجتمعات.
وأشار إلى وجود ظاهرة تصاب بها أجزاء من الحال الدينية فتحول دورها الإيجابي إلى سلبي، فبدل أن تكون دافعاً للاستقرار النفسي والاجتماعي، ومعززة للألفة والسلم والأخوة بين أبناء المجتمع، تصبح منبعاً للتعصب والتشدد وتمزق المجتمع، لافتاً إلى أن تلك الظاهرة البغيضة هي التطرف والتشدد.
وأضاف «يتجلى التشدد الديني في تقديم تفسيرات متشددة لبعض النصوص والتعاليم الدينية تخالف الأصل الأساس في الدين، وهو اليسر ورفع الحرج. كما أن الدين يوجه الى رفض التعاطي مع الاختلافِ في المسألةِ الدينيةِ بالقهر والفرضِ، بلْ باعتمادِ الدليلِ والبرهان والحوار الموضوعي بلغة الاحترام».
في محاضرته، تناول الشيخ الصفار موضوعة الاختلاف الداخلي، معتبراً الاختلاف داخل المجتمع «أمر طبيعي، خصوصاً مع اتساع مساحة المجتمع الشيعي، ومع إقرار باب الاجتهاد، ومع ارتفاع مستوى الثقافة والوعي عند أبناء المجتمع».
وقال إن «منهج الأئمة «عليهم السلام»، مع مخالفيهم كان يعتمد على الحوار العلمي والبرهنة والاستدلال، وهو ما ينبغي علينا الاحتذاء به في إدارة النقاشات والاختلافات الفكرية مع الاحترام المتبادل والاقرار بمشروعية الرأي الآخر».
وأضاف «على الإنسان أن يتعامل مع الآراء والأفكار المختلفة عبر الحوار العلمي والبرهنة والاستدلال، كما ينبغي له الاقرار بمشروعية الرأي الآخر واحترامه».
كما تناول موضوع تنقية التراث، مشيراً إلى الجهود التي بُذلت من علماء الشيعة على مرّ العصور، ومع ذلك لا تزال المهمة قائمة، ولا يزال التكليف منوطًا بأعناق العلماء حتى يواصلوا مسيرة صيانة تراث أهل البيت من الدسّ والتزوير.
ودعا إلى قراءة سيرة الامام الحسين عليه السلام «قراءة معمقة وأخذِ الدروسِ من أخلاقهِ في إدارةِ الصراعِ مع الأعداء».
اقرأ أيضاً:
السيد الخباز: الروح الطائفية تضاءلت.. وكلمة الدكتور العيسى عن السنة والشيعة “ذهبية”