مفقودات القطيف في أيدٍ أمينة.. «فاعل خير» يتطوع لإعادتها مواقع التواصل سهلت التواصل بين الفاقد ومن يعثر على المفقودات
القطيف: شذى المرزوق
بحرص؛ يحتفظ حبيب الصفواني بمبلغ وجده قبل أيام، بالقرب من المركز الصحي في مدينة رأس تنورة، أعلن عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، مرفقاً الإعلان برقمه الخاص، مشترطاً على المتصلين تحديد قيمة المبلغ المفقود، حتى يطمئن بأنه أدى الأمانة لأهلها.
مثل هذه الحوادث تتكرر في يوميات الصفواني، منوهاً بابتسامة مازحة «يبدو أن نصيبي العثور على مفقودات مالية فقط، فقد عثرت قبل مدة على مبلغ، توصلت إلى صاحبه وسلمته له، بعد إعلان نشرته في مواقع التواصل».
يضع حبيب الصفواني احتمال حاجة صاحب المبلغ له، واحتمال تدني المستوى المعيشي لمن ضاعت منه النقود، «خصوصاً أننا في فترة تشهد مواعيد استلام الرواتب» وفقاً لما قال، متمنياً أن يجد صاحب المبلغ، ويسلمه إياه في أقرب وقت «لئلا يكون فقده سبباً في ضغط مالي أو عوز».
موقف الصفواني غيض من فيض قصص شاهدة على أمانة الكثيرين في محافظة القطيف، واعتبارهم الغرض الضائع الذي يعثرون عليه صدفةً «مسؤولية مجتمعية» تجاه بعضهم.
تطبيق «مجتمع سيهات» يخصص زاوية خاصة في «المفقودات».
بحث متواصل
لم يكتف مهند الهلال، بائع «فود ترك»، بالإعلان عن بطاقة الهوية التي وجدها قبل أيام في كورنيش الغدير بسيهات، بحث عن صاحبها (سلمان آل لباد) شخصياً، بعد أن توقع أن يكون من بلدة العوامية. تواصل مع عدد من الأصدقاء والمعارف له هناك، حتى استطاع العثور عليه، وإيصال بطاقته المفقودة له.
يذكر الهلال حادثة أخرى مشابهة، لكنه يأسف لعدم تمكنه من العثور على صاحبة السلسال الذهبي الذي عثر عليه، رغم كثافة الإعلان عنه في أكثر من وسيلة إخبارية، ومجتمعية.
من الزميلة «جهينة».
محفظة وجوال
طاهر آل نهاب، من بلدة التوبي، حكى تجربته التي وفقه الله فيها لتسليم محفظة بنية اللون لصاحبها؛ حسين المزرع، من سيهات، في غضون ساعة من إعلانه عنها، إذ كانت تحوي مبلغاً، وبطاقات عائلية وشخصية ومصرفية هامة.
كما وفقه الله لإعادة جوال فتى صغير إلى والده، بعد أن وجده في محطة الغانم للبنزين، وكان قاب قوسين من أن يدهسه بعجلات سيارته، ووجده بعد أن ترجل من السيارة في لحظة، ليستبين ما هو الشيء الصغير الذي لفت انتباهه، وبالفعل جاءه اتصال من والد الفتي، الذي ذكر له تفاصيل نوع الجهاز ولونه، وجاء لاستلامه.
وجد إبراهيم امشارة، من سيهات، بطاقة مصرفية لإحدى السيدات مُلقاة على الأرض، خارج المطعم الذي يديره.
ورغم الإعلان عنها؛ إلا أنه لم يتوصل إلى صاحبتها، وتوصل إلى قناعة إنها «تمكنت من تدبير أمرها من دون البطاقة». قام امشارة بما يراه «مناسباً»، وما يتوجب عليه في مثل هذه المواقف.
من الزميلة «مجتمع سيهات».
ثقل على القلب
في حين كان وضع الشاب العشريني من ساكني حي الديرة بسيهات؛ حسن مهدي المطوع، أكثر سلاسة، بعد أن اتصل به صاحب البطاقة المصرفية المفقودة في غضون ساعات من إعلانه عنها، وجاء ليتسلمها.
يقول المطوع «الديرة قلب مدينة سيهات النابض، حيث العديد من المارة، ووجود أي غرض ضائع في حي الديرة أمر يشهده سكانها بشكل متكرر».
لكن المطوع لأول مرة يجد نفسه في مثل هذا الموقف، ولأول مرة يقدم على الإعلان، وسط شعوره بالارتباك مع وضع احتمالات وتساؤلات: ماذا لو لم يأت صاحبها؟ مستدركاً «الحمد لله قدر ولطف؛ أحسست بثقلها على قلبي، وهي مجرد بطاقة بإمكان صاحبها مع سهولة الإجراءات الآن، أن يتقدم بطلب بدل فاقد»، مبيناً أنه «فقط شعور داخلي بعد الاستقرار ما لم تتمكن من تسليم ما وجدته إلى أصحابه».
الثالثة ثابتة
على الضفة المقابلة؛ تأمل ملاك الداوود، من صفوى، العثور على أسورتها ذات المكانة الخاصة في قلبها، أضاعتها مرتين قبل ذلك، ومع ذلك كان هناك من يجدها ويعيدها إلى صاحبتها.
وبأمنية؛ «ألا تكون الثالثة ثابته، وأن فقدها هذه المرة هو فقد نهائي. لازلت أعول على أهل البلد الطيبين الذين يبادرون للوصول إلى صاحب الغرض المفقود، لإعادته إليه» كما قالت.
أضافت «تواصلت معي سيدة قبل أسابيع، وارسلت لي صورة لإسورة وجدتها، رداً على إعلاني الذي نشرته عن فقد اسورتي. ولأن الإسورة مختلفة، ومن باب عدم الخديعة والأمانة؛ أخبرتها أنها ليست لي، شاكرة لها مبادرتها».