[ميناء القطيف 50] تخبيص الزيدي في حق حسن الجشي وأصدقائه سمّاه "الحبشي" وخلطه بالكويتيين.. في كتابه "التيارات الفكرية في الخليج"
ميناء القطيف
مسيرة شعر وتاريخ
عدنان السيد محمد العوامي
مع رئيس أرامكو توماس سي بارﮔر (Thomas C. Barger)
جاء في ما عرضته في الحلقة الماضية نقلاً عن السيد علي العوامي؛ أن حسنًا الجشي يجيد اللغة الإنجليزية، وعمل مع فِرق المسح الجيولوجي بأرامكو، واحتملت أن دراسته اللغة الانجليزية كانت في البحرين([1]) في مدرسة الأستاذ عبدالرسول التاجر([2]) (رحمه الله)، وأحسب أن من المناسب هنا أن أعرض – من شواهد إجادته الإنجليزية – موقفًا طريفًا وقع له في ربيع عام 1939، رواه رئيس شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو- توماس سي بارﮔر (Thomas C. Barger) – في ذلك العام انتجع الملك عبد العزيز (رحمه الله)، روضة أم عقلا، وممن كان في معيته توماس بارﮔر ، ويوسف يٰسين، فاستُدعي حسن الجشي ليترجم ما يقوله بارﮔر أثناء مصافحة الملك. أقتطف من وصفه لتلك الزيارة ما يخص حسن الجشي:
“We drew up about 50 years away from the king’s big reception tent and marched en masse between tow lines of 100 soldiers armed with sub-machine guns. Shaikh yusef yassin, who speaks English about on a par with my Arabic, met us. We’d brought Hassan al jishi an English speaking rod man on the surveying crew, as our interpreter. In the handshaking with the king, Hassan got shuffled around, so I had to speak a few words directly to the king. He grinned broadly and said, “Mashallah.” It is the will of God. This an expression of wonderment and admiration, and I was quite flattered. We all sat along one wall with a row of dour looking mugs, mostly ministers, I presume, across from us)[3](“.
ترجمة النص
ليعذرني الإخوة المتابعون في ما يرونه في الترجمة من وهن, كوهن منشئها.
ابتعدنا حوالي 50 عامًا عن زمن خيمة الاستقبال الكبيرة للملك، وسرنا بأعداد كبيرة بين صفين مؤلفين من 100 جندي مسلحين ببنادق نصف آلية.
كان الشيخ يوسف يٰاسين يتحدث الإنجليزية بصورة مشابهة للغتي العربية، وكنا قد أحضرنا حسنًا الجشي – وهو مترجم يتحدث الإنجليزية، ويعمل مع طاقم المسح – كي يترجم لنا، وعند مصافحة الملك توارى حسن، فاضطررت إلى التحدث ببضع كلمات مباشرة إلى الملك. ابتسم ابتسامة عريضة وقال: “ما شاء الله”. إنها إرادة الله، وهو تعبير عن الدهشة والإعجاب، فخالجني شعور غامر بالزهو. جلسنا جميعًا على طول جدار واحد مع صف من الوجوه العابسة، وفي الجانب الآخر المقابل لنا جلس أناس معظمهم من الوزراء على ما أعتقد.
ذهنية الجهاز الإداري، وقابليته للتطور
ذكر الدكتور جميل عبد الله الجشي في ترجمته لحسن، ضمن كتابه (تراث الأجداد) أنه: (طلب منه – مرة – الحضور إلى مكتبه في البلدية للاستماع إلى ما يدور هناك، وطبيعة المراجعين، لتقديم المقترحات المناسبة لتطوير العمل وتطوير المدينة، ولكن الوقت لم يسمح له بتنفيذ ما قدم من مقترحات)([4]).
لم يفصح سعادة الصديق الجميل الدكتور جميل عن المقترحات التي قدمها له، لكن ما لدي من معلومات بحكم المعايشة أن الروتين في البلدية كان ثقيلاً مجهدًا، صيَّر من الرئيس أشبهَ بالبوابة الرئيسية، فلا يدخل البلدية شيء إلا عبرها؛ الأوراق، المراجعون، والإحالات الداخلية بين الأقسام، هذه كلها لا تتمُّ إلا إذا ذيَّلها الرئيس بتوقيعه، وهذه الطريقة ليست مرهقة وحسب، بل عقيمة، ومعوِّقة للإنجاز، أيضًا. استدعاني، يومًا إلى مكتبه، وحين دخلت عليه أغلق الباب، واستقبلني ببسمته المعهودة وهو يتلو علي بيت بشار بن برد:
وَلا بُدَّ مِن شَكوى إِلى ذي مُروءَةٍ
يُواسيكَ أَو يُسليكَ أَو يَتَوَجَّعُ
ـ خيرًا؟
أي خير؟ هلكت، والله! هذي ما هي طريقة، لا بد من إيجاد حل!
– أي طريقة؟
– اللي انْت شايفنها، معـﮕـول كل شيء لازم أوقعه أنا، حتى الإحالات من قسم إلى قسم؟! روح – الآن – ولا تجيني إلا بتنظيم يسهل العمل، وييسر أمور الناس.
وضعت له تصورًا بسيطًا، خلاصته:
– إحداث مكتب يعطى عنوان: (الشؤون الإدارية)، أو (الاتصالات الإدارية)، يبدأ بموظف واحد على قدر مناسب من الكفاءة، مهمته استقبال المراجعين، ويعطى صلاحية إحالة طلباتهم إلى الأقسام المختصة دون حاجة للمرور عليه، وإذا كانت الإجراءات لها علاقة بأكثر من قسم، فالأقسام ذات العلاقة تتبادل الإحالات فيما بينها، وبعد اكتمال الإجراءات تقدم للرئيس للبت فيها و توقيعها.
– الخطابات والمعاملات الواردة من خارج البلدية، يقوم هذا الموظف بفرزها، وقيدها في سجل خاص بما يرد من الجهات، ثم يحيلها للأقسام المختصة، ولا يعرض على الرئيس إلا ما يخصه، وأما السرِّي فيقوم بقيده في سجل السري، ويسلمه إلى الرئيس ليقوم بفتحه، وإعطاء التوجيه بشأنه. شرط أن يكون الموظف المختار لهذه المهمة ذا قدرة على التمييز بين ما يرتِّب على البلدية التزاماتٍ مالية أو أدبية، أو قانونية، وبين ما لا يرتب عليها شيئًا.
استحسن هذا التصوُّر، واختار الموظف، وأبلغه بمباشرة مهامه، وكلفني بتهيئته وتجهيز مكتب له، وتأثيثه، وما أن أدخِل السجاد إلى المكتب حتى شبت الفتنة بين الموظف الذي يشغله، والموظف الجديد. جاء من أبلغني بما وقع، فذهبت لمكان المعركة فإذا بقضقضة النار تملأ الممر، فنكصت ميمِّمًا شطر المستودع مستنجدًا بمأموره: أسرع، هات سطلاً بغطاء عاجلاً، واعمل مذكرة الإخراج، وسآتيك بطلب الصرف فورًا.
– السطل حاضر، بس ليش هالعجلة؟ ويش صاير؟
– حريـﮕـة.
فهم أنه مزحة، فبادلني الابتسامة، وناولني السطل، فذهبت به، ووضعته في ركن مكتب الموظف الهائج، فسكن غضبه، وخمدت ناره، وصمت، وكأنَّ شيئًا لم يكن.
تبعني بعض المتفرجين، مندهشين ومتسائلين، فما عهدهم بي من أهل الكرامات. وليس في الأمر معجزة، ولا عبقرية، والمسألة – ببساطة شديدة – أنني أعرف الرجل شديد المبالغة في النظافة إلى حد الهوس، ويحتاج إلى غسل يده بين الحين والحين، فكان يضع الصابونة وقارورة الماء بقربه ليغسل أطراف أصابعه من وسخ المعاملات، والسجادة تمنعه من غسل يده عليها، خوف أن تتخمَّر، وتتعفن، وسيضطر للذهاب للحمام بعد كل معاملة يقوم بقيدها. هذا نمط من الموظفين.
النمط الثاني
عندما أصدر القرار بتكليف الموظف المقترح بممارسة عمله في استقبال المراجعين وإحالة طلباتهم إلى الأقسام، أعطى صورًا من القرار لرؤساء الأقسام لتنفيذ التنظيم الجديد، فكان له وقع الصاعقة عليهم؛ إذ قابلوه برفض عام، وأصرُّوا على أن لا يقبلوا أيَّ إحالة إلا بتوقيع الرئيس، فهو – وحده – مرجعهم، وهم لا يقبلون توقيع غيره، وعبثًا حاول إقناعهم بأن هذا مجرد تنظيم إداري لا يعني المرجعية من قريب ولا بعيد.
النمط الثالث:
كانت البلدية تستوفي رسومًا سنوية على السيارات، وكان التنافس شديدًا بين بلديات المنطقة، وكذلك بين فروع البلدية الواحدة، تستنفر البلديات وفروعها محصلي الرسوم لديها مستعينة بالشرطة، فتسد الطرق والمنافذ، وتختنق بطوابير السيارات في القطيف، وغالبًا ما تحصل مضاربات، واشتباكات بالأيدي بين المحصلين وسائقي السيارات، والركاب، خصوصًا الذاهبين لأعمالهم أو للمستشفيات، وكثيرًا من السائقين لا يحملون معهم نقودًا.
واتفق أن تعاقدت وزارة الداخلية مع مركز دراسات عالمي لتطوير البلديات، وإعادة هيكلتها، فأبلغت البلديات تطلب موافاتها بتصوراتها، وما لديها من مشاكل ومقترحاتها لحلها. أحال لي الخطاب لدراسته، وإعداد الإجابة، فأعددت مسودَّة الإجابة بما تعانيه البلدية من مشاكل، ومنها مشكلة تحصيل رسوم السيارات، واقترحت طريقتين لاستيفاء رسوم السيارات، بدل المتبع:
1 – أن تحوَّل رسوم السيارة إلى رسوم غير مباشرة، كضريبة الإنارة التي تستوفيها شركة الكهرباء صمن فواتير الاستهلاك، ثم تقوم بتحويلها البلدية، وذلك بأن تعمل دراسة لتقدير رسوم السيارات، وتضم إلى حصة البلدية من معونة البترول لدى وزارة البترول والثروة المعدنية، أو تلغى الضريبة المباشرة، وتعوض بما يعادلها من إعانة البترول.
2 – في حال عدم الموافقة على هذا المقترح يكلف موظف من البلدية بالعمل لدى إدارة المرور لتحصيل الرسوم، وذلك بأن يحيل له موظف المرور أي مراجع للمرور لا يحمل سند سداد ضريبة البلدية، قبل أن يكمل الإجراء الذي جاء من أجله، وبعد تسديد رسوم البلدية يكمل المرور إجراءاته.
والظاهر أنه بعد نسخ الكتاب بالآلة أعطاه لشخص لتدقيقه ومطابقته على المسودَّة، فجاءني متجهمًا، منفعلاً:
– أبو أحمد، ما أتوقع هذا منك.
– ويش اللي صاير؟
– أنت من بيت علم، ودين.
خيرًا، وما ذا حصل مني منافٍ للعلم والدين؟ لا سمح الله؟
رمى الأوراق أمامي على الطاولة، محاذرًا أن يسمعه أحد، وهمس: (سنّْ الضرائب ما يجوز، إلا من الحاكم الشرعي، يا سيد).
هذا نموذج ثالث، متمثل في رجل متدين، نزيه، نظيف الذمة، ومشهود له بالعفة، ولكنه كأخينا السابق في مبالغته حد الهوس، ففهم مقترحاتي بأنها سنُّ ضريبة، بينما الضريبة مسنونة، وراتبه الذي يتقاضاه فيه نسبة منها، وما اقترحته ليس أكثر من تنظيم لطريقة استيفاء تلك الضريبة، لكن هذا هو فهمه للأمور.
لا حاجة للتذكير بأن موظفي البلدية ليسوا كلهم من هذين الصنفين، بل إن فيهم من يعجز الثناء أن يوفيَهم حقهم، فكانوا منسجمين فيما بينهم غاية الانسجام، محبين لعملهم متفانين في خدمة ناسهم ووطنهم، وكما قيل (لو خلت لخربت). ولكن كما قال السموأل:
تعيرنا أنا قليلٌ عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل
عدة الجهاز الإداري في عهده
في الحلقة الماضية نفسها عرضت لمنجزاته، ونطاق البلدية التي يديرها، وفي الحلقات التي أعددتها، ولم تنشر ذكرت – بالتفصيل – الجهاز الإداري الذي كان يعمل تحت رئاسته، وهو باختصار يوم التحقت بالبلدية:
1 – مكتب رئاسة البلدية: 1 – رئيس البلدية، 1 – مساعد الرئيس = 2.
2 – مكتب شؤون الموظفين: 1 –شاغله وظيفته الرسمية: محاسب، ثم رُقِّي إلى رئيس المحاسبة، لكن عمله الفعلي كان مدير شؤون الموظفين، ثم مساعدًا للرئيس، 1- كاتب = 2.
3 – دائرة الموازين والمقاييس: 1 – كاتب
4 – دائرة المحاسبة: 1 – المحاسب، مكلف، ووظيفته المعين فيها مأمور فرع البلدية بصفوى، 5 – كتاب على ملاك داخل الهيئة، – 1 كاتب محاسبة (الفقير لعفو ربه كاتب السطور، وفي السنة الثانية من التحاقي بالبلدية ترقيت إلى مرتبة محاسب وتسلمت رئاسة قسم المحاسبة)، 1– كاتب بالأجر اليومي = 7.
5 – أمانة الصندوق: 1 – أمين صندوق.
6 – المستودع، يتبع المحاسبة: 1 – مأمور المستودع، 1 – كاتب مستودع. = 2
7 – القسم الفني (القسم الهندسي): 1 – مهندس، 1 – مساح، 1 – مراقب فني، 1 – خطاط ورسام خرائط، 1 – عامل على آلة تصوير الخرائط. = 5.
8 – القسم الصحي: 1 – طبيب بيطري، 1- مراقب صحي. = 2.
9 – المجلس البلدي: 1 –أمين المجلس البلدي. = 1
10 – قسم الأراضي: 1- مدير قسم الأراضي، 1 – كاتب. = 2
11 – مكتب الصادر والوارد
كاتب صادر ووارد = 1.
12 – التحصيل.و مراقبة الأسواق: 8 مراقبين يعلمون محصلي رسوم وضرائب
13 – مأمورو الفروع: 8 – مأمورو فروع يؤدون الخدمات لقرى القطيف كلها باستثناء عنك وسيهات. = 8. (سيهات بها بلدية مستقلة، وعنك غير مشمولة بخدمات البلدية.
14 – اثنان خرجا من البلدية عند التحاقي بها لم أعرف مهام عملهما. = 2.
هذا هو جهاز الذي كان يدير البلدية برئاسة حسن بن صالح الجشي (رحمه الله).
على هامش لجنة تشجيع الطلاب
في الحلقة الماضية عرضت لأدواره (رحمه الله)، ومنها إسهامه في تأسيس (لجنة تشجيع الطلاب)، وترؤسه لها، ولدي عنها طريفة أدبية تستحق أن تدعى (نكتة العصر) لعل من المناسب الإلمام بها تلطيفًا للجو، ورفعًا للسأم والكآبة، فلو لم يكن فيها من فائدة إلا اغتصاب الابتسامة في هذا المناخ الكئيب لكفى.
أثناء عكوفي على جمع مقالات ابن العم؛ السيد علي ابن السيد باقر العوامي (رحمه الله) المدرجة في كتابه (جهاد قلم – في الصحافة والسير والأدب)([5])، وجدت بين أوراقه مُسْوَدَّة مقالةَ ينتقد فيها كتاب (التيارات الفكرية في الخليج 1938 – 1971)، تأليف الدكتور مفيد الزيدي، ولكنها غيرُ مكتملة، وفي آخر فقرة من المقالة توقَّف عند نصٍّ للزيدي دوَّنه، ولم يعلِّق عليه بشيء. ذلك النص هو: ([وقال في] ص (294): >ويظهر واضحاً معارضة أغلب المثقفين الكويتيين للأفكار الشيوعية، وتوجيه الانتقادات لها في أكثر من مناسبة، فكتب خالد الفرج قصيدة بعنوان: (الشيوعي عند المستعمرين) صوَّر فيها الشكل القبيح للشيوعي، وسَخِر من الأفكار الشيوعية . . .) ([6]).
هذا النص نقله ولم يعلق عليه، ويبدو لي أن المقالة مجرَّد ملاحظات دوَّنها ولم يشرع، بعدُ، في صياغتها، وسبكها إنشائيًّا، فأكملت ما وجدت في الوقت متَّسعًا لإكماله، وأدرجته ضمن كتابه آنف الذكر، ونظراً لكثرة ما في الكتاب من أخطاء شنيعة لم يتناولها السيد علي آمل أن أجد المناسبة لعرضها؛ إذ إن مما لا ريب فيه أن الكتاب – بدون غُلوٍّ ولا شطط- من أهم الدراسات التي صدرت عن منطقة الخليج؛ من جهةٍ أنه رسالة نال بها السيد (مفيد الزيدي) درجةَ الدكتوراه، وهي – كما لا يخفى- درجة معروفة الخطر، معتبرة المقام، ومن جهة ثانية أنَّه يتناول جوانب الحياة كافَّةً في منطقة الخليج؛ تاريخًا، وأدبًا، وثقافةً، وفكرًا، واجتماعًا، واقتصادًا، وسياسةً، إلخ.
ولعله – لهذا السبب – تبنَّى (مركز دراسات الوحدة العربية) طباعته، ونشره مرتين؛ الأولى في أيَّار (مايو) عام 2000م، وهذه الطبعة هي التي انتقدها السيد، والثانية في آذار (مارس) عام 2003م. وغنيٌّ عن البيان أن (مركز دراسات الوحدة العربية) مركز لا يُجهل موقعُه بين مراكز النشر في العالم العربي. ومن جهة ثالثة احتواء الكتاب على أكبرِ قدر من الأغاليط، والتحريف، والتزييف، مما لا يصحُّ التغاضي عنه، وإن كان المقام هنا لا يتَّسع لأكثر من الإشارة إلى أن الكتاب، في طبعته الثانية، لم تُضَفْ له أيُّ إضافة، ولم يُجرَ له أيُّ تصحيح، حتى في عدد صفحاته الـ 400، عدا بضعة أسطر أضافها المؤلف في ختام مقدمته، شكَر فيها من سماهم (نخبة من المفكرين والأساتذة العرب والأجانب) قدموا له: (المساعدة سواء بالمشورة العلمية، أو الحوار الجاد، أو الدعم المعنوي) وخص منهم عددًا لا داعي لذكر أسمائهم هنا، ثم نسب الفضل للمديرَ العام للمركز، خير الدين حسيب، ولكافة العاملين بالمركز، منتهيًا قوله: (إن الباحث [الزيدي] يسعى إلى أن ينجز قريبًا دراسته المكملة لهذا الكتاب، والتي تغطي الفترة التاريخية بين عامي 1971-2001م، تحت عنوان (الاتجاهات السياسية والتيارات الفكرية في الخليج العربي 1971- 2001م)، لكن – بكلِّ أسف – لم يتوافر لي العلم بما إذا كانت تلك الدراسة قد صدرت، أم لا، لكن شبكة العنكبوت تحمل العديد من مؤلفات الدكتور الزيدي، وبينها كتاب عنوانه: (موسوعة تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث والمعاصر)، نشرته دار أسامة للنشر والتوزيع في الأردن سنة 2004م.
ما يعنينا من الكتاب هنا هو ما كتبه عن لجنة تشجيع الطلاب ورئيسها حسن الجشي، لكن بعض العينات ضرورية لإعطاء الصورة الكاملة.
– في ص 141: (وحمل وفدٌ من أهالي الطائف في أواخر عام 1953م وثيقة موقعة من ستة عشر ألف شخصٍ سُلِّمت إلى الملك سعود بن عبد العزيز، وتضمنت بعض المطالب، وهي: أ – انتخاب مجلس شورى من أبناء الشعب، وإعطاؤه صلاحيات التشريع.
ب – تحقيق الاستقلال الكامل للقضاء.
ج – إعمام التعليم.
ووعدهم الملك سعود بالنظر في هذه المطالب، لكن سعود بن جلوي أمير منطقة الطائف حذر الوفد من المناداة بهذه المطالب …) إلخ.
نعم! عريضة موقعة من ستة عشر ألفًا من أهالي الطائف يحذرهم سعود بن جلوي أمير الطائف ألله! وش طولها هالعريض! وش حلاتها!
حسن الجشي.. الحبشي
– في ص (209): وتحت عنوان جمعية للعلم والنضال، كتب: (تأسست عام 1949في مدينة الطائف في المنطقة الشرقية من العربية السعودية، وترأسها حسن الحبشي، ومعه عبد الرؤوف الخنيزي، وعدد من المتعلمين الشباب، واتخذت تسمية علنية هي لجنة تشجيع الطلاب، وافتتحت مدرسة لمكافحة الأمية، وعملت على نشر التعليم والوعي الوطني والقومي في المدينة…).
كذا! جمعية للعلم والنضال، في مدينة الطائف بالمنطقة الشرقية من العربية السعودية، يترأسها حبشي، ومعه خنيزي، هذا يذكر بالموال الشعبي:
أعوج، عدل، منحني، كالقوس، مثل الميل
حامض، حلو، مر، مالح، مثل شط النيل
– في الصفحة (209) نفسها، الهامش رقم (204)، وثق مصدر معلوماته هذه بهذه الإحالة: (204) المعارضة السياسية في السعودية، ص: 27- 28، أبرز أعضاء النادي، أحمد الخطيب، ويوسف الغانم، وعبد الرزاق البصير، وعبد الله حسين، وعبد الله يوسف الغانم، ويوسف المشاري، و أحمد السقاف، وعبد الله الصانع.
بدون محاباة للقارئ الكريم، وخصوصًا الكويتيين، هم أعلم مني بتلكم الشخصيات الكويتية الكريمة، لكن هذا لا يمنع من بيان معلوماتي المتواضعة عنها، وأول تلك الشخصيات: أحمد الخطيب. يوجد أكثر من واحد يحمل هذا الاسم:
1- أحمد موسى الخطيب، باحث ومحقق، حقق (ديوان ابن مقرب العيوني وشرحه)، نشر مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين. جزءان.
2- أحمد الخطيب :سياسي كويتي، ونائب سابق في مجلس الأمة الكويتي، ولد في 1927،.
3 – أحمد الخطيب: أول طبيب كويتي، من مؤسسي حركة القوميين العرب، والمنبر الديمقراطي الكويتي، نائب في مجلس الأمة الكويتي. وهناك العديد ممن اسمه أحمد الخطيب لا يتسع المجال لذكرهم.
– يوسف محمد شاهين الغانم، مواليد دولة الكويت عام 1937، نائب سابق في مجلس الأمة الكويتي.– عبد الرزاق إبراهيم علي عبد الله الناصر البصير: أديب وكاتب كويتي ولد سنة 1915 في الكويت، وتوفي في 5 أبريل 1999 . – عبد الله حسين، لم يذكر لقبه؛ لذلك يتعذر القطع به، ولكن أرجح أن المقصود هو عبد العزيز حسين، رئيس تحرير مجلة البِعثة الكويتية. – عبد الله يوسف الغانم: اقتصادي معروف شغل منصب وزير الكهرباء والماء. – أحمد محمّد السَّقَّاف: شاعر يمني، ولد في لحج، وقطن الكويت، وبها توفي في1 يناير 1419، 14 أغسطس 2010. – عبد الله الصانع: أديب وشاعر وسياسي ومؤرخ كويتي، ولد عام 1902م وتوفي في 17 فبراير 1954.
([1]) قطوف وحروف عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ودار أطياف القطيف، الطبعة الأولى، 1440هـ 2018م، مقالة: التعليم في القطيف وبدايات التحديث، ص: 38.
([2])عن هذه المدرسة، أنظر: علي التاجر في ذاكرة الوطن، منصور محمد سرحان، جريدة الوسط، البحرين، لعدد 1343 – الأربعاء 10 مايو 2006م الموافق 11 ربيع الثاني 1427هـ، الرابط: https://chl.li/XQhui
([3]) Out in the Blue, Letters from Arabia – 1937 to 1940. Thomas C. Barger P: 149.
([4]) تراث الأجداد، دراسة في وثائق عائلة الجشي في القطيف والبحرين (1200 – 1350هـ)، د. جميل عبد الله الجشي، الدار السعودية للنشر والتوزيع، الدمام، الطبعة الأولى، 1428÷ـ، 2007م، ص: 351.
([5])مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ودار أطياف للنشر والتوزيع، القطيف، الطبعة الأولى، 1440هـ، 2019م.