في «عاشور القطيف».. محال الملابس تتشح بالسواد باعة يشكون ضعف الأرباح.. والسبب «كورونا» والوافدين
القطيف: شذى المرزوق
منذ أواخر شهر ذي الحجة، وحتى العاشر من محرم، وصولاً إلى نهاية صفر، تكاد أسواق محافظة القطيف تخلو من الألوان. لن تراها إلا مغمورةً بسوادِ القطع المُعلقة على مشاجب محالها، متشحةً بسواد الملابس والأوشحة المعروضة للبيع، للجنسين، ولجميع الفئات العمرية.
يلقى السواد رواجاً كبيراً بين أهالي المحافظة، التي تصطبغ بالسواد في أول شهرين من السنة الهجرية، في ظل غياب مظاهر الاحتفال، وتعدد الألوان. حتى بات هذا الأمر طقساً سنوياً، ينتهي بنهاية اليوم الأخير من شهر صفر.
السوق مواسم
يقول التاجر علي الغزوي لـ«صُبرة» «إن للأسواق في محافظة القطيف مواسم، منها السنوي الدوري، وأبرزها موسم محرم ووفيات صفر، ومنها موسم قصير يقتصر على ناصفتي شعبان ورمضان، وهناك مواسم فصلية مثل الأعياد، فيما تتوزع طوال السنة مواسم المناسبات الدينية».
يلفت إلى أن الموسم الذي يلقى فيه السوق إقبالاً كبيراً هو الأفراح الخاصة بالمناسبات الاجتماعية، واحتفالات الزواج، والذي يغلب على بقية أشهر السنة، خصوصاً في الإجازات المدرسية.
عن موسم محرم، يوضح الغزوي، إن الإقبال على شراء الملابس السوداء يزدهر خلال هذا الشهر، «لذلك يتم الإعداد له باكراً قبل بداية السنة، حتى يتسنى لنا توفير تشكيلة متنوعة من التصاميم الجاذبة والمرغوبة في الشراء لمختلف الأعمار، مع مراعاة الأذواق الشبابية، وما يخص الأطفال كذلك، والاهتمام في نوعية الأقمشة، بحسب الطقس السائد في أيام هذا الشهر».
قبل وبعد «كورونا»
عن الكُلف؛ يقول البائع بدر آل شهاب «كانت كلفة الشراء بالجملة قبل الجائحة منوعة، مع مراعاة اختلاف التسعيرات، والنوعية، والمقاسات، وتصل إلى حوالى 50 ألف ريال، وتستنفذ بالكامل، ليتم تزويد السوق بغيرها في وقت قصير، على فترات متفرقة».
وأشار إلى أن إجمالي مبلغ الشراء للجملة الآن «لا يتجاوز 15 ألف ريال، مع الالتفات إلى أن هذا المبلغ بعد تحسن السوق، وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد الأزمة تدرجاً. فيما كانت العام الماضي في ذروة التأثر الاقتصادي المهزوز بسبب كورونا؛ 8 آلاف ريال فقط».
ويبين أن الاستعداد لموسم محرم وتزويد السوق باحتياجات العملاء، يبدأ قبل العيد، أي منذ بدايات شهر ذي الحجة.
في حال لم يتم بيع البضاعة والمنتجات العاشورائية في المحال؛ يقول آل شهاب إنه «يتخذ طريقة أخرى للبيع بديلة عن البيع في المحل، وهي عرض البضاعة في الطرقات. وأفضل البيع على امتداد شارع مكة المكرمة في سيهات، لكونه شارعاً رئيساً، يتوسط المدينة، والإقبال فيه جيد».
الوافدون ينافسون.. وبقوة
يعبر آل شهاب، عن امتعاضه من منافسة الوافدين الآسيويين للباعة السعوديين، في مصدر رزقهم، «أنا أعمل في هذا المجال منذ 20 سنة، وكانت البضاعة تنفذ بسرعة، نظراً لاختلاف السعر في ذلك الوقت، وقلة المنافسة».
أما الآن؛ فيضيف «ناتج بيع السعودي أقل من ربع ناتج بيع الوافد، الذي يحصد أضعاف ما نربح»، مستشهداً بإجمالي بيعه يوم الجمعة الماضي، حيث كان المبلغ المتحصل من البيع 105 ريالات، بينما باع أحد العمال بجواره بـ800 ريال.