مهدي آل خليفة.. أن تنذر نفسك طوال نصف قرن لتنظيف المساجد لعقود تطوع للاعتناء بمساجد الشيخ فرج والسدرة والحسين

القديح: صُبرة

سكان بلدة القديح يعرفونه بهدوئه المفرط، وطيبة أخلاقه. هو قليل الكلام، حاضر في كل مساجد البلدة تقريباً، ليس مصلياً فحسب، بل منظفاً. فالحاج مهدي علي آل خليفة نذر نفسه منذ خمسة عقود لتنظيف مساجد البلدة.

لا يكل ولا يمل عن القيام بما يعتبره “واجباً شخصياً” على عاتقه. جمعية مُضر الخيرية في القديح والقائمون على المساجد لا يعجزون عن إيجاد عمال يتولون تنظيف المساجد، ولكن آل خليفة تعهد هذه المهمة.

آل خليفة وطن نفسه منذ الصغر على خدمة بيوت الله، وأهتم بنظافتها وتهيئتها للمصلين، ودأب على خدمتها. ورغم تقدمه في العمر؛ إلا أنه مايزال على نفس النهج في العطاء، والتفاني ذاته الذي حمله قبل نصف قرن.

تقاعد الرجل من شركة الاتصالات السعودية قبل 16 عاماً، لكن للرجل مسؤولياته الأسرية الكبيرة؛ فلديه 11 ابناً وابنة، لكنه يشعر براحة لا توصف حين يمسك أدوات التنظيف، ويتولى مهامه في المساجد.

كانت محطته الأولى تنظيف مغتسل البلدة، لينتقل لاحقاً إلى المساجد، إذ تناوب على عدد منها طوال العقود الخمسة الماضية، فكان مسجد الشيخ فرج والمغتسل محط اهتمامه الأول منذ العام 1390هـ.

وبعد تأسيسها بثلاث سنوات؛ أعادت الجمعية بناء المغتسل، وأصبح من ضمن المرافق العامة (المغتسل، والمساجد والمقابر) التي تشرف عليها الجمعية، وكان رئيس المجلس آنذاك المرحوم الحاج علي سلمان نصيف.

اعتنى آل خليفة بعدها بمسجد السدرة قبل 25 عاماً، وبعد ذلك بسنوات اتجه لتنظيف مسجد الإمام الحسين (عليه السلام) مند زهاء 15 عاماً.

مازال آل خليفة متفانياً في خدمة مجتمعه، يعمل على تنظيف مسجد الإمام الحسين يومين في الأسبوع، ومسجد السدرة أغلب أيام الاسبوع.

من أجل كل ما سبق، لم يكن مستغرباً، أن تبادر اللجنة الاجتماعية في جمعية مُضر الخيرية بتكريم مهدي آل خليفة مساء أمس (الأربعاء)، في قاعة الاجتماعات بمبنى الطرازيات، مقدمة له “بالغ الشكر والتقدير والامتنان لاهتمامه بتنظيف مساجد البلدة”.

وقال نائب مقرر اللجنة الاجتماعية عبدالعزيز الحمام “الحاج مهدي علي آل خليفة يستحق الكثير، فكلمات الشكر تعجز عن شكر أمثاله، فقد عمل بإخلاص وصمت، لوجه الله تعالى وخدمة للمؤمنين، فجزاه الله عنا وعن خدمته خير الجزاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×