عبدالله الفرج مهندس بترول ينازل أبطال العالم في مدريد عشق التنس الأرضي طفلاً.. وحقق إنجازات عدة مع «السلام» والمنتخب الوطني

العوامية: معصومة الزاهر

بعد أكثر من عقدين من علاقة ربطته مع لعبة التنس الأرضي؛ يخوض ابن العوامية، لاعب نادي السلام عبدالله محمد الفرج، منافسات «كأس ديفز»؛ أكبر منافسات التنس، والتي تقام تحت رعاية الاتحاد الدولي للتنس (ITF).

الفرج، الذي غادر إلى اسبانيا، استعداداً للمشاركة في البطولة، يحظى بتمثيل المملكة في هذه البطولة السنوية، ضمن المنتخب الوطني. ومن المقرر أن يخوض مجموعة من المباريات مع أبطال من دول أوروبية، استعداداً لتصفيات المجموعات في مدريد.

من معسكر تدريبي مع المنتخب السعودي، استعداداً للبطولة؛ يطمح الفرج أن يهدي وزملاؤه اللاعبين، الوطن الفوز في تصفيات هذه البطولة، التي تعتبر بمثابة كأس العالم للتنس.

عبدالله الفرج طفلاً متوجاً.

شغف عائلي باللعبة

رغم شغف عبدالله بالتنس، لكن ثمة علاقة عائلية تربطه بهذه اللعبة، فوالده لاعب سابق ومتابع دائم لها، وكذلك شقيقه الأكبر علي، الذي كان لاعباً قبله، مع آخرين من أبناء أسرته، فألح الطفل البالغ من العمر ست سنوات حينها على والده، ليلحقه معهم في نادي السلام، وفي هذه اللعبة تحديداً.

وجود عدد من الأقرباء في نفس اللعبة؛ أعطى الأب الطمأنينة لإلحاق طفله في النادي،  رغم صغر سنه.

تجاوب الأب، الذي كان أيضاً يعشق هذه اللعبة، ومارسها بدوره أثناء دراسته في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان وما يزال متابعاً لبطولات التنس العالمية. تحدث الأب مع المدرب المصري القدير شريف قدري، الذي رحب بانضمام عبدالله، وأتم تسجيله.

من اليمين: شقيقه علي، والده محمد الفرج، هو، ثم مدربه شريف قدري في معهد إعداد القادة بالرياض، بعد فوزه وشقيقه في فئتي الناشئين والشباب.

..وابتدأ المشوار

بدأ طفل السادسة ممارسة شغفه. شارك في أول بطولة في عمر العاشرة. حقق حينها المركز الأول، لينضم إلى المنتخب الوطني، وهو في الحادية عشر. ومثل المنتخب حتى السابعة عشر.

درس عبدالله الابتدائية في مدرسة القطيف الأهلية، ثم الشاطئ الابتدائية في القطيف أيضاً، والمتوسطة في مدرسة القطيف النموذجية. أما الثانوية فأكملها في مدرسة القطيف الثانوية (القسم العلمي).

مع أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف وفريق السلام، بعد فوزه في إحدى البطولات.

دعم الوالدين والمعلمين

واجه حينها تحد صعب في التوفيق بين الدراسة والرياضة، لكن أصبح كل شيء «سهلاً» عليه، حينما أحاطه والده ووالدته بـالدعم الكامل» في تعليمه، وفي إنجاز مهامه الدراسية اليومية.

يقول لـ«صُبرة» «كنت أتغيب عن المدرسة لفترات طويلة، للمشاركة مع المنتخب الوطني. والحمد لله أغلب المدرسين والإداريين في المدارس التي التحقت بها كانوا يتفهمون ويتعاونون معي. والبعض كانوا داعمين ومشجعين، وما زالوا إلى يومنا هذا يسألونني عن مسيرتي في التنس، ويشجعونني عندما ألتقيهم».

يتوقف الفرج طويلاً عند الدعم الذي قدمه له والداه في مسيرته «كانا حريصان على تأمين جميع احتياجاتي المادية والمعنوية. وفر لي والداي أدوات وملابس رياضية. ورغم ارتفاع أسعارها، إلّا أن الوالد كان يحرص على توفيرها لنا. ولولا هذا الدعم الدائم؛ لما استطعت أن أحقق أي إنجاز أو تميز في هذه اللعبة».

سجل حافل بالإنجازات في تاريخ عبدالله الفرج.

توقف وعودة.. وإنجازات

توقف بعدها عبدالله عن اللعب، ليركز على الدراسة. كان المستقبل يُشكل جلّ اهتمامه، لينهي المرحلة الثانوية ويلتحق في الجامعة.

تخرج من جامعة Missouri S&T في أميركا عام 2013، مهندس بترول. عاد فوراً ليجدد شغفه في التنس وعالم الرياضة، الذي جاور روحه، وأصبح جزءاً لا يتجزأ منه.

هذا الشاب الثلاثيني الآن مهندس بترول في شركة «أرامكو السعودية»، وأيضاً لاعب تنس أرضي في نادي السلام والمنتخب السعودي للتنس.

حقق بطولات عدة في فئة الناشئين (تحت 12 سنة وتحت 14 سنة)، وفئتي الشباب والدرجة الأولى:

  • أنهى الموسم مصنف أول على مستوى المملكة في سنوات عدة، وفي الفئات الثلاث.
  • أنهى الموسمين الحالي والماضي مصنف أول.
  • حقق وزملائه لقب بطولة الدوري الممتاز مرتين في الموسم الحالي والسابق، وانتهى منها مصنف أول.
  • حقق برونزية البطولة العربية مع زميله في المنتخب عبدالملك أبو رسيس، في فئة تحت 16 سنة.

في البطولة المفتوحة لكرة التنس قبل عامين.

«قدري صنعني»

بكثير من الامتنان؛ يتذكر عبدالله الفرج مدربه «الأول والأقدر، صانع الأبطال» كما يسميه، المدرب شريف قدري، الذي يقول عنه «كان له الدور الأكبر في صنع اللاعب الذي أنا عليه اليوم، دربني لمدة 8 سنوات، قبل أن يعود إلى مصر مع عائلته. وبعد 14 سنة؛ عاد إلى بيته الثاني نادي السلام، لصنع أبطال جُدد في اللعبة».

عن ما تعلمه؛ يذكر عبدالله «أساس لعبة التنس هو الأخلاق والروح الرياضية العالية. التنافس بين اللاعبين في الملعب، وفي وقت المباريات فقط، وبعد انتهاء المباراة؛ لا بد أن يُسلم كل خاسر على الفائز، ويهنئه بالفوز».

يكمل «تعلمت أيضاً الانضباط الذاتي، ورسم الخطط، واتخاذ القرارات في وقت سريع. العقل يفكر والجسد ينفذ في نفس الوقت. أيضاً التحليل، وحل المشكلات، فلاعب التنس في أغلب الأحيان يلعب بمفرده، ففي المباريات الفردية لا يوجد مدرب يعطي تعليمات أو زملاء يساعدون، كما هو الحال في الألعاب الجماعية».

يوجه الفرج رسالة «أود أن أحث الأهالي على تشجيع أولادهم وبناتهم منذ الصغر على ممارسة الرياضة بشكل عام، والتسجيل في الأندية الرياضية، لما في ذلك فوائد كثيرة. ومع تنظيم الوقت يستطيعون التفوق في المدرسة والرياضة في الوقت نفسه، فالعقل السليم في الجسم السليم».

بعد إحراز نادي السلام بطولة الدوري الممتاز عام 2020.

«السلام» حمامة ترفرف في القلب

«السلام» بالنسبة للفرج ليس مجرد ناد احتضن موهبته، هو «حمامة سلام ترفرف في قلبي، وحبه يجري في دمي» يقول.

يكمل «تعلمت فيه أن أمسك المضرب، وأضرب الكرة لأول مرة، وما زلت ألعب باسم هذا النادي، وأتشرف بتمثيل بلدتي العوامية في المحافل المحلية والدولية. وأتمنى مستقبلاً أن أعتزل فيه إن شاء الله».

إدخال الفرح والسرور على من حوله بشكل خاص، وعلى أهالي العوامية عموماً؛ يعني له «كل شيء»، يقول إن «هذه الفرحة لم تكن أن تتحقق لولا انتمائي وحبي لهذا النادي. هذه الفرحة لمستها أكثر ما لمستها حين حققنا لقب الدوري الممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، في الموسم الماضي. وأحمد الله أن من علي بهذه النعمة».

يرى أن التحديات «تجعل الحياة ممتعة، والتغلب عليها هو ما يجعل الحياة ذات مغزى».

في «نيوم» مشاركاً في أول بطولة تنس شاطئية استعراضية على مستوى المملكة عام 2019.

الرياضة ليست حكراً على الرجال

عن دخول النساء عالم الرياضة، يقول عبدالله الفرج «أتمنى مشاركة العنصر النسائي في لعبة التنس الأرضي، وفي جميع الألعاب، في أجواء تحفظ لهن خصوصيتهن، فالرياضة ليست حكراً على الرجال. والاتحاد السعودي للتنس قام هذا الموسم – مشكوراً – بتنظيم بطولات خاصة للنساء، بتنظيم وإدارة وتحكيم نسائي 100%، في الدمام، الرياض وجدة».

‫2 تعليقات

  1. تلوح في سمائنا دوماً نجوم براقة مثل بطل نادي السلام و المنتخب السعودي الكابتن و المهندس الطموح عبدالله الفرج لا يخفت بريقها عنا لحظة واحدة و نترقب إضاءتها بقلوب ولهانة و نسعد بلمعانها في سمائنا كل ساعة فاستحقت عوام و بكل فخر أن يرفع اسمها في عليانا ….

  2. ألف تحية للبطل الكابتن عبدالله

    للعلم ما تم ذكره في المقال ليس مبالغ فيه فهو بالفعل منذ أن عرفته وهو طفلاً محباً وشغوف في تطوير مهاراته إلى جانب عدم اهماله للتعليم والدراسة .

    عبدالله الفرح مثال للاعب المتفوق دراسياً قبل تفوقه الرياضي وهذا أحد الأدلة بأن الرياضي الناضج والواعي له القدرة بأن يوفق بين تحصيله العلمي وتفوقه الرياضي … بل التفوق الرياضي هو حافز للتفوق الدراسي والعلمي.
    الحديث عن البطل عبدالله يطول به المقال وما تم تسطيره في المنشور جميل ويستحق ذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×