منابر الجمعة في القطيف تسبق موسم عاشوراء بالتحذيرات: تطعموا واحترزوا بيانات «الصحة»: وفيات المحافظة «صفر».. و131 مصاباً خلال 10 أيام
القطيف: أمل سعيد، ليلى العوامي، شذى المرزوق
قبل حوالى 10 أيام من حلول شهر محرم؛ كثفت منابر مساجد وجوامع في محافظة القطيف اليوم (الجمعة)، تحذيراتها من مغبة التساهل في التدابير الاحترازية من فيروس كورونا المستجد.
وفيما شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداول أخبار عن وفيات بسبب كورونا، في مدن وبلدات وقرى المحافظة خلال الأيام الماضية، قدرت بالعشرات، بعضها منسوب لذوي المتوفين مباشرة، اقتصر عدد وفيات المحافظة وفقاً لموقع وزارة الصحة على رقم «صفر» خلال الأيام العشرة الماضية.
في حين بلغ عدد المصابين خلال الفترة ذاتها في المحافظة 131 مصاباً، منهم 108 في القطيف، و23 في صفوى.
الشيخ اليوسف: لا تفلوها
من على منبر الجمعة في مسجد الأفراج بصفوى، عاود الشيخ يوسف المهدي قرع الأجراس، محذراً من خطورة الأوضاع، وهو ما تناوله في خطبة الجمعة الماضية.
وقال اليوم «الأسبوع الماضي؛ أكدنا على مسألة الاحترازات، والملاحظات مازالت تأتي بأن هناك نوعاً من التهاون في هذا الموضوع، وأنتم تعلمون وتسمعون وتشاهدون في نفس الوقت أيضاً، الحالات في ازدياد والموتى في ازدياد».
واستشهد في هذا الصدد بوفاة المرحوم داود اسعيد، قائلاً “داوود ليس إنساناً عادياً، فقده لصفوى وللمنطقة خسارة.. داوود شهم، رجل مدافع ومنافح عن حقوق الصيادين والبحارين منذ أن عرفته وقف وقفات إلى أن اختاره الله سبحانه وتعالى»، مضيفاً «راح داوود في غمضة عين، والسبب ما هو؟ كورونا”.
وخاطب الحضور قائلاً «أيها الأحبة التفتوا؛ الأسبوع الماضي قلنا هذا الكلام، واليوم نؤكد عليه، الوضع مزر، لا تقولوا “احنا اطعمنا وخلاص انفلها» بحسب تعبير الشباب، رحلات وطلعات وعوائل، ما يفيد هذا الكلام أيها الأحبة، الاحترازات مهمة، مازال الفيروس يفتك والعالم يضج، فيجب أن لا نتيه عن أنفسنا، ثم نعض أصابع الندم”.
وتابع المهدي “أمس الأول كنت أشاهد مقطع في الـ CNN مترجم إلى العربية، حول ندم الذين لم يأخذوا اللقاح، وهم على أسرة الموت، في المستشفيات، كان اللقاء مع الأطباء، المرضى نادمون. لكن بماذا يفيد الندم الآن، عندما يأتي الموت؟ فبعضنا أيها الأحبة يحصل عنده تعصب.. لا آخذ اللقاح، وأن اللقاح لا ينفع والناس أخذوا اللقاح ومصابون؛ أقول لك صحيح أن بعض الذين أخذوا اللقاح أصيبوا، لكن فرق كبير بين من لا يأخذ اللقاح؛ وبين من يأخذ اللقاح ويتمكن من المقاومة، وبالتالي ينجو من الفيروس”.
وأشار إلى أنه تبقى 10 أيام على حلول شهر محرم، «وستتطبق اعتباراً من 1 أغسطس الإجراءات الجديدة على الناس، فلا أحد يدخل أي مكان عام إلا بالتحصين، فارحموا أهاليكم وارحموا أبناءكم وارحموا عوائلكم»، مطالباً بأن “لا ننسى المرضى الآن على أسرة المستشفيات، ادعوا لهم بالعافية، فهم بحاجة إلى الدعاء بأن يشافيهم الله وينقذنا وإياهم من هذا الوباء. اليوم جمعة، وهو يوم تُستجاب فيه الدعوات، فلا تنسوا المرضى من الدعاء، نسأل الله لنا ولهم العافية والفرج إنه سميع مجيب الدعاء”.
الشيخ الحبيل: الجائحة استفحلت
بدوره، أكد الشيخ عبدالكريم الحبيل، في خطبة الجمعة بمسجد الخضر في تاروت، وجوب محاربة جائحة كورنا والوقاية منه، قال “نحذر المؤمنين في ظل هذه الجائحة المشؤومة؛ جائحة كورونا، حيث أنها في هذه الفترة عادت واستفحلت بكل قوة، وفي كل بلدان العالم، حيث تتابعون الأخبار عن حجم الإصابات وأعداد الوفيات”.
ودعا إلى “أخذ الحذر، والحيطة، فلم تكن الإصابات العام الماضي بحجم هذا العام، فينبغي بنا ألا نغفل، وألا تأخذنا حالة التبلد اتجاه هذا الوباء، بل علينا أن نواصل الجهاد في مواجهته بعمل بالاحترازات والاحتياطات الصحية من جهة”.
كما دعا الحبيل، إلى “الرجوع إلى الله، والإنابة اليه بالدعاء والتوسل، والطلب من الله بأن يرفع عنا وعن أبناء الإنسانية جمعاء هذا الوباء نبتهل إلى الله في أوقات صلواتنا، وأماكن الدعاء إذا منّ الله علينا بزيارة نبيه المصطفى، وبيت الله الحرام في تلك الأماكن، والأوقات، والساعات نلجأ إلى الله بالدعاء فهو وسيلة من وسائل الاستجابة. اسأل الله أن يرفع عنا، وعن أبناء الإنسانية هذه الجائحة”.
الشيخ الناصر: المُقنن يرى ما لا نرى
في حديث الجمعة بجامع الزهراء في سيهات؛ تطرق الشيخ توفيق الناصر، إلى أهمية الالتزام بالكمامات والاحترازات وفق ما نصت عليه الجهات الرسمية.
وسأل “هل كل شيء يرفضه الناس يوافق عليه المشرّع أو المقنن؟» وقال «الآن؛ نحن نعيش مثل هذا الواقع في موضوع لبس الكمام. يمكن أغلبنا غير قابل به، لكن المُقنن فرضه عليكم لمصلحة هو يراها، ونحن لا نراها. ربما أنا بعقلي الفردي لا أرى أهمية الالتزام بهذه المصالح من بعض التقنينات. وربما أعرف أهمية بعضها، وليس كلها. لذلك المُقنن بطبيعته يراعي المصلحة العامة. يراعي ما هو الأفضل لجميع الناس”.
الشيخ المتروك: تطعم أو أقعد في بيتكم
وبالعودة إلى صفوى، ومن على منبر جامع الرسول الأعظم، خطب الشيخ فؤاد المتروك بشكل مفصل من باب «وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين». وقال “في ظل هذا الوضع الذي نعيش فيه، هذه الجائحة التي تختطف في كل يوم لنا من الأحباب والأعزة والأصدقاء، هناك مجموعة من الملاحظات:
الملاحظة الأولى: المطلوب من الإنسان أن يتبع العقل في سلوكياته، في طريقته، في حياته، فلا يصح منه وهو الذي خلقه الله بالعقل وميزه به عن باقي المخلوقات والبهائم؛ أن يترك طريق العقل إلى طريق غيره.
كثر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي عن أن هذا الفيروس مؤامرة، وأنه مُصنع، وما يستهدف منه، وليكن أنه مؤامرة أو أنه مُصنع؛ إلا أنه وقعت الواقعة.. فما هو المطلوب منك؟ هل المطلوب لأنه مؤامرة أن تتركه يفرق بينك وبين غيرك؟ المطلوب منك أن تحترز، أن تحتمي أن تتوقى، وهذه طرق عقلية، أقرها العقل، أقرها أهل الخبرة من الأطباء والمتخصصين في هذا العلم، ووضعوا لها قواعد، وقالوا ودفعوا الناس كي يتطعموا ليأخذوا حصانة من هذا المرض”.
وأضاف الشيخ المتروك “الآن يمرضون الناس كثيراً، كل 10 يمرضون يأخذون نفس العلاج، لكن أحدهم لا يستجيب إليه، هذا لا يعني أن العلاج قد فشل، أو يجب أن لا تأخذ العلاج. الآن الأطباء يقولون تطعم، والفقهاء يوجبون عليك أن تتطعم، هذا لا يرجع لهواك؛ واجب عليك أن تحترز لأنه حرام أن يلقي الإنسان بنفسه إلى التهلكة، وهذه تهلكة نسبتها ليست قليلة، إذا لم يصبك اليوم سيصيبك غداً، هذا وباء عام يجب أن تحترز منه. فالعقل يقول، وأهل الاختصاص يقولون، والشرع أيضاً يقول وهناك من يعاند ويقول لن أتطعم، إما خوفاً أو قناعة أو شيء آخر، ولكني أقول له: إذا لم تتطعم؛ فأنت يمكن أن تسبب للبشرية مشكلة جديدة، يعني توجد جائحة جديدة. هذه العلاجات لا تفيد فيها؛ بوجود متحور جديد لا تفيد فيه هذه العلاجات، وندخل في دوامة جديدة، فكلما تأخر الناس عن أخذ اللقاح كلما أمكن للفيروس من إنتاج تحورات جديدة؛ الله أعلم أين يذهب بنا من جديد، فيكون سبباً في قتل عدد كبير من الناس”.
وخاطب المتهاون في الاحترازات قائلاً “كل من يصاب بسببك؛ فأنت مسؤول عنه وضامن له، وهذا بينك وبين الله، ولكن الذي يقتل إنساناً؛ فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن يقول أنني لن أذهب ولن أفعل، فنقول له: اعلم أنه قد ارتكبت مخالفة للعقل والشرع وطريق العقلاء، نعم عندما تتطعم يمكن أن تصاب؛ لكن ستكون عليك خفيفة إن شاء الله، وهذا ما تظهره البحوث”.
وحول قرار وزارة الداخلية الذي يدخل حيز التطبيق اعتباراً من الأول من أغسطس المقبل، قال «يوم الأحد المقبل، إذا لم تأخذ اللقاح فلن تدخل مكاناً أبداً، لا رسمي ولا غير رسمي، ومنها هذا المكان (المساجد والحسينيات)، محرم على الأبواب، وكل من لم يأخذ التطعيمات سيمنع من دخول المسجد، والحسينية، ويمنع من دخول أي دائرة وأي مكان. خل يقعد في بيتهم إذا أراد أن يقتل نفسه، أما أن يسبب للآخرين المشاكل؛ فهذا لا يجوز، لا شرعاً ولا قانوناً».
ودعا الشيخ المتروك، المسؤولين عن الإشراف على تطبيق الاحترازات في الأماكن العامة، إلى التشديد في تطبيقها، وقال «أي مخالفة سيُلام عليها أصحاب المكان، ويغرموا، وأحد المساجد غُرم 50 ألف ريال لمخالفته، وهذا سهل وبسيط أمام ما ذكرناه في البداية، وهو الأصعب»، مضيفاً أن “الذين ماتوا بسبب كورونا من بداية هذا الشهر إلى الآن؛ هم أكثر ممن مات من بداية الجائحة لبداية هذا الشهر، والسبب أن الفيروس الذي يضرب الآن هو متحور جديد غير الذي ضرب من البداية، فعليكم بالتطعيم، اللهم أني قد بلغت، اللهم فاشهد”.