آل مطيلق والقلاف سلما الروح إلى بارئها.. قبل وصول متبرعين محمد عاني من ورم في الكبد طوال 10 سنوات.. وعلي أصيب بسرطان الدم بعد وفاة والده
القطيف: ليلى العوامي
ما الذي يجمع محمد صالح آل مطيلق، والسيد علي السيد حسين محمد القلاف؟
ظاهراً؛ لا يبدو أن ثمة ما يجمع المُسن آل مطيلق (75 عاماً)، الذي تقاعد من شركة «أرامكو السعودية» قبل سنوات، ويعيش مع أسرته في مدينة صفوى، مع الطفل القلاف (14 سنة)، والذي كان في انتظاره بعد حوالى شهر عام دراسي في متوسطة الخليل بن أحمد في الربيعية، ليمارس هوايته المفضلة؛ الرسم. وإن كان كلاهما يعيش في محافظة القطيف؛ فقد لا يعرفان بعضهما حتى.
لكنهما رحلا في يوم واحد (أمس الخميس)، بعد معاناة مع الآلام دامت لسنوات، فيما كانا ينتظران متبرعين، يبدو أنهم لم يتقدموا إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، حيث كان يرقد كلاهما على السرير الأبيض قبل أن يسلما الروح إلى بارئها.
«صُبرة» نشرت معاناة المرحومين في وقتين مختلفين، استناداً إلى أسرتيهما، على أمل أن يبادر متبرعون بتقديم جزء من الكبد إلى آل مطيلق، الذي يعاني ورماً في هذا الجهاز الحيوي، وصفائح دموية إلى الصغير القلاف، المصاب بسرطان الدم (اللوكيميا) والنزف الدموي المستمر من الأنف والفم.
أصيب محمد آل مطيلق بالمرض منذ أكثر من عشر سنوات. وكانت حياته «طبيعية» قبلها، وفقاً لما قاله لـ«صُبرة» ابنه علي قبل 54 يوماً. ولكن منذ فترة بدأت الآلام، ونقل إثرها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وهناك اكتشفوا أن لديه ورماً في الكبد.
أضاف علي حينها «أخبرنا استشاري جراحة وزراعة الأعضاء الدكتور محمد آل جواد، وهو طبيبه المعالج، أن حجم الورم وصل إلى 4.3 سنتيمتر، ومن المفترض ألا يكبر أكثر من 5 سنتيمترات، وبعدها سيكون من الصعب عليه إجراء الزراعة».
قبل أيام تواصلت «صُبرة»، مع علي، للاطمئنان على صحة والده، فأخبرها أنه «ظهرت عليه عوارض صحية أخرى، أخرت زراعة الكبد له، وهي دوالي في المريء، ما جعل تركيز الأطباء على حل هذه المشكلة، بعمل ربط لها، وهذا ما أخر العملية حتى يطمئن الأطباء على صحته من جميع الجوانب».
أمس؛ رحل آل مطيلق عن عالمنا، مخلفاً حزناً في قلوب ولديه: علي ومحمد، وبناته غفران، زينب وفاطمة، وزوجته وجميع أهله.
أما السيد علي القلاف؛ فأصيب بـ«سرطان الدم»، وظهرت عليه مؤخراً أعراض أخرى، تتمثل في نزيف دموي من الأنف والفم معاً، لكثرة استخدام العلاج الكيماوي، ونزول مستوى الصفائح الدموية. وحاول الأطباء أيقاف النزيف، ما كان يستدعي الحاجة للتبرع له بالدم، لإنقاذ حياته.
وقال أخوه أحمد لـ«صبرة»، في المادة التي نشرت قبل 4 أيام، «إن علي تعرض لوعكة صحية قبل عامين، وتحديداً بعد وفاة والده بـ5 أشهر، ونُقل إثرها إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وبعد الفحوصات السريرية والمخبرية، اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان الدم».
وأكمل «منذ ذاك الوقت؛ يخضع أخي للعلاج، بالتردد على المستشفى كل يومين، ولكن منذ مدة ظهرت عليه أعراض النزيف الدموي من الأنف والفم».
أمس أيضاً؛ تجددت الأحزان في منزل القلاف، الذي فجع بوفاة الأب السيد حسين، قبل 19 شهراً، وتحديداً في 13 جمادى الثاني الماضي، ليفجعوا مرة أخرى بوفاة الصغير السيد علي، مثيراً الحزن بين أخوانه: محمد، محمود، وأحمد، وهاشم، وأختيه: رقية وسكينه، خصوصاً أن المرحوم آخر العنقود. ووصفته الأسرة بـ«الحنون الطيب الذي كانت بسمته لا تفارق وجهه، وخفة دمه يعشقها الكبير والصغير، وله جاذبية وهيبة وشموخ، رغم صغر سنه».
«صبرة» تتقدم إلى أسرتي آل مطيلق والقلاف بخالص العزاء في فقيديهما، سائلة المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جنته، ويلهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
أدوات رسم ورسومات المرحوم السيد علي القلاف.
اقرأ أيضاً:
[صفوى] محمد آل مطيلق ينتظر متبرعاً بجزء من الكبد.. للخلاص من “الورم”
رحم الله الفقيدين السعيدين رحمة الابرار والهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان