الشغف

حسن محمد آل سليمان

صحوت يوما على سؤال أحد فلذات كبدي، يسأل عن شغفه في الحياة.

نزل السؤال كالصاعقة على شخص اعتاد أن تجري حياته على حسب ظروف الزمان والمكان.

حاولت أن ألم شتات ذهني، وأبدأ في تعريف الشغف، وأن لكل شخص قدرات وملكات يستطيع اكتشاف شغفه من خلالها من غير أن يسأل أحد.

في الحقيقة لم أستطع إيصال الفكرة بالشكل المقنع، إلا أنني عدت لنفسي وتساءلت هل أنا أعرف شغفي؟!

وبعد تمحيص وتفتيش داخل نفسي واستعادة ما استطعت عليه من ذكريات حياتي؛ وجدت أنه لا يشبهني إلا قارب صنعته يد نجار محترف ورمت به في محيط تتلاطمه الأمواج ويبحر أين ما ضربته الموجة.

إلا أن بصيص أمل خرج من العتمة صوت لا يكاد يُسمع، نغمة لا يسمعها إلا من استطاع إيقاف ضجيج الحياة وأدرك أن محاولة سباق الزمن لا فائدة منها.

قال لي “البحث عن الشغف شغف، وإدراك الشغف ومضة نور تضيء العتمة”.

لكل شخص شغف يصبو إليه سواء أدرك ذلك أم لم يدركه.

يصبو إليه شيء ما من داخل أنفسنا نادراً ما نستمع له، شيء يشعرنا بالبهجة والسلام عندما ننصت له، ومهما كانت ظروف الحياة إلا أنه عندما ينعكس على واقعنا يرفع الغمامة عن بصائرنا ويكشف لنا قدراتنا وملكاتنا الداخلية لننعم بصفاء الذهن وقيادة دفة الحياة بتوازن.

من كان بلا شغف فليتأكد أن شغفه خارج إطار تفكيره، وخارج كل ما يتعلق بحياته الآن، وإن إيجاد الشغف يحتاج خطوة جريئة للتفكير خارج الصندوق، وتجربة شعور مختلف يشعر به من خلال تجارب جديدة.

قال أحد الحكماء “لا تنزعج اذا انقلبت حياتك رأساً على عقب فكيف تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من ذلك الجانب الذي سوف يأتي”.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×