رحلت الحنونة زوجة خالي أم عادل الدخيل
حسين الدخيل
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
أصبحت الحياة مخيفة جداً، وكل يوم نفجع بخبر حزين مؤلم، والأحزان والأوجاع ملأت العيون والقلوب، أصبح الموت والحزن ملازمان ومخيمان على القلوب لدرجة أن الناس لم تعد تأنس وتفرح وتضحك مثل أول. كل شخص عنده غصة وألم من فقد صديق أو قريب، وكابوس مرض كورونا يطاردنا في كل وقت وكل دقيقة، ولا ندري متى يمر علينا، حتى صار الشخص يخاف الخروج من منزله لشراء بعض الأشياء الضرورية من السوبرماركت أو البقالة أو محل الخضار.
وفي يوم الأحد الموافق ٢٠٢١/٧/٢٥ ميلادي، أصبحنا على خبر وفاة زوجة خالي صالح علي محمد الدخيل (أبو عادل)
طيبة مهدي رضي المطرود (أم عادل) هذه المرأة الطيِّبة الخيِّرة المؤمنة خادمة أهل البيت عليهم السلام، الباكية على مصائبهم، واسمها طيبة وهي طيبة بعملها وفعلها الطيب، أذكر وأنا طفل صغير كنت دائما أذهب مع والدتي بيت جدي أبو صالح ونجلس مع أولاد خالي، و خالي صالح (أبو عادل) وجدي أبو صالح رحمهم الله أيام حياتهم والاستماع لحديثهم وسوالفهم الشيقة، كانت أياما جميلة لا تنسى وباقية بالذاكرة، وإذا انقطع من عندنا الماء بالبيت نأخذ ملابسنا ونذهب نسبح عندهم.
وكانت أم عادل تحبنا حباً شديداً أنا وأخواني وأخواتي ووالدتي، وبعد جلوسنا تقدم لنا الشاي والقهوة وعند خروجنا تعطينا الحلويات، والابتسامة في وجهها والكلمة الطيبة على لسانها دائما، تحب الناس وتتمنى الخير لهم. فأحبها من كان قريبا منها من جيرانها، والجيران كأنهم عائلة واحدة: بيت البناي وآل شويهين وآل قاسم وآل عبد علي.
كانت المرحومة هادئة الطباع، صوتها الهاديء، قلبها الكبير المحب لجميع من حولها، وهذا ليس غريبا أن تتحلى، بالإيمان والأخلاق العالية الطيبة، فعائلة المطرود معروفة بهذه الصفات الطيبة والأخلاق الحميدة، مؤمنون طيبون، يحبون الناس، كرماء يذوبون في حب أهل البيت عليهم السلام، سريعوا الدمعة على مصائبهم عليهم السلام.
فهنيئا لها أم عادل هذه الحياة التي عاشتها وذابت في حب أهل البيت عليهم السلام، وأحبت الناس بصفاء قلب وعطاء لا محدود، فأهل البيت إن شاء الله سوف يكونون معها شفعاء لها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولن يتركوها يوم السؤال سيكونون عونا لها وهم لا يتركون من خدمهم وأحبهم وبذل وأعطى لأجلهم، والحمد والشكر لله على نعمة ولايتنا وحبنا لأهل البيت عليهم السلام.
وما لنا إلا التسليم بقضاء الله وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإن شاء الله يزول عنا هذا الوباء والبلاء والكابوس اللعين كورونا ورحم الله من فقدناهم، والله يشافي ويعافي جميع مرضى المؤمنين والمؤمنات يا رب العالمين.