أشجار الربيعية تتكلم.. بمقص عبدالرسول الجمعان كابتن بواخر عشق النخلة والبحر.. وتفرغ لتزيين الأشجار بعد التقاعد

تاروت: نداء آل سعيد

هل يمكن أن تنطق الأشجار؟

هي تسبح بحمد ربها، ولكننا لا نفقه تسبيحها كما بقية المخلوقات. ولكن سكان الربيعية والمارة في هذه البلدة الوادعة بجزيرة تاروت، يفقهون كلماتها.

لقد انطقها عبدالرسول الجمعان، الذي أبدع في قص الأشجار المزروعة أمام منزله، بعدما أعتنى بها على مدار سنوات، إلى أن أصبحت قابلة للتشكيل بحسب رؤيته الفنية.

نشأ الجمعان على عشق الطبيعة الخضراء، كما بقية أقرانه في الربيعية، المحاطين ببساتين النخيل والبحر. نمت في داخله رغبة في أن تكون أمام ناظريه أجمل المناظر الطبيعية. وهو ما يجعله يعمل عليها ساعات طويلة، ليفتح باب منزله كل صباح على «بسم لا إله إلا الله»، ولفظ الجلالة «الله»، وشجرة مقصوصة بكثافتها على هيئة دلة قهوة.

كابتن بواخر

رغم أن شارع منزل الجمعان لا يعرف باسم حتى الآن، لكن ليس من الصعب أن تميزه بين شوارع الربيعية، بفضل الأشجار المُزينة المحيطة به.

عبدالرسول ولد عام 1379هـ، وكان ضمن مجموعة البنائين في جزيرة تاروت، شارك في بناء عدد من البيوت والمساجد، منذ عام 1975، ولمدة 4 سنوات.

عمل الجمعان بعدها في قيادة البواخر العملاقة، والتحق الإدارة البحرية Marin Department في شركة «أرامكو السعودية» عام 1979، في وظيفة «بحار»، إلى أن أصبح «كابتن» مراكب، حتى إحالته على التقاعد عام 2016.

والدي غرس في حب الزراعة

يستحضر الجمعان طفولته، قائلاً «ما زالت ذكريات والدي الفلاح منقوشة في ذاكرتي، فمن أيام الصغر كان يحببنا في الزراعة، فكنت دائماً أساعده، وإلى الآن أركب النخلة، وأمارس التحدير والترويس، وخراف الرطب، ولهذا أحببت الطبيعة».

عن البدايات يقول الجمعان لـ«صُبرة» «كنت أزرع الأشجار أمام بيتي، وأعتني بها. وقبل  سنتين راودتني فكرة، فكنت أقلم وأقص الأشجار كي لا تؤذي المارة، وحاولت الاستفادة منها، بعدها جاءت فكرة تشكيلها».

في البداية كان عمل الجمعان «صعباً»، بسبب الأغصان القاسية، يقول «استعملت الأسلاك والحبال والمقص. كان العمل يدوياً، ويستغرق الكثير من الوقت، وبعدها اشترى لي أحد أولادي مقصاً كهربائياً، ما ساعدني على تكوين وإظهار الكلمات».

ساعات من الإنجاز

يقضي الجمعان ساعات العصر في هذا العمل «الشاق»؛ الذي يحتاج منه إلى الكثير من الصبر. بدأ العمل على الأشجار، كل شهر مرة في أيام الصيف، عصراً بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، وفي الفصول الأخرى كل ثلاثة أشهر.

في بعض الأحيان يحتاج إلى مساعدة أحد الأبناء، ليمسك السلم، إذا أراد قطع الجزء العلوي من الشجرة.

وعن نوعية الشجر الذي يزرعه؛ أوضح أن هذا النوع من الشجر «لا يحتاج الماء إلا في البداية فقط، وهو رخيص السعر، وتستطيع أن تشكله كيف ما تشاء، وبأي شكل يخطر في مخيلتك».

وعن مشاريعه المستقبلية، يخطط الجمعان لفكرة إيجاد رمز لكتاب مفتوح على كرسي، في الشارع الخلفي لبيته، مقابل مجمع الخليل بن أحمد الثانوية في الربيعية.

تلقى عبدالرسول الجمعان الشكر من رئيس بلدية تاروت المهندس عبدالعزيز الشلاحي، خلال جولة له للاطلاع على آلية التشجير، وطرق استخدام الري المناسبة، ضمن مبادرة «الربيعية خضراء» التي اطلقتها البلدية بالتعاون مع مجلس أهالي الربيعية أخيراً.

         اقرأ أيضاً:

[تاروت] مجلس أهالي الحي يطلق “الربيعية خضراء”

تعليق واحد

  1. ما شاء الله
    ابو محمد دائما مبدع وصاحب عزيمة ونشاط. الله يعطيه العافية وموشي غريب من ابو محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×