من مونتريال إلى طوكيو.. 22 بطلاً أولومبياً من القطيف رفعوا راية الوطن "صُبرة" تستقصي مسيرة نجوم الألعاب على امتداد 45 عاماً
القطيف: شذى المرزوق
من مونتريال الكندية (1976) إلى طوكيو اليابانية (2021)، 22 لاعباً من أندية القطيف شاركوا في دورات الألعاب الأولمبية، ما يشير ويؤكد أن القطيف لم تكن حديثة عهد في الأولمبياد، وذلك بشهادة تاريخ كل دورة.
فمن بين 11 لاعباً سعودياً سيشاركون في دورة الألعاب الألمبية في طوكيو 2021، سيكون هناك 3 لاعبين من أندية القطيف وحدها، وهم: الرباعان سراج آل سليم ومحمود آل احميد، بالإضافة إلى لاعب الطاولة علي الخضراوي.
ومشاركة لاعبي القطيف في أولمبياد طوكيو، التي تنطلق في 23 يوليو الجاري، تأتي ضمن أكبر بعثة سعودية في تاريخ البلاد، في دورات الألعاب الأولمبية. وتخوض المملكة المنافسات في 9 ألعاب مختلفة، من بين 206 دول مشاركة، في 324 مسابقة و33 رياضة.
طوال العقود الخمسة الماضية، سجلت أندية القطيف تأهلاً أولمبياً للاعبيها في منافسات 8 ألعاب مختلفة، هي: الدراجات، السباحة، الطاولة، ألعاب القوى، كرة القدم، رفع الأثقال، التايكوندو، والمبارزة.
في هذا التقرير، ترصد “صُبرة” مسيرة لاعبي القطيف المشاركين في دورات الألعاب الأولمبية منذ عام 1976 حتى 2021، وأين يعمل هؤلاء اللاعبون الآن..
أول مشاركة
كانت أولى المنافسات الأولمبية التي ضمت لاعبين من القطيف، في لعبتي تنس الطاولة وألعاب القوى، بينما كان عدد رياضيي ألعاب القوى ورفع الأثقال الأكبر من إجمالي المتأهلين حتى الآن، حيث بلغ مجموع المتنافسين من ألعاب القوى 6، وفي رفع الأثقال وصل عدد المشاركين إلى 8 رباعين.
مونتريال 1976
كرة الطاولة:
كان لاعب كرة الطاولة في نادي السلام علي أحمد المناسف أول سعودي يصل إلى الأولمبياد التي أقيمت في مدينة مونتريال الكندية عام 1976، والمناسف هو عضو مجلس إدارة سابق في نادي السلام، وهو الآن مشرف لعبة تنس الطاولة في النادي، وقد حقق بطولات المملكة لجميع الفئات؛ لاعباً ومدرباً ومشرفاً.
ألعاب القوى
تأهل عداء نادي الصفا السابق حسن عبدالكريم المسلم إلى أولمبياد القوى في مدينة مونتريال، ومثل المملكة في سباق 400 متر تتابع. ويعمل المسلم الآن محاضراً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومنسقاً أكاديمياً وحاصلاً على ماجستير في وظائف أعضاء الجهد البدني.
لوس انجلوس 1984
الدراجات
بين 5 ألعاب مختلفة، هي: السهام، الدراجات، المبارزة، الرماية، وكرة القدم، سطع نجم لاعب دراجات مُضر السابق والمنتخب السعودي للدراجات علي سلمان الغزوي، بعد أن مثل المملكة في أولمبياد لوس انجلوس التي أقيمت في أميركا عام 1984، وهو أول عربي يكمل سباق الدوران بين 900 مشارك، منهم 5 دراجين سعوديين، وحصل على المركز الـ53 في السباق.
سيئول 1988
التايكوندو
تمتلك لعبة التايكوندو في نادي الترجي إرثاً كبيراً تركه اللاعب السابق إبراهيم آل جعفر صاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد سيئول في كوريا الجنوبية عام 1988 خلال المشاركة التجريبية، وحصلت المملكة على أول ميدالية أولمبية في تاريخها الأولمبي. وكان آل جعفر الوحيد من بين 14 رياضياً مثلوا المملكة، الحاصل على ميدالية وقتها.
ألعاب القوى
لم يبرز اسم عبد العظيم العليوات رئيساً لنادي النور فقط، بل قبل ذلك كان بطلاً أولمبياً لرمي الرمح في ألعاب القوى، وذلك عند مشاركته الوحيدة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1989، عن رمي الرمح الرجالي، وتميز بالتصويب من خارج مناطق الأمتار التسعة.
وتوجه العليوات بعدها إلى قيادة يد النور، ومن ثم ترأس مجلس إدارة النادي عام 2018.
برشلونة 1992
السباحة
شارك مدرب السباحة الوطني سباح الصفا السابق حسين علي الصادق، في أولمبياد برشلونه في سباق 1500 متر حرة، وتدرج من الإشراف على تدريب نادي الابتسام في أم الحمام، وإشراف على مدارس تعليم السباحة في مدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز في القطيف لمدة 15 سنة، وتم اختياره مساعداً لمدرب المنتخب في مناسبات عدة، وهو حالياً مدرب السباحة في نادي السلام.
أتلانتا 1996
ألعاب القوى
مثّل عداء الصفا هاشم الشرفا بلاده في سباق 400 متر تتابع، خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1996، في اتلانتا، متأهلاً إلى الدور النصف النهائي، وهو يعمل الآن مدرباً لأكاديمية مهد لكرة اليد.
كما شارك بطل آسيا وعداء نادي النور جمال عبدالله الصفار في سباق 100 متر، في ذات الدورة الأولمبية لصيف 1996. الصفار الذي عُرف عنه أنه أسرع رجل في آسيا 3 مرات متتالية في بطولة آسيا للرجال، تألق عربياً مُسجلاً أرقاماً قياسية، ساهمت باحراز المملكة ذهبية التتابع 4 مرات، وتأهل أيضاً إلى أولمبياد 2000 في مدينة سيدني الاسترالية، وفي 2004 تأهل إلى أولمبياد أثينا.
كرة القدم
شارك حسين جواد الصادق لاعب قدم نادي النور في أولمبياد 1996، وكان آنذاك حارساً لمرمى نادي القادسية، ويبلغ من العمر 22 عاماً، وأصبح بعدها مديراً للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وانتقل لعدة مناصب ومهام رياضية (مدرب للحراس، مدير لكرة قدم الخليج، ومشرف عليها، مدير لقدم نادي الاتحاد، بعد أن مر بتجربة التحليل الرياضي، ومنها لإدارة المنتخب).
سدني 2000
ألعاب القوى
كانت أولى مشاركات بطل ألعاب القوى في نادي الخليج حسين طاهر السبع، الأولمبية في دورة ألعاب صيف 2000 في مدينة سيدني الاسترالية، إذ كان عمره آنذاك 20 سنة، منافساً في لعبة الوثب الطويل، التي اعتبر نجمها الأفضل على مستوى القارة الآسيوية، وحقق حينها المركز الـ18، وعاد مشاركاً في دورة ألعاب بكين عام 2008 محققاً فيها المركز الـ11 في القفز الطويل عن فئة الرجال. وعرف عن السبع أنه أكثر لاعب سعودي تحقيقاً للميداليات على المستوى الآسيوي في اللعبة.
ويتولى السبع الآن منصب عضو لجنة المنتخبات في المنتخب السعودي لأم الألعاب، كما أنه مدير فني لألعاب القوى في نادي الخليج.
في ذات الأولمبياد، سجل جمال الصفار كذلك مشاركته عداءً في رياضة ألعاب القوى.
أثينا 2004
رفع الأثقال
أول مشاركة نوعية، دفعت فيها محافظة القطيف بـ4 رباعين من ناد واحد (الترجي)، كان في أولمبياد أثينا 2004 .. اللاعبون هم:
نجم آل رضوان الذي نافس في وزن 94 كيلوغراماً في أولمبياد أثينا 2004. درس الرياضة وعمل مدرباً في إحدى الصالات الرياضية في موسكو روسيا، حيث توفي.
فيما نافس زميله الرباع عبدالمحسن الباقر في وزن 69 كيلوغراماً، وهو إداري لعبة أثقال الترجي الآن.
في الوزن نفسه، نافس الرباع جعفر الباقر، وهو الآن مساعد مدرب المنتخب، وإداري المنتخب تحت مظلة الاتحاد، وعضو لجنة المنتخبات.
وفي وزن 49 كيلوغراماً، نافس الرباع رمزي المحروس، وبهذا ترك نادي الترجي بصمة خاصة له في أولمبياد رفع الأثقال منذ أول مشاركة له.
ألعاب القوى
في ذات الأولمبياد أيضاً، كان لجمال الصفار نصيباً في المشاركة، عداءً في ألعاب القوى.
بكين 2008
راوحت المنافسة القطيفية في هذا الأولمبياد بين ألعاب القوى ورفع الأثقال، من أصل 5 ألعاب شاركت فيها المملكة، وهي: السباحة، ألعاب القوى، الفروسية، الرماية، ورفع الأثقال، إذ شارك السبع وزميله محمد الخويلدي في منافسات ألعاب القوى، فيما تأهل علي الدحليب من نادي الخويلدية لرفع الأثقال.
ألعاب القوى
شارك الواثب محمد سلمان الخويلدي من نادي الصفا في أولمبياد بكين، ولم تكن مشاركته تمثيلاً للوطن، بل كان حاملاً العلم السعودي في محفل الاولمبياد، وهو صاحب الرقم السعودي والعربي والآسيوي في لعبة الوثب الطويل، بمسافة 8 أمتار، و48 سنتيمتراً، قفزها في لقاء سيتوفيل في فرنسا عام 2006.
ويعتبر السبع من أفضل المدربين العالميين للوثب، وبرزت امكاناته العالية في تمثيل المملكة، وعين مؤخراً عضواً في اتحاد ألعاب القوى ورئيساً للجنة التطوير في الاتحاد.
رفع الأثقال
تأهل رباع المنتخب ونادي الخويلدية علي الدحيلب إلى هذه الدورة من الأولمبياد، وهو الآن مدرب في نادي الخويلدية، وحقق معه الكثير من البطولات، والانجازات باسمه واسم اللاعبين المتدربين والمتخرجين من بين يديه، بمن فيهم ابنه الرباع حسين، واخيه محسن اللذان استكملا مسيرة الإنجازات.
لندن 2012
رفع الأثقال
شارك لاعب المنتخب السابق ورباع نادي الهدى عباس القيصوم في أولمبياد لندن، وحل في المركز السابع في منافسة 94 كيلوغراماً. ويعمل القيصوم الآن مساعداً لمدرب المنتخب السعودي ومدرباً في نادي السلام.
الريو 2016
رفع الاثقال
بعد مشاركة الرباع محسن الدحيلب من نادي الخويلدية في أولمبياد سنغافورة للناشئين 2010، تأهل للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل، منافساً في وزن 69 كيلوغراماً، محتلاً المركز الـ16 من بين المشاركات العالمية في اللعبة.
طوكيو 2021
المبارزة
بعد أن سلط الاتحاد السعودي للمبارزة الضوء على اختيار لاعب المنتخب ولاعب نادي الهدى في جزيرة تاروت علي سعيد البحراني، ضمن قائمة أفضل 64 لاعباً في العالم؛ حصل البحراني على بطاقة التأهل إلى أولمبياد طوكيو المقبلة، وكان شارك في أولمبياد الشباب في الارجنتين عام 2018. ويعد ومدربه فؤاد الناصري أول سعوديين متأهلين إلى هذا الحدث الأولمبي للشباب.
رفع الأثقال
جاء تأهل الرباع محمود آل حميد من نادي الخويلدية إلى الأولمبياد، بعد تصدره لاعبي قارة آسيا في التصنيف والترتيب المعتمد في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال لمجموعة الرباعين المتنافسين في وزن 73 كيلوغراماً.
استطاع رباع نادي الترجي سراج آل سليم خطف بطاقة التأهل عن قارة آسيا بعد عدد من الانجازات، والمشاركات التأهيلية لمنافسات وزن 61 كيلوغراماً، إضافة إلى مستوى المنافسة الذي قدمه بعد تتويجه في عدد من المراكز الأولى لبطولات الأثقال التي شارك فيها.
كرة الطاولة
يستعد علي الخضراوي لاعب المنتخب السعودي، ونادي وينر نيوشتاد النمساوي لكرة الطاولة، للمشاركة في أولمبياد طوكيو، بعد أن تمكن من تشريف الوطن في أكثر من فعالية رياضية دولية، محققاً إنجازات عدة على مستوى إقليمي ودولي. والخضراوي لاعب سابق لطاولة مضر، ومن ثم نادي السلام.
