الغرق.. قاتل الأطفال الأول غدير وميثم ألمان لن يزولا بسهولة

القطيف: شذى المرزوق

ديسك صُبرة

في الولايات المتحدة الأمريكية توفي أكثر من 8000 طفل غرقاً سنة 2017؛ حسب تقرير نشرته “سي إن إن”، في يوليو من العام الماضي، نقلاً عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. وجاء في التقرير الذي نشره موقع القناة؛ أن الغرق يمثّل ثاني سبب لوفيات الأطفال حتى سن الـ 14..! لكن بعض الإحصاءات العالمية تقول إن الغرق هو القاتل الأول للأطفال..!

التقرير سرد قصة أم أمريكية اسمها جيني بينيت؛ فقدت طفلها في غمضة عين، وسط مسبح عائلتها.

قاتل صامت

هكذا يُمكن أن يُوصف غرق الأطفال، وما حدث للطفل ميثم مرتضى الجراش فجر أمس الاثنين في القطيف، هو نفسه ما حدث للطفلة غدير الكعبي في استراحة في صفوى، 5 يونيو الماضي. ماءٌ ضحلٌ قتل طفلين بصمت. وما يحدث لآلاف الأطفال في العالم، حتى وهم وسط أهليهم المساكين، بفقدهم واحداً منهم، ومع ذلك يلحق بهم اتهام بالإهمال والتقصير، والسيدة جيني بينيت التي فقدت طفلها الصغير ابن الـ 18 شهراً ـ حسب قصة سي إن إن ـ ممرضة، وحاولت إجراء عملية إنعاش القلب، والرئة، بينما اتصل زوجها بالإسعاف. لكن الصغير توفي بعد 4 أيام.

وأمضت بينيت عامين للتغلب على المعاناة، وقررت أخيراً أن تعمل في الترويج لسلامة السباحة في مجتمعها في مدينة تومبول، في ولاية تكساس.

يستمرُّ ألم الوالدين طويلاً، وتُلاحقهم صورة الصغير حين وجدوه ميتاً، أو بين الحياة والموت. وهذا ما حدث لوالدة ميثم الجراش، حسب إفادة والده. فالطفل غرق في نافورة وسط  استراحة، وليس في بركة، اتجه إليها قبل أذان الفجر في سهرة عائلية، وخلال أقل من دقيقة؛ انتهى كلُّ شيء، والكلام لوالده.

انتشلته جدته وابن عمه من النافورة الصغيرة. وقال والده “لم أكن موجودا مع العائلة، وزوجتي وأولادي الأربعة “عبدالله وحسين ومقداد وميثم” في النزهة التي انتهت بفقدنا لميثم”. أضاف “بلغني خبر غرقه وانتهى بي المطاف لاستلم جثمانه الصغير من طوارىء مستشفى القطيف المركزي، بعد محاولات اسعافية لإنقاذه”. وقال “كان بلا نفس وقت انتشاله من النافورة الصغيرة”.

وفي نبرة حزن قال “في أقل من نصف نهار خسرنا ميثماً وأنهينا اجراءات دفنه ونقلت جثمانه الصغير إلى حيث استودعته الله بعد الظهر مدفوناً في الأرض، حياً في قلوبنا راجياً الله أن يكون لنا شفيعاً في الآخرة”.

3 عوامل

تشير الدراسات والأبحاث الإحصائية إلى أن الأطفال بين سن 1 و5 سنوات هم أكثر عرضة للوفاة في حال غرقهم. وهناك أسباب كثيرة لهذه النتيجة المؤسفة؛ ويمكن الإشارة إلى عوامل قاتلة أكثر:

وزن الرأس: فحين يسقط الطفل يكون رأسه في الأسفل، ما يسدّ مجرى التنفس لديه، ويصبح جسمه في وضع لا يمكن تعديله.

ضعف الاستغاثة: دون سن الـ 3 بالذات لا يمكنهم طلب المساعدة، أو حتى لفت نظر الكبار إلى حالتهم الخطرة.

ضيق الوقت: في الدقيقة الأولى يُصاب الطفل بالهيجان، دون أن يشاهده أحد. وتلقائياً تنغلق الحنجرة حتى لا يدخل الماء. وبعد الدقيقة الثانية يبدأ الطفل في طلب الأوكسجين، فيدخل الماء إلى رئتيه، ومن ثم يتوقف القلب نتيجة نقص الأوكسجين الدماعي.

10سنتمر

تتكرر حوادث غرق الأطفال لأن الصغار منهم قد يفقد حياته في عمق ماء لا يتجاوز 10 سم. وما حدث لميثم الجراش إشارة إلى ذلك، فقد توفي في نافورة صغيرة فقط. بينما تُوفيت غدير الكعبي في بركة أطفال ضحلة برفقة صغار آخرين، وفي غمضة عين أيضاً.

لذلك؛ تتأكد محاذير السلامة حين يجتمع الأطفال والماء في مكان واحد. المحذور الأساسي هو ألّا يغفل الكبار ولو للحظة عن الصغار، فضلاً عن لبسهم سترات طفو.

7 محاذير لحماية الأطفال من الغرق

القرب، الثبات، اليقظة، والإشراف” حول المياه

لا ينبغي أبداً على الآباء أو مقدمي الرعاية، ولو للحظة، ترك الأطفال الصغار بمفردهم أو في رعاية طفل آخر في أي مكان بالقرب من المسابح، أو المنتجعات الصحية، أو أحواض الاستحمام، حتى لو كان هناك منقذ.

ويمكن أن يغرق الأطفال الصغار في شبر واحد فقط أو اثنين من الماء. والقاعدة هي أن الشخص البالغ الذي يتمتع بمهارات السباحة يجب أن يكون في حدود ذراع واحد من الطفل، مما يوفر “إشرافاً وثباتاً باللمس”.

الخطر الأكبر في عدم وجود حواجز لمنع الوصول إلى المياه

إذا كان لديك مسبح في المنزل، عليك إرفاقه بالكامل بسياج بارتفاع 4 أقدام من جميع الجوانب، مع فصله عن المنزل والساحة. ويجب أن يحتوي السور على أبواب ذاتية الإغلاق وقفل ذاتي.

وتحث الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الولايات الأمريكية والبلديات المحلية على إقرار قوانين تشترط على جميع المجمعات إقامة هذه الأسوار. وفي الواقع، 69٪ من الأطفال الذين غرقوا والذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، لم يكن من المتوقع أن يكونوا في المسبح في ذلك الوقت، وفقاً للجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية.

إزالة الألعاب من حمامات السباحة بعد اللعب

وتوصي جمعية سلامة المياه في الولايات المتحدة، وهي جمعية مؤلفة من وكالات حكومية غير ربحية، بإزالة جميع الألعاب من الماء بعد الانتهاء من اللعب بها.

ويجب أن يتعلم الآباء، والأمهات، ومقدمو الرعاية، والأطفال الأكبر سناً، وأصحاب أحواض السباحة الانعاش القلبي الرئوي الفوري.

وتُوضح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الإنعاش الفوري، حتى قبل وصول طاقم الإسعافات الأولية، هو “أكثر الوسائل فعالية لانقاد الطفل في حالة الغرق.”

تعلم مهارات البقاء على قيد الحياة في السباحة

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بدروس السباحة للعديد من الأطفال بدءاً من عمر عام واحد. وتضيف الأكاديمية أن برنامج السباحة يجب أن يضمن حصول الأطفال على مهارات أساسية في السلامة المائية.

كما يجب أن يتعلم الأطفال كيفية الوقوف في الماء، والبقاء على الشاطئ أو قرب حافة المسبح.

ارتداء سترة نجاة

وتوصي مجموعة طب الأطفال بأن يرتدي الأطفال دائماً سترات للنجاة عند ركوب الزوارق أو بالقرب من المسطحات المائية، سواء كانوا يعرفون أو لا يعرفون كيفية السباحة. ويُذكر، أن أكثر من ثلثي ضحايا القوارب كانت بسبب الغرق، و90٪ منهم لم يرتدوا سترات النجاة، وفقاً لمؤسسة “BoatUS”.

الحذر من مجاري المسبح

قم بتعليم أطفالك عدم اللعب أو السباحة بالقرب من المجاري أو منافذ الشفط. وتقول منظمة سلامة الأطفال غير الربحية حول العالم إن هناك مخاطر جمة من الوقوع داخل المجاري.

 

(المصدر: موقع سي إن إن بالعربية)

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×