“خُصبة الرامس”.. اختصاص عوّامي خالص بكّر في النضوج ووصل سعره إلى 30 ريالاً
القطيف: صُبرة
حتى صنف “خُصبة الرامس” بكّر في نضوجه هذا العام، ووجد لنفسه مكاناً بين أصناف بشارة الرطب في محافظة القطيف: الماجي، البكيرات، الغُرّه التي تُعرض للبيع.
وفي الطريق الزراعي ـ بين العوامية والناصرة ـ بدأ بعض باعة الفواكه الموسمية يقدمون “خُصبة الرامس” بسعر 30 ريالاً، وهو أعلى من سعر صندوق “الغُرّه” الذي بدأ ينخفض إلى ما دون الـ 25 ريالاً. ومع ذلك ـ قال بائع من أسرة الفرج ـ إن الناس يشترون الصنف النادي بسعره العالي..!
“خُصبة الرامس”.. صنف رطب خاص بالعوامية، كما هو حال “الطماطم الرامسي” في الشتاء. حمل اسمه من المنطقة الزراعية التي نبت فيها لأول مرة، فحمل صفة الـ “خُصبة” التي تعني ـ في الاصطلاح الزراعي القطيف ـ نخيل “الدَّقَل”، أي النخيل التي تنبت من نواة، لا من نخلة أم…!
نخيل الصدفة
في صدفة غير محسوبة؛ نبتت نواة من رطبة مجهولة في منطقة الرامس، فخرجت من الأرض فسيلة، وكبرت مع الزمن. وحين جاء موسم الرطب؛ أثمرت رطباً أصفرَ طيباً، لا يُشبه أي صنف آخر. وحين نبتت في جوانبها فسائل صغيرة، قُطعت منها وغُرست في أماكن أخرى، لتؤدي الفسائل الأخرى دور النخلة “الخُصبة” الأم. وبسبب كون النخلة الأولى نابتة في منطقة الرامس الزراعية؛ تمّ إطلاق “خُصبة الرامس” عليها.
كلمة “خُصبة” اصطلاح خاص ببلاد البحرين القديمة، وله مرادفات في اللغة العربية القديمة والحديثة. في العراق تُسمّى النخيل النابتة من نواة “دَقَل”، وهو اسم فصيح. وفي قلب المملكة تُسمى “نبتة”، ومن أشهر الأصناف “نبتة سيف” و “نبتة علي”. وفي الإمارات تُعرف بـ “الجَش”. وفي إيران “خاشوك”. وكلها أصناف جيدة يعود أصلها إلى نوى.
وفي القطيف يُقال “خُصبة” إذا كان صنفها أصفر جيداً، ويُقال للصنف الرديء “سِلس”، وغالباً ما يكون أحمر.
خُصبة الرامس صنف جيداً، لذلك اهتمّ به فلاحو العوامية ومُلاك البساتين، وتوسّعت العناية بها في البلدة تحديداً أكثر من غيرها.
صفات الصنف
في الغالب ينضج رطب “خُصبة الرامس” بعد البشارة، لكنه بكّر هذا العام فزامنها. وشكل الرطبة يجمع صنفين “البكيرات” و “الغُرّه”، لكن النخلة لا تُشبه أياً منهماً أصلا. نخلة “البُكيرات” فيها رشاقة، ونخلة “الغُرّه” فيها رقة. أما نخلة “خًصبة الرامس” ففيها صلابة تُشبه صلابة نخلة “خُصبة عصفور”. وورق سعفها غريب لا يُشبه أياً من الصنفين.
سكّر الثمرة متوازن، وقوامها هشّ، ويُمكن أن تُؤكل حتى بسراً قبل الإرطاب. وكما هو حال كلّ رطب القطيف ـ باستثناء الشيشي ـ فإن خصبة الرامس رطِبة.
يفضّل فلاحو العوامية الصنف إلى جانب صنفين آخرين يكادان يكونان خاصّين بالعوامية. هناك “خصبة اعبيدة” الحمراء الكبيرة الحجم، وهذه تنضج في وسط الموسم.
كما أن هناك صنفاً آخر هو “خصبة إسماعيل”، وهو ينضج في أواخر الموسم، متزامناً مع صنف مفضّل في العوامية هو “أم عدق”.
الصور: من نخل “البدع”، بجانب منطقة الرامس، العوامية، بإذن من القائم عليه: سعيد صليلي.
سعيد صليلي في نخل “البدع” بسيحة العوامية