أكله دود بطنه.. عمّه دلّه على الحشيش.. وورطه في المخدرات 14 سنة قرار حاسم في منتصف الليل صحّح الطريق

القطيف: مرفت العوى

“ما ياكلْكْ إلا دُودْ بطنكْ”.. هكذا يقول سكان القطيف في مثلهم الشعبي.. قد يأتيك الخطر من أقرب الأقربين، وينالك اعتداء ممن تُنتظر منه حمايتك. وقصة الشاب العائد من إدمان 14 سنة؛ إشارة إلى مأساة وقف عمّه وراءها. دلّه على الحشيش من دون أن يعلم، واستغلّ صغر سنه، إلى أن سقط ابن الأخ في الفخ الذي وقع فيه العم من قبل..!

جلب المخدرات

كان عمره 12 سنة حين بدأ استغلاله، وعمّه في الـ 20. كان يستخدمه في جلب “الحشيش” من مروّج مخدرات. وكان يطلب منه ألا يفتح ما يحمل، ولا يسأل عنه. فقط يذهب إلى المروّج، يسلّم المال، يتسلم المخدرات، ثم يعود إلى عمه. هذا كلّ شيء..!

تحرّك فضول الصغير الذي لم يكن يفهم المغزى من نهيه عن فتح ما يجلب إلى عمه. خاصة أنه يذهب إلى رجل لا يعرفه. وذات إلحاح في الفضول؛ تجرأ وفتح “البضاعة”. وجد سجائر غريبة الشكل، فتعجّب من شرائها من رجل غريب، في حين تُباع السجائر “العادية” في البقالات..!

وحين سأل عمه؛ ضلّله بإجابة عامة.. “هذه مواد طبيعة لا تُباع في البقالات، وليست متوفرة في كل مكان”.. هذا هو المعنى الذي أوصله عمه إليه. “مواد طبيعية”.. حسناً؛ لكنّ مهمة الصغير المتواصلة استمرّ قرابة 4 سنوات. بلغ الـ 16 وهو يجلب لعمه “المواد الطبيعية”.

في سنّ الـ 16 ترسّخت قناعة منحرفة حول “المواد الطبيعية”.. على الرغم من السرية؛ يمكن تجريبها.. وهذا حدث مع أول سيجارة تعاطاها برفقة مراهق آخر، ليبدأ مشوار المخدرات في ذلك السن المبكر، ويستمرّ في التعاطي حتى أصبح من “الحشاشين”. أكمل دراسته، التحق بعمل، تزوج، وهو “حشاش” دون أن يشعر أهله، بمن فيهم عمّه، بحالة إدمانه..!

شخصية هادئة

مثل أكثر السعودية؛ وُلد الشاب في اسرة محافظة. شخصيته الهادئة لم يظهر عليها أي تغيير وسط الأسرة. دراسته استمرّت طبيعياً، لكنّ في داخله مدمناً منحرفاً. زوّجه والده من ابنة عمه التي لم تُلاحظ عليه شيئاً في البداية. أنجبت منه طفلاً أيضاً.

لكن شكوكها تحركت حين حملت بطفلهم الثاني.. كثير الانفعال، مزاجي، مضطرب. في البداية ظنته يعاني مشكلة نفسية. وقد تفهمت وضعه ولم تتحدث بالأمر مع أحد. وبعد ولادتها ومغادرتها إلى منزل والدها فترة النفاس؛ قالت له: لا تأتِ إليّ إلا بعد أن تتعافى، وكانت تقصد حالته النفسية. لم تكن تعرف عن إدمانه شيئاً. وكاد يعترف لها بالسر.. إلا أنه صمت..!

طريق التصحيح

صديق يعمل معها في الشركة نفسها؛ لاحظ اضطراباته أيضاً، وأظهر شكوكه، خاصة بعد دخوله في حالات من الهلوسة والهذيان و “التفهّي”. كانوا يسألونه: مع من تتحدث؟ ماذا بك؟ هل هناك مشكلة..؟

وفي منتصف ليلة صعبة؛ وفيما كانت زوجته في منزل أهلها؛ اتخذ قراره الحاسم. ركب سيارته، وتوجه مباشر إلى قسم الطوارئ في مجمع الصحة النفسية بالدمام، وأخبر الأطباء بحالته، ليبدأ رحلة تصحيح مسار حياته. أخبر أهله وزوجته بأنه ذاهب إلى رحلة عمل تمتدّ أسابيع. طبيعة عمله تسمح بذلك.

دخل التنويم، وبدأت العلاج فوراً. وهناك أنواع منه، بعضه بالأدوية والمهدئات ومضادات الذهان. وبعضه تأهيلي يقوم على مخاطبة العقل والقلب والضمير، عبر المحاضرات. وبعضها جلسات ونقاشات تنبه إلى خطر ما بعد التعافي، وإمكانية حدوث انتكاسة تعيد المتعافي إلى الإدمان.

وبعضها أفكار تخص تنمية مهارات تساعد على مقاومة الرغبة و “الشوق”، وطرق تشتيت الشعور بهما، والانشغال بما هو مفيد ومثمر في السلوك والنشاط.

وبعضها ترفيهي يتم التركيز فيها على الهوايات والميول والرياضات المختلفة.

وجد الشاب اهتماماً في المجمع. وأكمل مدة العلاج، وعاد إلى حياته الطبيعية بلا مخدرات. وحتى الآن؛ أكمل عاماً من التعافي من دون أن يضعف أو يميل إلى ما كان عليه.

اقرأ ايضاً

قصة حب فاشلة أوصلته إلى إدمان “الحشيش”..!

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×