هدى الأربش.. مهنة الحِلاقة بمقصّ امرأة.. ورؤوس الأخوة للتدريب رسومات وأشكال في شعر البنات.. بلمسة إيطالية
القطيف: شروق الحواج
في عيد الفطر الماضي، لم يتجه الذكور من أسرة هدى الأربش، إلى صالونات الحلاقة، ليس خوفاً فقط من التقاط العدوى بإصابة كورونا، فهي ستتولى هذه المهمة.
درست هدى إدارة الأعمال في جامعة الملك فيصل، ولكنها لم تمهن الإدارة، بل الحلاقة، التي وجدت فيها نفسها وميولها المهنية.
بعد سنوات من الدراسة والتدريب، أصبحت الأربش «حلاقة محترفة”. هي لا تهتم بشؤون التزيين عموماً، بل الحلاقة خصوصاً، وطبعاً تحلق شعر بنات جنسها، وللرجال من أفراد أسرتها.
من الرسم إلى الحلاقة
بدأت الفكرة، التي قد تبدو «غير اعتيادية»، حين كانت هدى الأربش تدرس في الجامعة، وحاولت تقسيم وقتها بين دراستها، وعملها الخاص. كانت تبحث عن «الفريد والجديد في كل شيء، حتى رتم العمل الروتيني. وكنت أبحث عن المفقود والنادر والجديد، فأنا أحب التجارب والمغامرة» بحسب قولها لـ «صُبرة».
نشأت هدى في أسرة تهتم بالفن والرسم والثقافة بشكل عام، وهي تشكيلية، شاركت في معارض جماعية. تضيف «الرسم قادني إلى الحلاقة، بسبب ارتباطهما بالعمل اليدوي، والدقة وأيضاً المقاييس».
وإذا كان المثل الدارج يقول «يتعلم التحسون (الحلاقة) في رؤوس القرعان»؛ فإن الأربش تعلمت الحلاقة في رؤوس أخوانها في منزلهم بالدمام، بهدف «تجربة اتقان الحلاقة بشكل ممتاز».
كما حصلت على دورة في هذا المجال، في الأكاديمية الإيطالية.
عام 2015، شهد تخصص هدى في مجال الحلاقة، وتحديداً رسم الأشكال على الشعر، واهتمت بالتخصص فيه، وإيصاله إلى المجتمع بطريقة مختلفة، ومعاصرة.
بعدها؛ قررت تأسيس مشروعها الخاص من مدخرات الراتب في منزلها، وبدأ عملها يتطور «بتوفيق الله أولاً، والجهد والوقت الذي بذلته» وفق ما قالت.
بدأت هدى برأس مال صغير، وأدوات محدودة وعدة بسيطة. واليوم؛ هي موزع معتمد لمنتجات إحدى الشركات العالمية، المختصة في مواد تصفيف الشعر والعناية به. تقول إن بدايتها كانت «من دون أي مساعدات خارجية، وبمجهود شخصي، والبحث عن الأفضل، لأنني كنت أحب العمل المتقن، والعمل الاحترافي، ولا أحب العشوائية، والتقليد الأعمى، مع وجود الهمة والطموح، والإصرار والممارسة، ويوماً بعد آخر كان شغفي بالحلاقة يكبر، وكذلك محبة التعامل مع الناس».
تعتبر الأربش، نفسها «إنسانة عصامية ولله الحمد. تعلمت بنفسي، وطورت من أدائي وأجاري تطورات السوق ومتطلباته، وأراعي الجودة في العمل، من دقة واتقان، والحمد لله»، مُشيرة إلى كلفة الحلاقة تعتمد على نوع أو الشكل أو كثافة الشعر.