لو راجع الحوزيون الفلكيين لانتهت مشكلة الهلال مبنى وحدة الأفق في الميزان الفلكي
المهندس ناجي عبدالله العيثان
بسبب سوء الفهم أو الاستدلال الغير صحيح بعلم الفلك، عزز الاعتقاد لدى السيد الخوئي قدس سره بوحدة الأفق، أي أن القمر واقعي وليس نسبيا وبعد خروج الهلال من تحت شعاع الشمس بمقدار يكون قابلاً للرؤية فهو بدايةً لشهر قمري جديد لجميع بقاع الأرض على اختلاف مشارقها ومغاربها ثم قيدها بالاشتراك في الليل ولو بجزء منه. يقول السيد الخوئي قدس سره:
“… وهذا بخلاف الهلال، فإنّه إنّما يتولّد ويتكوّن من كيفيّة نسبة القمر إلى الشمس من دون مدخل لوجود الكرة الأرضيّة في ذلك بوجه، بحيث لو فرضنا خلوّ الفضاء عنها رأساً لكان القمر متشكّلاً بشتّى أشكاله من هلاله إلى بدره وبالعكس كما نشاهدها الآن… وهذا كما ترى أمر واقعي وحداني لا يختلف فيه بلد عن بلد، ولا صقع عن صقع، لأنّه كما عرفت نسبة بين القمر والشمس لا بينه وبين الأرض، فلا تأثير لاختلاف بقاعها في حدوث هذه الظاهرة الكونيّة في جوّ الفضاء”. (موقع معهد السيد الخوئي)
وهذا قطعا غير صحيح فلكيا حيث القمر يكون على حال واحدة دائما نصف مضيء (المواجه للشمس) ونصفه الآخر مظلم الا في حال الخسوف، فلو نُظِرَ إليه من فضاء متوسط بينه وبين الشمس لا من الأرض لرُئِي في حالة البدر دائما مالم ينخسف، وتعتمد أطوار القمر بناءً على موقع النصف المضيء من قرص القمر بالنسبة للأرض. فلأهل الأرض مدخلية في رؤية هذه الأطوار وهم المخاطبون بالأحكام الشرعية.
وبالرجوع إلى كتاب (أسئلة حول رؤية الهلال مع أجوبتها) الصادر عن مكتب السيد السيستاني (دام ظله) في 20 رمضان 1431هـ وتفنيده لاستدلالات أستاذه السيد الخوئي قدس سره العلمية والشرعية ورده على اشكالات مخالفيه، تجعلنا نتساءل لماذا لم يتخذ المعنيون في منطقتنا القرار المناسب في اعتماد المبنى الصحيح منهم والخروج من هذه المشكلة الفقهية الابتلائية من ذلك الوقت؟!
و الغريب أن مخالفة أحد مبنيي الأفق (وحدة الأفق واختلاف الأفق) لعلم الفلك لم يكن غائبا عن أساتذة الحوزة العلمية ولكنهم لم يحركوا ساكنا بالرجوع إلى الفلكيين والتأكد منهم أي مبنى المخالف لعلم الفلك وأيهما الموافق، ولو فعلوا ذلك لانتهت المشكلة قبل 17 سنة على أقل تقدير. ففي شهر رمضان 1425هـ، أحد أساتذة الحوزة البارزين وفي محاضرة له سأل سؤالاً مصيرياً ولم يجب عليه حيث قال (بتصرف):
“ماذا يقول علماء الفلك؟ هل أن الشهر أمر واقعي، أم أن الشهر أمر نسبي؟ سيدنا الخوئي قدس سره يقول: الفلكيون يقولون: الهلال أمر واقعي وليس أمرًا نسبيًا والسيد السيستاني يقول: لا، حتى من ناحية فلكية الأمر نسبي وليس أمرًا واقعيًا”، فهو ذكر قولين متناقضين عن السيد الخوئي والسيد السيستاني ولم يذكر قول الفلكيين أنفسهم.
والآن بعد هذا التوضيح، هل الفتاوى هي من ثوابت الدين الإسلامي التي لاينبغي مناقشتها وبالتالي لايجوز تغييرها؟ أم أن (اختلاف أمتي رحمة) الحديث الذي لم يتسنَّ للبعض فهم مايراد منه.
في الختام، سؤال بريء:
على مبنى اتحاد الأفق وأن القمر واقعي، إذا العيد يثبت برؤية الهلال في أمريكا كما حدث هذا العام، لماذا لم تجب صلاة الآيات برؤية الخسوف الكلي (الذي حدث في نفس الشهر) في امريكا ومناطق أخرى؟!
17/6/2021
الأخ العزيز أبو عبدالله
شكرا على مرورك وملاحظاتك ،،،
المقال ذكر “لأهل الأرض مدخلية في رؤية هذه الأطوار” (وليست الأرض) وفي فرض خلو الفضاء عن الأرض، فلا وجود للمكلفين وبالتالي فمن هو المخاطب بالأحكام الشرعية؟ فالمناط هو أهل الأرض وليست الأرض.
أما مقارنتك الهلال بالكواكب الأخرى فإنه غير دقيق بسبب أن الهلال يحدد موعد العبادات وهذا لاينطبق على الكواكب التي ذكرتها.
تحياتي…
ارتكزت فكرة المقال في النتيجة فيما ورد في الأسطر الأولى أن بناء السيد الخوئي (الأرض ليس لها مدخلية في أطوار القمر) أنها فكرة خاطئة فلكيا ولم يرد في المقال دليل الفلكيين سواء الحسي أو غيره
وفي ظني أن فكرة عدم مدخلية الأرض في أطوار القمر صحيحة أي أن أطوار القمر ستحدث سواء بوجود الأرض أو بدونها
الدليل
مشاهدة أطوار لكوكبي عطارد والزهرة بالمنظار مثل أطوار القمر تماما
بالإمكان مشاهدة أطوار لكوكب المريخ أو أي جرم آخر بشرط أن تشاهد هذه الأطوار من منطقة يكون فيها الجرم متوسط بينك وبين الشمس
باختصار ما يحدد وجود أطوار لأي جرم هو موقع المشاهدة بالنسبة للجرم والشمس
أقصد بأطوار هلال تربيع بدر
وبالإمكان الرجوع لكتاب السيد علي السيستاني المذكور في المقال لمعرفة كيفية استدلال السيد الخوئي واستدلال السيد السيستاني في قضية وحدة الأفق
وكلاهما استند على فكرة فلكية صحيحة ولكن باختلاف النظر لهذه الفكرة
الاختلاف بينهما أن الخوئي استند على فكرة أن الأرض لا علاقة لها بالهلال وهذا صحيح
اما السيستاني فافترض علاقتها (أعتقد والله أعلم وحسب فهمي بحكم أهمية موقع المشاهدة بدليل ذكره توسط المشاهد للشمس والقمر وهو ما سينتج عنه وجود حالتين فقط للقمر)
الكتاب (أسئلة حول الهلال وأجوبتها)
باختصار فكرة تشكل أطوار لأي جرم تأتي من موقع الناظر
لذلك بناء السيد الخوئي صحيح بغض النظر عن النتيحة التي توصل لها
وأيضا/ يخوض بعض من الفلكيين المسلمين نقاشات وسجالات مع بعض رجال الدين في كثير من المواضيع ولكن هذا الموضوع ليس أحدها (والله أعلم) فهذه المرة الأولى التي أقرأها
وإذا كان موجودا أرجو ذكر المصدر
أقصد خلاف بين فلكيين ورجال دين في بناء السيد الخوئي على فكرة عدم مدخلية الأرض في أطوار القمر
لم يثبت العيد برؤية الهلال في أمريكا، من أين جئت بهذا الكلام؟
جناب الأستاذ العزيز/ أبو زكي
أشكرك على مرورك وتعليقك الراقي وأعتذر عن أي لبس حصل في موضوع المقال وأود هنا التوضيح. المقال مرتبط برأي الفلكيين في وحدة الأفق فقط والذي يندرج تحته جزء من الليل ونصف الليل وبلدان العالم القديم وغيرها. أما المباني الأخرى ودور الفلكي والفقيه، ذكرتها بالتفصيل في هذا الرابط https://www.sobranews.com/sobra/123969
تحياتي …
يعطيك العافية باش مهندس .
ومن قال أن مشكلة الهلال هي بمراجعة الحوزيين للفلكيين !!!
المسألة تطبيق أحكام شرعية بناءً على الرؤية بالعين المجردة أو المسلحة أو الرؤية بالعالم القديم أو الجديد، والبعض لمجرد ولادة الهلال .
الفلكي يقدم المساعدة والمعلومة للعالم والحوزوي ومن يتصدى لاثبات الهلال لا أن يفرض رأيه !!
في العموم موضوع جيد للنقاش ولكن يحتاج لاعادة صياغة مع كامل التقدير والاحترام لجنابكم … وحفظكم الله