“السياكل” تعود إلى الواجهة من بوابة “الرياضة”.. وتُغري حتى الجدّات تحالف بين هيئة تطوير الشرقية واتحاد اللعبة والمرور والأمانة لدعم نشر استخدام الدراجات

سيهات: شذى المرزوق

في البداية كانت “عيباً” يلحق بمستخدميها، ثم تحوّلت إلى “وسيلة نقل” استخدمها الحرفيون، والأطفال. ثم تراجعت بعد انتشار استخدام السيارات، وتركّز استخدامها في رياضيي الأندية. ولكنّها اليوم تعود ـ بقوة ـ إلى الواجهة عبر بوابة “الرياضة” المفتوحة للجميع، وتلقى دعماً وتشجيعاً من جهات ذات وزن مهم.

كأن المشهد يتغيّر، ليس لصالح الرياضة فحسب، بل ربما حتى لتوفير الوقود، وتتأهب الدراجة لاستعادة بعض أمجادها. ومؤخراً نظمت هيئة تطوير المنطقة الشرقية ورشة عمل، تركزت فيها الجهود على إعادة تاريخ الدراجة في المنطقة، وجعلها إحدى وسائل النقل للكبار والصغار، من الرجال والنساء وأيضاً الأطفال..

ونظمت الهيئة ورشتها أمس الأول (الأربعاء) في مقرها، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للدراجات، وفي الأسبوع نفسه، أقام اتحاد الدراجات السعودي ورشة مماثلة، سعياً إلى تحقيق الهدف نفسه.

ورشة العمل حملت عنوان “الدراجة وسيلة نقل”، واستضافت دراجين محترفين وهواة في المنطقة، إلى جانب ممثلين من أمانة ومرور المنطقة، وبدا أن الأنظار تتجه وبقوة إلى تفعيل ركوب الدراجات بشكل كبير، باعتبارها واحدة من أبرز الرياضات النظيفة الداعمة لصحة البيئة.

بطلة المملكة

وغردت بطلة المملكة في الدراجات الهوائية أحلام الزيد، تعليقاً على فعاليات ورشة العمل قائلة “عندما عبر رئيس هيئة تطوير المنطقة الشرقية، عن حلمه بأن يستطيع كل طفل التنقل على الدراجة بأمان بين البيت والمدرسة، تغلغل شعور بالأمل في قلب كل درّاج في الغرفة بأن يتحقق هذا الحلم، وكلي ثقة أن تتحقق هذه الرؤية بالجهود الجبارة التي لا تُنكر، وبذلك نخطو خطوة نحو تطوير مجتمع صحي رياضي تحت ظل رؤية المملكة 2030”.

أحلام الزيد.

وسيلة نقل

وعن الورشة أيضاً، قال أحد أشهر الدرّاجين وليد محمد في حسابه في منصة “تويتر”: “تشرفت وبتكليف من هيئة تطوير المنطقة الشرقية، بدعوة نخبة الدراجين من المحترفين والهواة لحضور ورشة عمل بمسمى “الدراجة وسيلة نقل”، وتخلل الورشة نقاشات هادفة مع كل من مسؤولي مرور المنطقة الشرقية والأمانة، الذين أبدوا استعدادهم للقيام بما في وسعهم لإيجاد بيئة صديقه للدراجات”.

وأكمل “بالنقاش مع زملائي الدرّاجين بعد انتهاء الورشة، اتفق الجميع على أن القائمين عليها، من مسؤولي الهيئة كانوا على درجه عالية من الطموح والحماس وسقف تطلعاتهم لا حدود له”، ‏مقدماً شكره إلى كل من المهندس إبراهيم الشريدة والمهندسة نوف الخالدي.

وأضاف “تُوج اللقاء بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس فهد المطلق، الذي أبهرنا بمعرفته بتفاصيل احتياجات الدراجين، ومعرفته التامة بما يمكن عمله لتحقيق الأهداف المرسومة، وحرصه على معرفة العوائق والصعوبات التي تواجه الدراج وكيفية حلها بكل السبل المتاحة”.

وقدم وليد عرضاً بعنوان “حلم الدراجين” تحدث فيه عن أهداف جودة الحياة، وذكر إحصاءات تخص الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب عدم ممارسة الرياضة، وتتطرق إلى أنواع الدراجات، ومقارنات لما قامت به بعض الدول” .

إبراهيم البراهيم أكبر  درّاج (60 عاماً).

حقوق الدراجين 

وبنفس المبدأ والتوجه والأهداف، نظم الاتحاد السعودي للدراجات مساء أمس الأول (الأربعاء) ورشة عمل أخرى مماثلة، بعنوان “سلامة الدراجين” حضرها ممثلو وزارة الرياضة والقطاعات الأمنية والهلال الأحمر في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي في العاصمة الرياض. وتضمنت الورشة مناقشة الضوابط واللوائح المنظمة لحقوق ممارسي رياضة ركوب الدراجات وتحديد العوائق.

وكان اتحاد الدراجات أوضح في موقعه الرسمي أنه خلال فترة قصيرة من الزمن، حقق إنجازات واسعة النطاق على المستويين الإقليمي والدولي بفضل الدعم الكبير من وزارة الرياضة وجميع مجتمعات الدراجات الهوائية.

وقال “نعتقد أن ركوب الدراجات كرياضة، ينمو بسرعة بين الشباب في المملكة، وبالتالي فإننا نعمل مع كيانات أخرى على تطوير البيئة التدريبية، وممرات لركوب الدراجات للمنافسة أو للمتعة الرياضية لتتماشى مع رؤية المملكة 2030”.

سيد مهدي عدنان أصغر درّاج في سيهات (7 سنوات)

فريق سيهات

وشارك فريق “دراجات سيهات” في تفعيل دور الدراجة في الأوساط المجتمعية. وتأسس الفريق عام  2014.

وفي حديثه لـ”صُبرة”، قال عضو الفريق فاضل الراشد “تقوم المجموعة بتنفيذ دورات تثقيفية حول ممارسة هذه الرياضة، والمشاركة الاجتماعية، واستقطاب المشاركين من جميع الفئات في المجتمع، ما أسهم في دعم توجهات المجموعة من أصغر عضو فيها، يبلغ عمره  7 سنوات، حتى أكبرهم الذي يبلغ 60 عاماً”. وأضاف “لاتزال المجموعة مستمرة في نشاطاتها المجدولة أسبوعياً على مستوى محافظة القطيف، هذا عدا مشاركات أفرادها الوطنية”.

المرور يحفز

في الوقت نفسه، استمر المرور السعودي في نشر مقاطع توعوية محفزة لممارسة رياضة الدراجات، مع التذكير على أهمية اتباع التعليمات النظامية المتعلقة بقيادة الدراجة.

وبذكاء حاد، استطاع عدد كبير من محبي الدراجات نشر ثقافتها في الأوساط المجتمعية بعد أن كانت ممارسة تقليدية قديمة.

وأثمرت هذه الجهود في تحويل هواية الدراجات إلى ظاهرة مجتمعية من خلال مبادرات أثمرت عن تكوين مجموعات للدراجين، ضمت الجنسين، هذا عدا الهواة من ممارسي الهواية، حتى أن هذه الرياضة تجاوزت مشاركة الشابات إلى كبيرات السن. وأكدت 8 نساء (جدات) رفضهن الراحة بعد التقاعد من العمل، وأعلن الانضمام إلى مجموعة هواة تمارس رياضة ركوب الدراجات الهوائية في الرياض.   

وتقطع الجدات بصحبة فريق الهواة، مسافة تراوح من 100 إلى 200 كيلو متر أسبوعياً بالدراجة، كما شاركن في رحلات دراجات هوائية أقيمت خارج مدينة الرياض.

انتصار نسائي

وكانت أول بطولة نسائية سعودية للدراجات الهوائية، التي أقيمت بشكل رسمي في أغسطس من العام الماضي في عسير، بداية حقيقية لإنطلاق منافسات أخرى مماثلة، حيث مارس عدد من السيدات السعوديات ركوب الدراجة، وشاركن في أغلب البطولات والمسابقات.

وشاركت في أول بطولة درجات نسائية العام الماضي 10 متسابقات، قطعت مسافة 13 كلم، وحققت الزيد أول لقب بطولي للسيدات في ركوب الدراجات.  من هنا اقتحمت المرأة السعودية رياضة الدراجات، وتوالت بعد ذلك الانتصارات والمشاركات على مستوى وطني ومستوى ممارسات يومية ضمن فرق وهواة.

اتحاد الدراجات

وأعلن الاتحاد استعداده لبطولة دوري الاتحاد السادسة للهواة، المقرر إقامتها في القصيم السبت 26 من يونيو الجاري، ويسبقها بطولة دوري الاتحاد الرابعة للهواة في جدة السبت المقبل.

ورصدت “صُبرة” عدد المشاركات الوطنية والمحلية والمسابقات التي نظمها الاتحاد الدرجات خلال يونيو الحالي، وبلغت 8 مشاركات، جاءت بعد نجاح سباق هواة السيدات الثاني الذي أقيم في نهاية مايو الماضي، والسباقات الثمانية هي:

ـ سباق القطاعات العسكرية في نسخته الأولى “جنودنا في مدينة الرياض”.

ـ بطولة كأس الاتحاد للمراحل في منطقة الباحة للكبار.

 ـ بطولة كأس الاتحاد للمراحل عن فئة الشباب.

ـ تحدي “سترافا”.

ـ منافسات بطولة الاتحاد الثالثة في الأحساء لفئة الهواة.

 ـ تفعيل النسخة الأولى من جولة الدراجات 2021.

ـ تنظيم السباق العالمي “زويفت”  بمشاركة 12 دولة.

ـ التعاون مع سبل “البريد السعودي” في تنظيم “سباق القيم” للموظفين.