من «البالطو» إلى الخوذة.. في المستشفيات أطباء.. وفي الشوارع «بايكرز» فريق «القطيف بايكرز» يطوف العالم على «طرامات» بحثاً عن المتعة.. ونشر التوعية
القطيف: زكية الأسعد
في عيادته بمستشفى «جون هوبكينز» في الظهران، يستقبل الطبيب باسم سعيد البحراني آخر مريض من المقرر أن يراه اليوم (الخميس)، قبل أن ينتهي دوامه في آخر أيام عمله هذا الأسبوع.
يشكو المريض للبحراني، من أعراض نزلة معوية. يعاينه يتصفح موسوعات طبية في شبكة المستشفى، قبل أن يكتب الدواء ويقدم نصائحه للمريض، فيهم كلاهما بمغادرة العيادة.
سيعود الدكتور باسم إلى مسكنه، حيث سينزع «البالطو» الأبيض، على عجل يرتدي البذلة وبقية التجهيزات، خصوصاً الخوذة، ليمتطي دراجته النارية، متوجهاً إلى نقطة الالتقاء مع أعضاء فريق «القطيف بايكرز».
البحراني، وهو استشاري في طب الطوارئ، عضو في هذا الفريق، الذي تأسس قبل سنوات، ويضم أطباء ومسعفين، إضافة إلى مهندسين ومعلمين، ومتخصصين في مهن أخرى.
بدأت علاقته مع الدراجة النارية قبل 20 عاماً، بعد ما التحق بدورات متعددة في قيادة الدراجة النارية، منها دورة في السلامة، كيفية القيادة، قوانين الطريق، ودورات أخرى تخص هذه الهواية، تركز على أنظمة السلامة.
الدكتور باسم البحراني خلال عمله الطبي في «أرامكو السعودية».
من أجل التوازن.. والمزاج
إذا كانت الصورة «متنافرة» لدى البعض؛ فإن البحراني لا يرى «تناقضاً» في كونه «طبيباً» و«بايكرز»، يقول لـ«صُبرة» «نواجه ضغوطات في المستشفى، وفي قسمي تحديداً، كوني طبيب طوارئ. وطبيعة عملي المتقلب (شفتات)، ومع ذلك؛ فأنا وبقية زملائي حريصون على إيجاد الوقت الكافي لممارسة هوايتنا، للحصول على التوازن بين حياتنا العملية والشخصية، ففي النهاية نحن بشر. نعم طبيب في المشفى، ولكنني إنسان لديه هواية خارج المشفى».
يُشاركه هذا الشعور، زميله في الفريق، وفي المستشفى المسعف علي المؤمن، الذي يقول لـ«صبرة» «إن هناك ارتباط جميل بين ممارسة هوايتي في ركوب الدراجة، وكوني مسعفاً، فالهواية تغير مزاجي أيضاً، وتريحني من ضغوطات العمل ومسؤولية المنزل، وتشعرني بالراحة وبالاسترخاء».
الدكتور حسين الباقر.
حرية وانطلاق
أما طبيب الأسنان الدكتور حسين زكي الباقر، فيشعر حين يقود دراجته بـ«الحرية والانطلاق والمتعة».
أيضاً؛ يشعر الباقر، الذي يمارس هذه الهواية منذ عام 2013، بشغف وحب للدراجات النارية منذ الصغر، مبيناً أن هوايته هذه مرتبطة في بقية هواياته المتعددة؛ حب السفر، والتعرف على أماكن جديدة، مؤكداً أن ركوب الدراجة النارية «لا تتعارض مع وظيفة طبيب الأسنان».
الدكتور أحمد الزاير.
وأيضاً؛ لا يجد الطبيب العام الدكتور أحمد زكي الزاير، تضارب بين طبيعة عمله في المستشفى، مع ممارسة هوايته في قيادة الدراجة النارية، يقول «إن الهواية تأخذ مني ساعة في الأسبوع في فصل الصيف، لأن الدراجات تشهد شبه توقف مع ارتفاع درجات الحرارة، بينما تكون في أوج حركتها في فصول الشتاء والربيع والخريف، فهذه الأجواء مناسبة للقيادة، وتقام فيها المهرجانات. من هنا أعمل على تنسيق وقتي بين المستشفى وممارسة الهواية».
الدكتور باسم البحراني يجد في قيادة الدراجة النارية متعة.
من السرية إلى العلن
وإذا كانت هذه الرياضة في السابق، تمارس على نطاق محدود وسري، إذ لم تكن الدراجات النارية تحظى بسمعة محببة لدى البعض، وكان ينظر إلى من يمارسها بأنه «شخص غير متوازن»، فإن الوضع اختلف اليوم.
يقول البحراني «فرضنا وجودنا، بعمل مهرجانات توعية للمجتمع، وكذلك أقمنا دورات تخص السلامة للجميع، وشاركنا في كثير من المحافل التي تهدف إلى زيادة الوعي، وشاركنا في حملة السرطان، وكذلك الحملات الخيرية، وكنا داعمين لها ومشاركين فيها، حتى يكون المجتمع ايجابياً ومتقبلاً للهوايات بأكملها، ويتقبل الحداثة، خصوصاً أن هذه الفرق يقودها أشخاص لهم مكانة في المجتمع، منهم أطباء، ومهندسين، ومعلمين، وفئات أخرى في المجتمع».
الباقر يرى أن المجتمع أصبح يتقبل قائد الدراجة النارية.
يؤكد الدكتور حسين الباقر، تقبل المجتمع قائد الدراجة النارية «كإنسان له ميوله وتطلعاته وهواياته، وأصبح الاحترام متبادلاً بين المجتمع وقائد الدراجة، بل بالعكس؛ أصبحت المهرجانات والمحافل الاجتماعية هي من تقدم لنا الدعوات للحضور، ونقوم بتقديم دورات توعية حول السلامة، وأنظمة المرور، وكل ما يخص قائد الدراجة النارية، فنحن لا نمثل أنفسنا وأسرنا فقط، بل نمثل الوطن، فلا بد من أن نحافظ على هذه السمعة الجيدة التي قد تتوارثها الأجيال» كما يقول.
المُسعف علي المؤمن.
توم كروز يغري المؤمن
بدأت علاقة المسعف علي المؤمن مع الدراجة النارية، منذ الصغر، عندما كان يشاهد أفلام «أكشن» لتوم كروز. كان عنوان الفيلم «تب چن»، وكان البطل يقود دراجة نارية.
يقول المؤمن لـ«صُبرة» «تأثرت به كثيراً، ورسخت الفكرة في عقلي، فقررت أن امتلك دراجة نارية، رغم أن المجتمع كان ينظر حينها إلى هذه الهواية بأنها منبوذة وغير محببة، إلا ان شعور الاقتناء كان يراودني بين حين وآخر».
اليوم؛ تغيرت النظرة – بحسب المؤمن -، لأن «ركاب الدراجات النارية أعطوا انطباعاً جيداً للمجتمع».
عن ردة فعل عائلته، يضيف المؤمن «حتى أستطيع إقناع عائلتي بقيادة الدراجة؛ كان لا بد من أخذ كورس تدريبي في القيادة. وبالفعل تدربت في الولايات المتحدة، وخضعت لكثير من التدريبات المكثفة، حتى اتمكن من القيادة. في تلك الأثناء كنت أدرس في الجامعة، وتخرجت منها في تخصص مُسعف، ورجعت إلى السعودية وتوظفت في مستشفى الظهران في قسم الطوارئ».
فريق «القطيف بايكرز» من أوائل الفرق المُسجلة رسمياً في المحافظة.
«فرسان الخليج»
عن تشكيل الفريق؛ يروي الدكتور باسم البحراني، أن الفكرة «بدأت عام 2010، بين مجموعة من الأصحاب، والأقارب، كانت تجمعنا هوايات عدة: حب السفر، إقامة المخيمات الجماعية، صيد الأسماك، إضافة الى ركوب الدراجات النارية. ومع تكرار الخروج بالدارجات؛ تكونت لدينا الفكرة، وهي إنشاء فريق رسمي».
سجل البحراني ورفاقه، فريقهم في الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وكان من أوائل الفرق التي تم تسجيلها، والأول على مستوى محافظة القطيف، تحت مسمى «القطيف بايكرز»، و«فرسان الخليج».
ترأس البحراني الفريق لمدة سنتين، أما حالياً فهو المسؤول المالي للفريق.
فرق متعددة للدراجات النارية في محافظة القطيف.
اتحاد فرق القطيف
23 عضواً، يجمع بينهم «شغف كبير» في تطوير المجموعة، التي تنضوي تحت مظلة «اتحاد فرق القطيف»، والذي يشمل الفرق الرسمية الموجودة في المحافظة، ويُشكل إطار تعاون بين هذه الفرق، وهي: «الريشة بايكرز»، «القطيف فريندشيب رايدرز»، «مشاهير القطيف بايكرز»، «القطيف بايكرز»، «فينيكس رايدرز»، «القطيف ترايدرز» و«فرسان الخليج».
يضيف البحراني، «نسعى إلى توحيد جهودنا، والتعاون، والاستفادة من الخبرات، والأفكار، ورفع مستوى التوعية في المجتمع، والمشاركة المجتمعية، والمشاركة في المهرجانات المحلية والخارجية».
تُشارك هذه الفرق في الكثير من المهرجانات التي تقام سنوياً، بعضها خارج المملكة، مثل مهرجان «الكويت رايدرز»، و«البايك شو» في الإمارات، و«البايك شو» في البحرين، وأيضاً «رايد الأردن». وأخرى محلية، مثل: «الرياض شو»، مهرجان جدة، مهرجان السروات في الجنوب.
لكن البحراني يشير إلى أن من أهم المشاركات المحلية والمجتمعية هو «مهرجان وسط العوامية»، يقول «كان لنا حضور فعال ونشط، وداعم، ولاقى ترحيباً من الأهالي».
الدكتور حسين الباقر على دراجته النارية.
من المحلية إلى العالمية
زار الفريق الكثير من المدن السعودية، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، إضافة إلى دول الخليج، وبعض الدول العربية، مثل: لبنان، الأردن ومصر، وكذلك دولاً أوروبية، ووصل إلى أعالي جبال الولايات المتحدة الأميركية، وصولاً إلى الساحل الغربي؛ لوس انجليس. وقطع 6000 كيلومتر، وصولاً إلى الساحل الشرقي في مدينة ميامي، مروراً في عدة مدن وولايات، ويعد البحراني، هذه الرحلات «من أجمل الرحلات التي سجلت في تاريخ الفريق».
الطبيب باسم البحراني خلال جولته في الولايات المتحدة.
حين تربع الثعبان على الدراجة
خلال رحلتهم في الولايات المتحدة، وتحديداً في أريزونا، صادف البحراني موقفاً لا يُنسى، حين شاهد ثعباناً متربعاً على كرسي الدراجة النارية، يقول «انتابنا شعور بالخوف والقلق، والارتباك، من هذا الثعبان الذي يتجاوز طوله متر ونصف المتر، ومكثنا لبعض الوقت نفكر في طريقة للتخلص منه. والحمد لله؛ ذهب في حال سبيله بعد معاناة دامت قرابة الساعة الكاملة»، مضيفاً «كان الموقف غير اعتيادي، فالوضع العادي أن نرى قطة، أو طير، أما ثعبان؛ فهذا أمر غير مألوف».
المُسعف علي المؤمن.
«البايكرز» يعود «مسعفاً»
أما الموقف الصعب الذي تعرض له المسعف علي المؤمن، فحصل عندما كان متوجهاً إلى البحرين، لحضور مهرجان الدراجات النارية الذي تنظمه شركة «هارلي»، حين شاهد في الطريق دراجة نارية أصيب قائدها في حادث «شنيع».
يقول «حينها تجردت من كوني «بايكرز»، وأسرعت إليه بحكم كوني مسعفاً. كان المنظر مخيفاً ومرعباً، وشعرت بالمسؤولية تجاه هذا الموقف. بدأت بالتعريف عن نفسي حتى أقوم بما يلزم، وقمت بتثبيت الرقبة، رغم أنه لم تتوافر لدي حينها العدة الطبية اللازمة. وطلبت المساعدة من الأصدقاء كي يتصلوا بالإسعاف. وبالفعل وصلت فرقة، وقمت بمساعدة المسعفين في تركيب المغذي للمصاب، وأجهزة الملاحظة في الإسعاف».
يضيف المؤمن «أن هذه الخطوات التي قمنا بفعلها، أنقذت إنساناً، ولو لم نكن موجودين؛ فربما كانت هناك عواقب وخيمة. والحمد لله أن المصاب كان يرتدي خوذة على الرأس، للحماية، وبعد نقله إلى المستشفى؛ تحسنت حاله كثيراً».
حادثة انقلاب الدراجة علمت الدكتور أحمد الزاير الكثير.
بقع الزيت تقلب دراجة الزاير
مهما حاول «البايكر» أن يلتزم السلامة، إلا أنه عرضة للحوادث، فالطبيب أحمد الزاير، الذي انضم إلى الفريق منذ زهاء 4 سنوات، تعرض قبل سنتين، إلى حادث فيما كان يقود دراجة نارية، حين كان متوجهاً لحضور مهرجان.
يقول «لم ألحظ ان هناك بقعاً من الزيت على الإسفلت، فانقلبت الدراجة، ولكنني نجوت بفضل رحمة الله ولطفه، وأيضاً لأنني كنت ارتدي ملابس السلامة، من خوذة على الرأس، وسترة على الصدر، وحذاء مُخصص لركوب الدراجة».
هذا الموقف علم الزاير «علمني أنه يجب أن أنتبه لكل صغيرة وكبيرة. علمني أن القيادة مسؤولية على عاتقي. علمني ألا اتسرع، وأنتبه إلى الطريق. وبالفعل تعلمت الكثير من الدروس».
الدكتور باسم البحراني في لقطات مختلفة من عمله طبيباً أو قيادته الدراجة النارية.
(الصور من أرشيف فريق «القطيف بايكرز»)
الحقيقه قيادة الدراجه من الهوايات الجميله والتى تنطلق بقائدها إلى عالم لا يشعر به من لا يمتلك هذه الهوايه
البعض يعتبرها هوايه خارج عن المالوف لما يحف هذه الهوايه من مخاطر لكن الالتزام والقيادة الامنه التي يمتلكها اصحاب هذه الهوايه تجعل منها محط الأنظار لكثير من طبقات المجتمع ك المدرس والمهندس والدكتور المتقاعد والموظف وغيرهم من الجنسين ( لنجعل هذه الهوايه تنمو وتزدهر باتباع الانظمه والقوانين ) وانا بدوري وبالنيابة عن أعضاء فريق الريشه بايكرز نشكر كل الافرقه والبايكريه في القطيف الحبيبه لما يبذلون من جهد ملحوظ لرقي بهذه الهوايه ( الافرقه الموجوده في بلدة صفوى وداخل منطقة القطيف و سيهات )بدون استثناء
محمد ال رضوان مدرب أمن وسلامه ومقيم أداء من فريق الريشه بايكرز