انصحوا القطاع الخاص ولا تُجرِّموه

سعيد الخباز*

مفهوم الضرائب ـ لدينا ـ هو مفهوم مستجد عمره لم يصل إلى 48 ساعة منذ بدء تطبيقه. وكأي شيء مستجد لا بد من وجود أخطاء وهفوات في التطبيق.
بعض هذه الهفوات ناتجة عن أخطاء في البرامج الالكترونية، ولم تكتشف إلا عند التطبيق، وبعضها اجتهادات من موظفين – إذا افترضناها متعمدة أو كونها جشعاً – تنعكس سلباً على سمعة المؤسسات، عندما يكون همنا تصيّد الهفوات وفضحهم والتسبب في تفاقم خسائرهم بدلا من نصحهم ومساعدتهم على تصحيحها.
إذا كان للقطاع الخاص أن يساهم مساهمة فعالة في نمو الاقتصاد المحلي، فأول شرط من شروط تلك المساهمة الايجابية هو وجود بيئة حاضنة ومساندة وناصحة.
لكن تسخير الإعلام، سواء في الصحافة، أو وسائل التواصل الاجتماعي لتجريم القطاع الخاص بنعته “سارقا”، “حراميا”، “طفيليا”، “نصابا”… سوف يجعل منا بيئة طاردة، ويجعل من القطاع الخاص “عدوا” للمجتمع بدلا من كونه جزء منه.
أعرف أن البعض لن يعجبه هذا الطرح، وسيكون بعضنا مهتماً بعدد الشكاوى التي يمكن أن يوصلها إلى وزارة التجارة التي تجتهد – بدورها – في تسجيل المخالفات… ويفرح بذلك الإعلام وكأنه سبق صحفي. لكن القطاع الخاص إذا وجد النصح والتوجيه وبذلك يكون ضمن بيئته الحاضنة، فإنه هو الذي يصنع الوظائف التي نحن بأمس الحاجة إلى إيجادها… هو لم يقرر القيمة المضافة..!

——-

*رجل أعمال واستشاري في الموارد البشرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×