الخبر: “بناء” يدرب المستفيدين على قول “لا”.. وإدارة الضغوط البشراوي دعت إلى تحديد الأولويات.. ومريط إلى عدم التشاؤم
الخبر: ليلى العوامي
على مدار 240 دقيقة، سعى المتحدثان في اليوم الثاني من برنامج الرعاية والتأهيل (بناء)، لتدريب المستفيدين من البرنامج على قول كلمة “لا”، ومواجهة الضغوط، التي تواجه البشر جميعاً، خصوصاً من كان في مثل أوضاع هؤلاء المستفيدين.
توزع البرنامج اليوم (الثلاثاء)، بين إدارة الوقت والضغوط، ابتعد فيه المحاوران عن أسلوب الإلقاء والتلقين، إلى الحوار والعصف الذهني وقراءة الأفكار، وتركيز على التنفس، وتحسس مكان الجلوس، لتمكين المستفيدين من معرفة كوامن القوة والضعف دواخلهم، وحل مشاكلهم بسلاسة.
تناولت الاختصاصي النفسي الأول باسمة البشراوي، إدارة الوقت وتحديد الأولويات. فيما قدم زميلها الاختصاصي النفسي خالد مريط، عمليى إدارة الضغوط.
البشراوي قالت لـ”صبرة”، “إن الهدف من هذه الدورة يكمن في مساعدة الأفراد على الوعي بالأسس الأساسية والمبادئ الهامة لخلق توازن صحي في تحقيق الأهداف الحياتية، وتجنب العوائق الطارئة خلال عملية تحقيق الأهداف، عن طريق الوعي بالمفاتيح المهمة لتسهيل تنظيم الأهداف والتخطيط لها، والأدوات اللازمة باختلاف أنواعها أثناء التوجيه والتنفيذ لهذه الأهداف، إضافة إلى المبادئ والشروط الأربعة في تحديد الأولويات منها”.
باسمة البشراوي تتحدث إلى المستفيدين.
متى استطيع قول لا؟ ولمن؟
أجاب أحد المستفيدين من البرنامج بقوله “تبرير الموقف وتأجيله، إن لم يكن مهماً، حتى لا نخسر أي طرف”، آخر قال “حسب الظروف، وهناك أولويات”.
الاختصاصية البشراوي أكدت أهمية معرفة الشخص قدراته “حتى يقول لا”، موجهة جملة تحفيزية للحضور، اتبعتها بسؤال “أنتم قادرون على إنجاز أهدافكم، ولكن ماذا بعد؟”، مبينة أن عدم أهمية الوعي بالهدف “تجعلنا غير قادرين على الإنجاز”.
وحذرت من الاعتياد على الأشياء، “لأنها سر خطير يضيع أوقاتنا”. وقالت “إن كلمة لا تسبب أضرار تمتد لسنوات، وتدفع فيها الثمن، قل “لا”، حين يكون الضرر على أسرتي ووطني من عدم قول “لا”، ولا بد أن نتدرب على “لا” في القرارات الصغيرة، حتى نعتاد عليها في الكبيرة”.
وأضافت أن “المستفيد قادر على التغيير، وسيحتاج إلى فترة زمنية مدروسة. وهذه الورش تساعده على الوعي بأن أهدافه ستتحقق، لكن سيحتاج العمل عليها بشكل جدي”.
خالد مريط يتحدث في البرنامج.
مواجهة الضغوط والتوتر
بدوره، وجه الاختصاصي النفسي خالد مريط، رسالة إلى المستفيدين، قال فيها “لا يوجد إنسان خال من الضغوط، ولكن يمكننا إدارتها واستثمارها لصالحنا”.
وأضاف “الضغط النفسي هو طاعون العصر، والتوتر داء العصر، إذا لم ننجح في التعامل معهما فالعواقب ستكون وخيمة”، معرفاً المستفيدين على مصادر الضغط في دواخلهم؛ ذاتية وظروف خارجية، وقال “حددوا أهدافكم، لتتعاملوا مع الضغوط”.
وأشار إلى أن الناس يتعاملون مع التوتر “إما بالهروب أو المواجهة، وعندما تفشل في مواجهة الضغوط؛ يصبح الضغط أوسع من مصادر الاضطراب النفسي والعضوي”.
ووجه مريط نصائح عدة إلى المستفيدين:
-لا تنظر إلى الماضي، حتى لا تتولد لديك مشاعر سلبية وتفكير سلبي. خبراتك السابقة التي تعرضت لها لا بد ان ترضى بها وتدريجاً ستتلاشى.
– لا تقلق على المستقبل؛ أنت تعيش في فترة الاغتراب النفسي، وهو تحدي، فلا تتوقع أنها نهاية الحياة.
وحذرهم من التشاؤم وتوقع الأسوأ، وقال “إن 93% من الأمور التي تتوقعها لا تحدث، بل 10% متروكة للفرص”، معتبراً العلاقات الاجتماعية “مصدراً من مصادر السعادة والرضا، وتجعل للحياة معنى، وتضفي عليها بعض البهجة”.
الدكتور أحمد الغامدي خلال مشاركته في البرنامج.
قل “لا”
من جهته، قال أستاذ مساعد علم الاجتماع الجنائي في جامعة الملك فيصل، عضو اللجنة الاستشارية في برنامج الرعاية والتأهيل (بناء) الدكتور أحمد فاضل الغامدي “يقدم البرنامج من خلال قسم التدريب والمناهج 8 ورش ممتدة على مدار أربعة أيام، وتتنوع هذه الورش بين برامج اجتماعية ونفسية وغيرها، ما يصقل مهارات المستفيدين، وصولاً إلى إصلاح الفكر، والذي يؤدي إلى إصلاح الأخلاق، انتهاء بإصلاح المجتمع”.
ووجه الغامدي، رسالة إلى المستفيدين “قل “لا” حتى لا تنساق نحو الخطأ، حتى لا تصحو وأنت ضحية، لأنك قلت “نعم”، في وقت كنت قادراً على أن تقول “لا”، مضيفاً “أنتم ذهب منكم زمن بسبب “نعم” فعوضوه”.
المشاركون في البرنامج يروون أن الوقت لم يضع بعد.
هل ضاع الوقت؟
سؤال وجهته “صُبرة” إلى أحد المستفيدين، الذي أجاب “نعم ضاع، ولكن مازالت الفرصة موجودة للتعويض”.
آخر أجاب بطريقة مغايرة “لي أهدافي المستقبلية، أريد وظيفة وبناء أسرة، وفتح مشروعي الخاص، وبناء منزل، وشراء سيارة، وأريد زراعة الأشجار في منزلي، وفي الحي المجاور للمنزل؛ أحلم بتوفير فرص عمل من خلال مشروعي الخاص والانخراط في التطوع البيئي للمحافظة على البيئة”.
اللاختصاصي النفسي حسن علي خليفة.من اليمين: منهال الجلوح، صلاح المطر، محسن المرهون. تصوير: ليلى العوامي
اقرأ أيضاً:
برنامج “الرعاية والتأهيل” يستأنف نشاطه.. الوطن يساعد أبناءه على العودة إلى المجتمع