لورا العميري طالبة ثانوية تستغل “الكفرات” لزيادة إنتاج النفط وخفض التلوث مثلت المملكة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF

القطيف: شذى المرزوق 

رغم وجود 100 شهادة و20 درعاً وميدالية ضمن المقتنيات العزيزة على قلب لورا هاني العميري (17 سنة)، إلا أن هذه الحصيلة لا توازي اعتزازها وفخرها بتأهلها لتمثيل المملكة دولياً في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF، بعد اختيارها ضمن 30 طالباً وطالبة مشاركين في مسابقة “ابداع 2021″، التي نظمتها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة، لينافسوا 52 ألف مشارك في المسابقة الدولية.

وأعلنت نتائج المسابقة الدولية فجر اليوم (السبت)، بتحقيق المملكة 5 جوائز كبرى و3 جوائز خاصة خلال مشاركتها في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة، الذي أقيم في الولايات المتحدة خلال الفترة من 3 إلى 21 مايو الجاري.

حافز قوي

وبحسب العميري، وهي طالبة تدرس في المرحلة الثانوية، وتسكن مدينة الدمام، فالمسابقة تمثل “حافزاً قوياً للطلبة وتقدم الدعم والتشجيع للموهوبين من أبناء الوطن، حتى تمكنهم من المنافسة دولياً في انتاج المعرفة وتوليدها واستثمارها، لمواكبة مستجدات العصر ومتطلباته، وبما يتوءم مع احتياجات التنمية وسوق العمل محلياً وعالمياً، بهذه الروح المتحدية والواثقة، شاركت في الاولمبياد الوطني للابداع العلمي”.

رغم تأثير الجائحة التي فرضت بعض القيود على عمل المشاريع العلمية التي تقدم بها الطلبة المشاركون، ليتم اختيارها مع 13 طالباً وطالبة من المنطقة الشرقية ضمن المجموعة المرشحة، البالغ عددها 30 طالباً وطالبة من مناطق مختلفة في المملكة، يتنافسون بمشاريعهم العلمية في معرض ريجينيرن الدولي للعلوم والهندسة (ايسف 2021) مع حوالى 1800 طالب وطالبة، من أكثر من 80 دولة.

 

 بحث العميري

وأبانت لورا العميري، أن هدف بحثها، الذي نال اعجاب لجنة التحكيم، هو “زيادة النسبة الانتاجية للنفط بأقل كلفة ممكنة، عن طريق استخدام الكربون النشط المحضر من مخلفات الاطارات (الكفرات)  المطعمة بعناصر مميزة”.

وأردفت “فكرة بحثي أتت من قراءتي لأهداف رؤية المملكة 2030، وهي تهدف إلى زيادة نسبة الانتاج السنوي للنفط، فقمت بالبحث عن مشكلات في النفط، لأجد أن عنصر الكبريت من أهم العوامل والمشكلات التي تواجهها جميع دول العالم، ووجود الكبريت يؤثر على كفاءة النفط، وأيضًا على البيئة بطرق عدة، كما أن وجود مخلفات الاطارات يسبب تلوثاً فادحاً، ويؤدي إلى خسائر مالية ضخمة، ويدفن أكثر من 300 مليون إطار سنوياً حول العالم”.

وأكملت “من هنا جاءت فكرة المشروع، فاستخدام هذه المخلفات الاطارية، وباستغلالها في تحضير الكربون النشط، ثم حشوه بعناصر مميزة، سيحد من التلوث البيئي، وسيحد أيضاً من دفن الإطارات، وبالتالي ستقل الكلفة، ويقل عدد مرات التكرار، وسيؤدي ذلك إلى تقليل كلفة الوقت والمال أيضًاً، ما ينتج عائداً اقتصادياً وبيئياً، إضافة الى زيادة الانتاج السنوي للنفط، وهذا ما كانت تطمح إليه رؤية المملكة 2030”.

عراقيل العمل

 وعن عراقيل العمل قالت “واجهت القليل من الصعوبات أثناء العمل على هذا المشروع بسبب ظروف كورونا، لم استطع الدخول إلى المعامل، ولم استطع التواصل مع المشرف الاكاديمي بشكل مباشر، ولذلك تم تنفيذ التجربة في معامل المدرسة، وتم التواصل مع المشرف عبر برامج عدة، مثل زووم”.

وأردفت “لا شك انها كانت تجربة جميلة وفريدة بالنسبة لي”.

مشاركات أخرى

ثمنت العميري، الدعم الذي قدمته لها عائلتها ومعلمتها روان أباحسين. وعن مشاركاتها السابقة قالت  “لدي الكثير من الإنجازات والمراكز تحت سقف المدرسة، أما خارجها، فقد شاركت في مسابقات أخرى منها اجتياز مقياس موهبة مرتين، وكذا اجتياز المرحلة الثانية من مسابقة موهوب، وحققت المركز الثاني على مستوى المنطقة الشرقية في اختبار مادة العلوم، وأخيراً حققت المركز الخامس في هذه المسابقة، ومثلت  المملكة دوليًا”.

 

نتائج المشاركين

وحقق الجوائز الكبرى، كل من الطالب منصور المرزوقي، بفوزه بالمركز الثاني في مجال الطاقة: المواد والتصميم المستدام، عن مشروعه “تصميم مكثف كهربائي فائق يشحن نفسه بوسيلة الضوء”، وجاءت الطالبة رشا القحطاني في المركز الثالث في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية عن مشروعها “خاصية لعبة فيديو مبتكرة للتشخيص النفسي لاضطراب القلق العام في مرحلة المراهقة”، والطالبة لانا أبو جامل التي حققت المركز الرابع في مجال علم الأحياء الحسابي والمعلوماتي عن مشروعها “التنبؤ الحاسوبي لقابلية استخدام مركب خاص كمثبط لفيروس SARS-CoV-2 بأقل أضرار جانبية”، والطالب عبدالله الشنقيطي الحاصل على جائزة المركز الرابع في مجال الطاقة: المواد والتصميم المستدام عن مشروعه “قطب كهربائي من النيكل كوبالتايت لإنتاج وقود الهيدروجين بسعر منخفض وطريقة متجددة”، والطالبة أروى نيازي بجائزة المركز الرابع في مجال علم المواد عن مشروعها “تصنيع مكثف فائق يستجيب للشمس باستخدام نقاط الكربون الكمية”.

 

مسابقة آيسف

كما حققت المملكة 3 جوائز خاصة في مسابقة آيسف 2021 الدولية، حصدها كل من الطالبة روبي رجب من إدارة تعليم الرياض في مجال الهندسة الطبية مقدمة من جامعة أريزونا عن مشروعها النوعيّ “تحسين أداة للتواصل مع فئات ضعاف السمع والإحساس بالموسيقى من خلال قفاز لمسي متطور”، وحصلت على منحة دراسية من الجامعة الأمريكية، والطالب منصور المرزوقي، والطالبة لمى القحطاني بجائزتين من جوائز موهبة الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×