من أين جاء قول القطيفيين “يا بدَوي..خلّي الخلالَهْ تستوي”..؟
قبل عام 1331 هـ (1913 تقريباً)؛ لم تكن علاقة سكان القطيف “الحضَر”، طيبةً مع مُساكنيهم من القبائل المنتشرة في الشطر الشرقيّ من الجزيرة العربية. وقبل أن يفرض الملك عبدالعزيز سيطرته الشاملة على أقاليم الجزيرة ويوحّدها تحت اسم “المملكة العربية السعودية”؛ شهد الشطر الشرقيّ اضطرابات متلاحقة..!
كانت الدولة العثمانية أضعف من أن تفرض الأمن وتحمي الحواضر من نظام الغزو السائد آنذاك. ولذلك وقعت مسؤولية الأمن والحماية على عاتق الأهالي و “الحاميات” الصغيرة..!
وحين يأتي “الغزو” تمتدّ أيدي الغازين إلى كلّ شيء يمكن الحصول عليه. قد تحتاج الغارة إلى معركة صغيرة يسقط فيها بضع ضحايا. إلا أنها في الغالب لا تحتاج إلا إلى الاستيلاء على ما في البساتين المحيطة بالقرى من ثمار. وحين يُغزى بستانٌ قطيفيٌّ في مثل هذه الأيام من السنة، والثمار لمّا تنضُج، لا يوفّر الغازي شيئاً تقع يده عليه. حتى لو اضطرّ الأمرُ إلى صرام عذوق الرطب وهي في مرحلة الخلال.. أي أن الرطبة لم تستوِ بعد، لم تحصل على لونها النهائيّ..!
من هذا الواقع المضطرب؛ نبتت الأهزوجة الشعبية التي تطلب من البدوي الغازي أن يترك الخلالة لتنضج وتكتسب لونها وتستوي.. فغالبية الخلال لا يصلح للأكل..!
يا بدوي.. يا بدوي
خلّي الخلالَهْ تستوي
وهناك مثل شعبي يقول: بوي شايفْ خلالَهْ..! وهو يُضرَبُ في من يتعامل مع أمرٍ على غير معرفة.