هداية تحسب الدقائق لتطير إلى زوجها في هولندا.. وإبراهيم يخوض «رحلة المجهول» في كامبردج ينتظرون الآن إقلاع طائرتهم من مطار الدمام إلى أمستردام
الدمام: معصومة الزاهر
تمر الدقائق بطيئة على هداية اليوسف في هذه اللحظات، وكأنها ساعات، فهي تترقب الساعة الواحدة و20 دقيقة بفارغ الصبر، حينها يفترض أن تقلع الطائرة التي ستقلها من مطار الملك فهد الدولي في الدمام إلى أمستردام في هولندا، لتغادر لاحقاً إلى ستوكهولم في السويد، لتجمع مع زوجها الذي سبقها إلى هناك قبل أسابيع.
رحلة هداية، التي تسكن مدينة صفوى، على الخطوط الهولندية KLM، هي الرحلة الأولى التي ستقلع من مطار الملك فهد الدولي، بعد سريان قرار السماح بسفر السعوديين إلى الخارج.
تقيم اليوسف مع زوجها في السويد، وقد وصلا إلى المملكة في إجازة خلال شهر ديسمبر الماضي، ولكنهم لم يستطيعا الحصول على تصريح للعودة، قالت لـ”صبرة” “كنا من الحالات المُستثناة من المنع من السفر خلال الفترة الماضية، لكوننا من المبتعثين، ولكن كان يتطلب الحصول على تصريح سفر، وقدمنا مراراً للحصول عليه، ولكن تصريحي تأخر كثيراً، وقد حصلت عليه في شهر رمضان، ولكني فضلت إتمام الشهر هنا برفقة أهلي”.
والدة هداية اليوسف تودعها في مطار الملك فهد الدولي.
المسافرون ينتظرون الصعود إلى أول طائرة تقلع من مطار الدمام بعد حوالى ساعة.
ورغم أن هداية لن تحتاج فعلياً إلى قرار السماح لها بالسفر الليلة، ولكنها قالت “حملت التصريح وكافة الأوراق احتياطاً، وأيضاً فحص PCR كذلك”.
زوج هداية سافر قبلها، “لأن تصريحه صدر قبل تصريحي، فغادر قبل حلول شهر رمضان، وبقيت أنا، فلم يصدر التصريحان لنا معًا، مع أنني جئت معه وقتها لأسافر معه بتصريحه، ولكن لم يتم السماح لي، وقالوا إن تصريحه مستقل عن تصريحي، وسيغادر هو بمفرده، وعدت أدراجي لأتمم شهرًا الآن من دونه، باقية مع أهلي هنا”.
هداية تسافر بمفردها، ولكنها لم تأت إلى المطار بمفردها، إذ جاءت معها والدتها، لتطمئن عليها حتى مغادرة رحلتها.
باقات ورد قدمتها شركة مطارات الدمام إلى المسافرين.
فحص pcr
على الرحلة ذاتها، يسافر أيضاً هشام البسام، من مدينة الخبر، الذي يغادر اليوم من دون تصريح، ووجهته هولندا حيث يعيش هناك، لكونه يعمل في امستردام، وكان عائداً إلى السعودية في إجازة منذ شهرين. ولكن طلبوا منه الآن فحص “بي سي ار”، أجري خلال الساعات الـ24 الماضية.
رحلة المجهول
أما إبراهيم الداغر، الذي يسكن مدينة الدمام، فيغادر إلى المملكة المتحدة، للبدء في مشواره الدراسي في جامعة كامبريدج، وسيبدأ دراسة اللغة ثم ينتقل لتخصص إدارة أعمال في الجامعة نفسها.
ستتوقف رحلته في أمستردام، ثم يكمل بعدها إلى كامبردج ويستقر فيها. قال “إلى الآن حجزت فقط، لأن رحلتي بعد وقت السماح بالسفر بـ20 دقيقة فقط، هذا من جهة المملكة، ولكنني عبأت في موقع تصريح، لأنه من شروط الدخول إلى الدولة التي اقصدها، فهناك شروط عدة، منها فحص “كورونا”، مضيفاً “أنا سعيد جداً لمغادرتي، ومتحمس للرحلة، رغم أنني لا أعرف أحداً هناك، وسأرى ما سيكتبه الله لي”.