في ختام رمضان.. المادح يتألق بحفظ القرآن.. والسادة يروض لسانه بـ6 أجراء أشبال "تراتيل الفجر" يراكمون الإنجازات في حفظ وتلاوة كتاب الله محلياً ودولياً
صفوى: شذى المرزوق
سيحفر اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك (اليوم)، في ذاكرة الطفل سجاد المادح وعائلته، ففيه أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً. واحتفت جمعية “تراتيل الفجر” في مدينة صفوى بتميز المادح (15 عاماً)، الذي سجل بذلك رقماً إضافياً لعدد من تخرجوا في الجمعية، وذلك بعد 8 سنوات من التحاقه في دورات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم.
وبجانب المادح، أتم علي السادة (9 سنوات) حفظ 6 أجزاء من كتاب الله، متجاوزاً صعوبة نطق الكلمات وقراءتها باللغة العربية، التي تأثرت بشكل كبير بسبب ولادته ونشأته في بريطانيا، في حين حقق مبارك المبارك الذي يصغره بعام (8 سنوات) نجاحاً مميزاً في اتمام حفظ 10 أجزاء من القرآن، بعد أن ساهم التحاقه في إحدى رياض الأطفال في صفوى، في سن مبكرة في انطلاقه بالحفظ والقراءة.
وبحسب المشرف العام للجمعية حسين البراهيم، انضم المادح للجنة التعليم وهو بعمر 8 سنوات، واستمر في تلقي العلوم القرآنية والتجويد حتى أتم حفظ القرآن كاملاً.
وعد البراهيم، هؤلاء الأشبال “نماذج كثيرة للأبطال الصغار من حفظة القرآن الكريم في محافظة القطيف التي تضم أكثر من 40 جمعية ولجنة نسائية ورجالية ساهمت في تعليم وتحفيظ كتاب الله وتجويده واتقان القراءة، ومثلهم الكثيرون من الزملاء في جمعية تراتيل القرآن، ممن اتقنوا الحفظ والتلاوة، ونفخر بهم”.
المحلية والدولية
وبحسب والدتي الطفلين، انضم السادة والمبارك في فترة متقاربة لجمعية تراتيل الفجر في صفوى، وتحديداً قبل سنتين ونصف السنة، أي في العام 2019، وانطلقا بتميز للمشاركة في عدد من المسابقات القرآنية المحلية والدولية، كان آخرها اختيارهما قبل أيام في شهر رمضان الماضي للمشاركة في المسابقة الافتراضية الدولية “القارىء المتقن” في تركيا، التي لفتت الانتباه بتأهل 6 من أطفال جمعية تراتيل لتمثيل المملكة فيها ضمن مئات المشاركين من دول مختلفة (سجاد المادح، علي السادة، مبارك المبارك، علي آل هاني، وحسن المعلم)، في إشارة إلى تأثير الجائحة في تنشيط وتفعيل مثل هذه المبادرات والحلقات التعليمية.
فخورة بابني
تفخر والدة مبارك بتميز ابنها، الذي يطمح لأن يكمل المسير في حفظ القرآن، ويكون معلماً في ذات الجمعية القرآنية التي احتوته، وأضافت له الكثير، منوهةً بأن دعم وتشجيع كادر وإدارة تراتيل الفجر من أهم أسباب نجاحه ووصوله لما هو عليه الآن، وسعيه لأن يكون حافظاً لسور القرآن كاملةً، مستعيناً بالدورات المكثفة في تصحيح التلاوة والتجويد.
وقالت “هو طفلي الوحيد، وقد انضم لجمعية تراتيل قبل أن يكمل عامه السادس بأشهر”، مبينة أنه يستغرق في حفظه للجزء الواحد من القرآن بين 20 يوماً إلى شهر بمقدار صفحة واحدة في اليوم، وقد أتم مؤخراً حفظ 10 أجزاء”.
الطريق الأمثل
وعن طريقة حفظه، أبانت “في البداية كان الاستماع هو الطريق الأمثل، وعندما أتقن القراءة وأحكام التجويد، أصبح يفضل القراءة والحفظ المباشر”، مؤكدةً الدور الفعال الذي تقدمه تراتيل الفجر لسهولة الحفظ واتقانه، بشكل مميز يؤهل أبطالها الصغار في المشاركات والمسابقات القرآنية”.
وأردفت “امتد تفوق مبارك دراسياً لتفوقه في علوم القرآن والتجويد والتفسير، شاكرة دور معلمي اللجنة القرآنية، على رأسهم المشرف حسين آل إبراهيم وسلمان الداود ومؤيد الحميدي.
وأرجعت رغبة طفلها في أن يكون معلماً في دورات تعليم القرآن، إلى تعلقه بأستاذه في اللجنة سلمان الداود، الذي يراه مثالاً يحتذى به.
قدوة لأخته
من جانبها، ذكرت والدة الطفل علي السادة أن تميز ابنها في حفظ القرآن الكريم، جعله قدوة لأخته الصغرى التي بدأت بمجاراته في الحفظ، مبينة أن نشأته البريطانية أثرت على لغته العربية لدرجة كبيرة، ما دفعها إلى تسجيله في دورات القرآن تحت مظلة تراتيل الفجر التي لم تسهم في اتقانه القراءة بالفصحى فقط، بل لانطلاقه في القراءة والحفظ.
وأكملت “كان للجنة تراتيل الفجر الفضل الأكبر في استمرار علي في الحفظ وتعلم أحكام التلاوة والتجويد، وذلك بفضل التشجيع والتحفيز والتوجيه المستمر من الأساتذة الأفاضل، وعلى رأسهم حسين آل ابراهيم”. وقالت “هذه العناية المباركة بلغت ذروتها بشكل لافت في ظل جائحة كورونا عن طريق توظيف التعليم عن بُعد ووسائل التواصل الاجتماعية منذ بدء الجائحة”، فكانت الدروس اليومية والنوعية في الحفظ والتفسير والتجويد متاحة لطلاب الجمعية وهم في بيوتهم”.
وعن طموحه، قالت الأم “من الجانب الديني، يطمح علي لاكمال مسيرته في حفظ كتاب الله تعالى كاملاً أما من الجانب الدراسي، فيطمح لإكمال دراسته في مجال العلوم والهندسة”.
جمعيات القطيف
وبحسب ما ذكر الرئيس العام للمجلس القرآني في الدمام والقطيف حبيب الجبران “يضم المجلس حتى الآن 18 جمعية ولجنة قرآنية للرجال، 16 منها من محافظة القطيف، وهي: مركز علوم القرآن بأم الحمام، دار القرآن الكريم في القطيف، مركز القرآن الكريم في صفوى، مركز أنوار القرآن في سيهات، لجنة باب الحوائج في القديح، لجنة الذكر الحكيم في تاروت، جمعية تراتيل الفجر في صفوى، مركز القرآن الكريم في الأوجام، مؤسسة الثقلين في القطيف، لجنة بحار القرآن في سنابس، دار الفرقان في الحلة، لجنة الضحى في المحدود، دار المرتضى في الجش، لجنة سبل السلام في العوامية، لجنة منبر الحاية في الخويلدية، دار القرآن في الخبر، وملتقى القرآن الكريم في الدمام، إضافة إلى لجان معدودة مستقلة، وتضم اللجان النسائية في القطيف 22 لجنة، ويقام 24 مجلساً قرآنيا بشكل أسبوعي.
المادح
السادة والمبارك
فيما يخص منجزات علي السادة، قالت والدته “شارك في اختبارات جمعية خيركم في جدة في يناير 2020، واجتاز اختبار حفظ جزء بدرجة 100%، وفي يونيو من العام نفسه اجتاز اختبار حفظ جزءين بدرجة 100%، وفي أكتوبر 2020، اجتاز اختبار 3 أجزاء بدرجة 99.
وأضافت “في اختبارات جمعية تحفيظ القرآن بالشرقية، اجتاز اختبار حفظ جزء بدرجة 100% في أكتوبر 2020. وفي الشهر ذاته، اجتاز اختبار حفظ جزءين بدرجة 100%، وفي نوفمبر 2020، اجتاز اختبار 3 أجزاء بدرجة 98%، وغيرها من المشاركات داخل المملكة وخارجها.
وتابعت “في شهر رمضان الحالي، شارك في العديد من المسابقات القرآنية، أبرزها مسابقة تراتيل قرآنيه على قناة اقرأ، وتم اختيار وعرض مشاركته من بين مئات المشاركات من جميع انحاء العالم.
وعن أهم إنجازاته على الصعيد الدراسي، قالت الأم “رشح هذا العام من قبل المدرسة لدخول اختبار مقياس موهبة اجتاز الاختبار بدرجة امتياز، وحصل هذا العام أيضاً على الميدالية الذهبية في مسابقة الكنغارو العالمية في الرياضيات، وفي العام الماضي على الميدالية الفضية في مسابقة الكنغارو العالمية في الرياضيات”.
السادة
منجزات المبارك
بدورها، ذكرت والدة مبارك المبارك أنه حصد بعض ثمار حبه للقرآن، ومن هذه الإنجازات المركز الأول في مسابقة اقرأ الـ12 في مملكة البحرين عام 2018، وفي عام 2019، حقق المركز الثالث في مسابقة محمد العيسى أبو فراس (يرحمه الله) الأولى في صفوى، والمركز الثالث في مسابقة طلال أحمد (رحمه الله) في مركز باقر العلوم في مملكة البحرين، والمركز الخامس في مسابقة أرحامي الأولى بصفوى في العام نفسه، والمركز السادس في مسابقة “اقرأ” الـ13 فرع الناشئه في البحرين، والمركز الثاني في مسابقة ترنيم الأشبال الأولى التابعة لمركز إجلال القرآني في الرياض في العام الماضي (2020). والمركز الرابع في مسابقة أرحامي القرآنية بصفوى في العام نفسه، والمركز الثاني من مسابقة أسامة زيد الكاظمي (رحمه الله) التابعة لتقويم النبأ في الكويت وغيرها من المراكز داخل المملكة وخارجها.
أما على الصعيد الاجتماعي والدراسي والرياضي، فقالت “ابني متفوق دراسيًا، وشارك بجدارة في العديد من المسابقات المدرسية، ولحبه للرياضة؛ فهو ماهر في السباحة، وانضم إلى دورات في كرة القدم وكرة التنس.
تراتيل الفجر
بدوره، ذكر البراهيم أن جمعية تراتيل الفجر، التي تأسست عام 1427 استفاد منها المئات من البنين والبنات، اذ يستفيد من دوراتها المستمرة طوال العام ما يقارب 250 تلميذاً، هذا عدا الدورات الموقتة التي يتم الإعلان عنها للتعليم في مدة محددة”.
وأبان أن “عدد حفظة القرآن كاملاً منها حتى الآن بلغ 6 أبطال، إضافة إلى المادح، الذي سعدت الجمعية بإعلان اتمامه الحفظ كاملاً مساء العيد، محتفية بالخبر السعيد”.
وتابع “طلاب جمعية تراتيل الفجر الحفظة منتسبون رسمياً في جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة (جمعية خيركم)، ويختبرون فيها، وقد حصلوا حتى الآن على أكثر من 100 شهادة في اختبارات الاجزاء ولازالوا مستمرين، ولدينا اساتذة متطوعون في جمعية خيركم في جدة، وقد أسست جمعية خيركم حلقة لاشبال جمعية تراتيل الفجر، اسمتها حلقة “أشبال القرآن”.
وأضاف “يدرس أيضاً معظم طلابنا في دورات تحفيظ المنطقة الشرقية في الدورات التأهيلية والمكثفة وقريبا المتقدمة”.
منجزات محلية
وعن انجازات الجمعية قال “أبرز انجازاتها على مستوى المحافظة، حصولها على جائزة التميز في القطيف 11 مرة، أما محلياً، فقد شارك الأشبال في مسابقات الحرم المدني 6 سنوات متتالية، وفي كل المشاركات كان طلابها من أفضل 10 حفاظ في المملكة، وفي الحرم المكي، شارك طلاب تراتيل الفجر مرتين، كانوا أيضاً ضمن أفضل 10 حفاظ”.
وقال “أحد طلبتنا حقق درجة الحفظ الكاملة، وكان هو المتصدر والمنفرد في المسابقة في درجة الحفظ، إضافة إلى تفوق الابطال في خمس سنوات في مسابقة الهيئة الملكية في الجبيل، كما حقق أحد أشبالنا المركز الثالث في مسابقة أبطال المناطق في نجران عام 1436هـ، على مستوى المملكة، عدا الفوز لـ 6 سنوات متتالية في مسابقات الحفظ في ناديي النهضة والقادسية.”
وعالمياً قال “شاركنا في مسابقة الطفولة العالمية المقامة من الرياض، التي ضمت أبطالاً من 22 دولة تأهل 5 طلبة منهم، وكانت أبرز النتائج هي المركز السابع بدرجة 96 %”.
وفي مشاركة أخرى، فاز الشبل علي محمد آل هاني بالمركز التاسع على مستوى العالم الاسلامي في مسابقة القران في مصر.
تعجز الكلمات في وصف الجهود الحثيثة التي تقوم بها جمعية تراتيل الفجر القرآنية في رعاية الأشبال في المجال القرآني