علوية السادة.. على منصّة تكريم “نهج الشفاء الطبي” تحدّت إعاقة السمع، وصنعت مستقبلها بنفسها دون تردد أو خجل

من زهراء آل جعفر، أم الساهك

لأنها مُنجِزة، ومؤثرة، وفوق ذلك مُتحدّية لإعاقتها؛ اختار مجمع نهج الشفاء الطبي، بأمّ الساهك، يوماً خاصاً بها، لتسجيل موقف من مواقف المسؤولية الاجتماعية من خلال تكريمها.

علوية جعفر السادة التي سُرِدت قصتها أمام العاملين الذين تعرفوا على شابّة كان يُمكن لضعف سمعها أن يكون مشكلة مُعيقة، أو مُزعجة، أو مُخجلة. ولكن ما حدث هو العكس تماماً. واجهت مشكلتها بشجاعة وفهم، واستثمرت إعاقتها لتؤسس مشروع حياتها العملية على رعاية الأطفال المصابين بمثل مشكلتها. درست التربية الخاصة، متخصصة في مسار الإعاقة السمعية، وراحت تكرس نشاط حياتها اليوميّة في أعمال تحسين حياة الأطفال ذوي الإعاقات السمعية.

 برنامج المسؤولية الاجتماعية

لهذه السمات الاستثنائية؛ وجدت إدارة مجمع الشفاء الطبي بأم الساهك، إدراجها ضمن برنامج المسؤولية الاجتماعية الذي تستهدف منه تكريم المنجزين في المجتمع، وعشية أمس الأول الثلاثاء، وقفت علوية السادة ووالدتها نسيمة السادة، لتسرد الأم جزءاً من قصة الفتاة التي كانت طفلة وظهرت عليها مشكلة ضعف السمع، لتخوض معها تجربة تربوية خاصةً، عبرت بها سنوات الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم الجامعية، حيث واصلت “علوية” تحديَها للإعاقة الصعبة، وتخصّصت في المسار ذاته الذي عانته وتعانيه. بل وتسعى إلى الدراسات العليا، وتملأ وقتها بالدورات والإنجازات والأعمال التطوعية التي تستهدف فئة ضعاف السمع.

 تسجيل موقف

نائب مدير المجمع الطبي، المهندس محمد حربي الهاجري، سجّل موقفه إزاء الفتاة ووالدتها، منبّهاً إلى دور الأسرة الواعية التي تُدرك المشكلة مبكراً، وتتعامل معها بواقعية، وتبحث عن العلاج المناسب، في الوقت المناسب.
الأستاذ حربي حمد الهاجري، وفريق العمل في مجمع نهج الشفاء، صحبوا الفتاة ووالدتها في جولة تعريفية على العيادات وتجهيزات المجمع المتطورة، والكادر الطبي، والتمريضي، والخدمات المساندة، وصولاً إلى نشاط المجمع في خدمات المسؤولية الاجتماعية. وتلك قصة أخرى يسعى فيها المجمع إلى مزيد من العمل في برامج التثقيف والتوعية ودعم الأنشطة الرسمية والأهلية، ليكون جزءاً من الفعّاليات على النحو الذي يضع المسؤولية الاجتماعية على أرض الواقع، ويأتي تكريم السادة ليكون نشاطاً يسعى المجمع إلى تفعليه وتكراره، ليشمل مُنجزين كثيرين في المجتمع، في ميادين كثيرة، مهمة، مميزة، فهم أبناء هذا الوطن.